Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈التوالد التلقائى فى بعض السمك〉

فكما وصفنا، أكثر أجناس السمك يخلق من البيض. ومنها ما يخلق من الطين والحمأة والرمل — ويكون أيضاً من هذه الأجناس ما يخلق من سفاد ومن بيض، وذلك فى النقائع ومواضع أخر. وقد زعم بعض الناس أن فى الزمان السالف، فى ناحية البلدة التى تسمى باليونانية قنيدوس Κνιδοσ، لما طلع كوكب الكلب، قل الماء وتولد من تلك الحمأة سمك كثير، وكان ذلك السمك من الجنس الذى يسمى باليونانية قسطريس Χεστρεισ، فإن هذا الجنس لا يكون من بيض ولا من سفاد. وهو يشبه السمك الصغير المستطيل الذى يتهيأ منه الصير. وليس يوجد فى أجواف إناث هذا السمك بيض، ولا فى أجواف الذكورة زرع ألبتة. وفى الأماكن التى منها تسيل الأنهار إلى البحر فى أرض آسيا، يكون سمك صغير مثل صنف السمك الصغير الذى يسمى باليونانية ابسيطوا [εψητοι]، فإن ذلك السمك شبيه بالصغير وإن كان يخالفه بشكل المنظر. وبعض الناس يزعم أن صنف السمك الذى يسمى باليونانية قسطريس κεστρεισ يتولد من الطين والحمأ. وكل من يقول هذا القول كاذب، لأن إناث هذا الصنف تظهر وأجوافها مملوءة بيضاً، والذكورة مملوءة زرعاً. ولكن من هذا الصنف ما يتولد من الحمأة.

فهو بين واضح أن بعض أصناف السمك يتولد من ذاته، ولا يكون من سفاد ولا من بيض. والشاهد على ذلك تولد السمك من ذاته. وجميع ما لا يبيض بيضاً يتولد من الحمأة، ومنه ما يتولد من الرمل، ومن العفونة التى تطفو على الماء، مثل الجنس الذى يسمى باليونانية افوييى αφυη والجنس الذى يسمى باليونانية افروس αφροσ [١٦٠] فإن هذين الجنسين يتولدان من الأرض. وهذا الجنس الذى يسمى باليونانية، افوييى αφυη لا يشب ولا يكبر ولا يتوالد منه غيره، وإذا مضى به زمان هلك وتولد غيره من 〈التربة〉 الرملية، ولذلك يوجد هذا الجنس فى كل حين، ما خلا زماناً يسيراً من السنة، وابتداؤه يكون من مطلع ذنب بنات نعش الذى يطلع فى الخريف وفى الربيع. والدليل على أن هذا الجنس يتولد ويصعد من الأرض ما نصف حيننا هذا: فإنه إن كان برد شديد، لا يصاد منه شىء؛ وإن كان الهواء صافياً، يصاد منه شىء كثير، وذلك من قبل أنه يصعد من الأرض إلى الدفء. وإذا جردت الأرض مراراً شتى يعاد أكثر وأخصب. وأما سائر أصناف السمك الذى يسمى افويى αφυη فردىء، لأنه يشب عاجلاً ويكون فى مواضع الفىء الكثير العفونة، إذا كان الهواء طيب المزاج ودفئت الأرض فى البلدة التى تسمى باليونانية أثيناس Αθηναι وما يلى البلدة التى تسمى باليونانية صالاميس Σαλαμισ وقريباً من المواضع التى 〈تسمى〉 باليونانية ثامستقلس θεμιστοκλησ وفى المواضع التى تسمى ماراثون μαραϑων فإن الصنف الذى يسمى افروس αφροσ — وتفسيره: الزبد — فهو يظهر فى مثل هذه الأماكن، إذا كان زمان 〈طيب〉 وخصب. وربما كان فى بعض الأماكن إذا تمطر على الزبد الذى يجتمع على الماء، ولذلك يسمى صنف السمك 〈الذى〉 يتولد منه: زبداً. وربما ظهر هذا الصنف يطفو على البحر إذا كان فى زمان خصب، مثلما يظهر الدود الصغير فى روث الدواب. فبهذا النوع يظهر ابتداء خلقة هذا الصنف من السمك فى كل موضع يجتمع فيه زبد. ولهذه العلة يوجد فى مواضع كثيرة يخرج من عمق البحر إلى الشاطىء وهو يخصب. ويصاد منه كثير إذا كان الزمان مطيراً، والهواء طيب المزاج.

