Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: De Sophisticis Elenchis (On Sophistical Refutations)

〈أنواع الحجج فى المناقشة〉

إن أجناس الكلام فى كل فن منه أربعة: منها جنس تعليمى، وجنس جدل، وجنس امتحان، وجنس مماحكة.

فجنس الكلام الذى من طريق التعليم وإفادة العلم لا يكون إلا من خاصة أوائل ذلك العلم المستفاد، لا من حاصل جواب المجيب فيه؛ ولذلك يجب التقليد على المتعلم. وجنس كلام الجدل لا يكون إلا من جمع فكر محمود مناقض للقول. وجنس كلام الامتحان والاختبار لا يكون إلا من الأشياء المظنونة عند المجيب واللاتى يضطر إلى علمها من أراد إيجاد الحكمة كالذى فصلنا وجر بنا فى غير هذا الكتاب. وجنس كلام المماحكة لا يكون إلا من أشياء محمودة فى ظاهرها وليست بالحقيقة من صنف القياس أكثر من أنها كذلك فيما ظهر منها. وقد تكلمنا فى كتاب «أنالوطيقا» — ، وهو الكتاب الثالث من كتبنا — فى جنس كلام التعليم البرهانى، وتكلمنا أيضا فى جنس كلام الجدل والامتحان قبل هذا الكتاب، وهو الكتاب الرابع: «أفود قطبقى». فأما جنس كلام المماحكة والمنازعة فنحن متكلمون فيه فى كتابنا هذا، وهو الخامس.

〈أنواع الحجج فى المناقشة〉

وأجناس الألفاظ التى تجرى فى المفاوضة أربعة: البرهانية، والجدلية، والامتحانية، والمرائية.

فأما البرهانية فهى التى تجب على المتعلم التصديق، لأنها تقيس من المبادئ الخاصة بكل علم، لا من اعتقادات المجيبين. والجدلية هى التى تقيس مرارا. والامتحانية هى التى تقيس من الأمور التى بحسب ظن المجيب. ومن الاضطرار أن يكون القائس عالما بذلك لوجود العلم له على نحو ما حدد فى مواضع أخر. والمرائية هى التى تقيس من الأمور التى تظن مشهورة وليست كذلك؛ ولهذه العلة يتوهم أنها قياسية. فأما التعليمية والبرهانية فقد تكلمنا فيها فى «أنالوطيقا»؛ وقد تكلمنا فى الجدلية والامتحانية فى مواضع أخر؛ وسنتكلم الآن فى قياسات المجاهدة والمراء.