Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: De Sophisticis Elenchis (On Sophistical Refutations)

〈استحالة معرفة كل التضليلات〉

وليس يجب أن يروم تحصيل عدد الوجوه التى منها يكون توبيخ الذين يبكتون قبل المعرفة بجميع الموجودات، لأن هذا ليس إنما يوجد لواحده.

من الصنائع، وذلك أن المعلومات كثيرة غير متناهية. فمعلوم إذن أن البراهين أيضا كذلك. والتبكيتات قد تكون صادقة، لأنه كما لنا أن نبين فلنا أن نبكت من يضع نقيض الحق — مثال ذلك الوضع بأن للقطر والضلع مقدارا مشتركا: فإنا نبكت من يضع ذلك البرهان على أنه ليس لهما مقدار مشترك. فنحن إذن محتاجون إلى أن نكون عارفين بجميع الأشياء؛ وذلك أن هذه الأشياء إنما توجد عن المبادئ الهندسية ونتائجها، وهذه من الأمور التى فى الطب، وهذه من العلوم الأخر. وكذلك التبكيتات الكاذبة قد تكون غير متناهية، وذلك أن فى كل صناعة يوجد قياس كاذب — مثال ذلك: أما فى الهندسة فقياس هندسى، وأما فى الطب فطبى، أعنى أن فى كل صناعة ما هو بحسب مبادئ تلك الصناعة. فمعلوم إذن أنا ليس إنما نأخذ المواضع من جميع التبكيتات، بل من المأخوذة من الجدلى؛ وذلك أن هذه التى تعم كل صناعة وقوة. فأما النظر فى التبكيت الذى يكون فى جميع العلوم، وهل هو مظنون لا حقيقة له، وإن كان موجودا، فمن قبل ماذا وجوده — فهو من شأن العالم. فالذى يكون من الأمور العامية التى ليست تحت واحدة من الصنائع هو من المقدمات الجدلية. فإذا كان عندنا مماذا تكون القياسات المشهورة نحو أى شىء أردنا، فإن لنا أن نعمل من هذه تبكيتات، وذلك أن التبكيت هو قياس التناقض. فقياس التناقض إذن إما أن يكون واحدا، وإما أن يكون اثنين. فالقياس إذن الكائن بهذه الأشياء: كان قياساً مظنونا أو قياسا جدليا أو جدليا مظنونا، فهو تبكيت بالتناقض.

فقد حصل لنا إذن عن كم شىء تكون أمثال هذه الأشياء كلها. وإذا كانت هذه حاصلة لنا فإن حلها موجود عندنا، وذلك أن بوجود هذه توجد الحلول. وقد حصل لنا عن كم شىء تكون القياسات المظنونة. والمظنونات ليست موجودة فى ما اتفق، بل فى التى وجودها على هذا النحو، وذلك أن الإنسان لو فكر فى عدد الأشياء التى من أجلها يظن أن هذه الأشياء تعرض وحدها غير محدودة. فقد ظهر إذن أن الجدلى هو الذى يمكنه أن يأخذ من الأمور العامية كم الأسباب التى عنها تكون: إما أسباب التبكيت، أو التى [لما] تظن تبكيتا

أو اسباب التى تظن جدلية أو الممتحنة.