فأما الصنف الآخر من أصناف افوييى αφυη فهو يكون من بيض السمك، مثل الذى يسمى باليونانية قوبيطس κωβιτισ، ومنه يكون السمك الصغير الردىء 〈الذى〉 يغيب فى الأرض. ومن الصنف الذى يسمى باليونانية فالاريقى Φαληρικη يكون الصنف الذى يسمى ممبرادس μεμβραδεσ؛ ومن هذا الصنف يكون الصنف الآخر 〈الذى〉 يسمى طرخيداس τριΧιδεσ؛ ومن ذلك الصنف أيضاً يكون صنف آخر [١٦٠] يسمى طريخيا τριΧια. ومن صنف واحد من أصناف الافويى αφυη — يكون فى ميناء أثينا — 〈يكون〉 الصنف الذى يسمى باليونانية انقراسخولوس εγκρασιΧολοσ وأيضاً يكون صنف آخر من أصناف الافويى، وذلك الصنف الذى يكون منه بعض أجناس السمك الذى يسمى باليونانية ماينديون μαινιδιον وقاسطريس κεστρευσ.

فأما الصنف الذى يسمى باليونانية أفروس αφροσ فليس يتولد منه شىء، وهو رطب اللحم، وإنما يبقى زماناً يسيراً كما قلنا أولاً، وليس يبقى فى الآخر ما خلا العينين والرأس؛ وإن صلح هذا الصنف أقام زماناً كثيراً.

〈التوالد التلقائى فى بعض السمك〉

فكما وصفنا، أكثر أجناس السمك يخلق من البيض. ومنها ما يخلق من الطين والحمأة والرمل — ويكون أيضاً من هذه الأجناس ما يخلق من سفاد ومن بيض، وذلك فى النقائع ومواضع أخر. وقد زعم بعض الناس أن فى الزمان السالف، فى ناحية البلدة التى تسمى باليونانية قنيدوس Κνιδοσ، لما طلع كوكب الكلب، قل الماء وتولد من تلك الحمأة سمك كثير، وكان ذلك السمك من الجنس الذى يسمى باليونانية قسطريس Χεστρεισ، فإن هذا الجنس لا يكون من بيض ولا من سفاد. وهو يشبه السمك الصغير المستطيل الذى يتهيأ منه الصير. وليس يوجد فى أجواف إناث هذا السمك بيض، ولا فى أجواف الذكورة زرع ألبتة. وفى الأماكن التى منها تسيل الأنهار إلى البحر فى أرض آسيا، يكون سمك صغير مثل صنف السمك الصغير الذى يسمى باليونانية ابسيطوا [εψητοι]، فإن ذلك السمك شبيه بالصغير وإن كان يخالفه بشكل المنظر. وبعض الناس يزعم أن صنف السمك الذى يسمى باليونانية قسطريس κεστρεισ يتولد من الطين والحمأ. وكل من يقول هذا القول كاذب، لأن إناث هذا الصنف تظهر وأجوافها مملوءة بيضاً، والذكورة مملوءة زرعاً. ولكن من هذا الصنف ما يتولد من الحمأة.

فهو بين واضح أن بعض أصناف السمك يتولد من ذاته، ولا يكون من سفاد ولا من بيض. والشاهد على ذلك تولد السمك من ذاته. وجميع ما لا يبيض بيضاً يتولد من الحمأة، ومنه ما يتولد من الرمل، ومن العفونة التى تطفو على الماء، مثل الجنس الذى يسمى باليونانية افوييى αφυη والجنس الذى يسمى باليونانية افروس αφροσ [١٦٠] فإن هذين الجنسين يتولدان من الأرض. وهذا الجنس الذى يسمى باليونانية، افوييى αφυη لا يشب ولا يكبر ولا يتوالد منه غيره، وإذا مضى به زمان هلك وتولد غيره من 〈التربة〉 الرملية، ولذلك يوجد هذا الجنس فى كل حين، ما خلا زماناً يسيراً من السنة، وابتداؤه يكون من مطلع ذنب بنات نعش الذى يطلع فى الخريف وفى الربيع. والدليل على أن هذا الجنس يتولد ويصعد من الأرض ما نصف حيننا هذا: فإنه إن كان برد شديد، لا يصاد منه شىء؛ وإن كان الهواء صافياً، يصاد منه شىء كثير، وذلك من قبل أنه يصعد من الأرض إلى الدفء. وإذا جردت الأرض مراراً شتى يعاد أكثر وأخصب. وأما سائر أصناف السمك الذى يسمى افويى αφυη فردىء، لأنه يشب عاجلاً ويكون فى مواضع الفىء الكثير العفونة، إذا كان الهواء طيب المزاج ودفئت الأرض فى البلدة التى تسمى باليونانية أثيناس Αθηναι وما يلى البلدة التى تسمى باليونانية صالاميس Σαλαμισ وقريباً من المواضع التى 〈تسمى〉 باليونانية ثامستقلس θεμιστοκλησ وفى المواضع التى تسمى ماراثون μαραϑων فإن الصنف الذى يسمى افروس αφροσ — وتفسيره: الزبد — فهو يظهر فى مثل هذه الأماكن، إذا كان زمان 〈طيب〉 وخصب. وربما كان فى بعض الأماكن إذا تمطر على الزبد الذى يجتمع على الماء، ولذلك يسمى صنف السمك 〈الذى〉 يتولد منه: زبداً. وربما ظهر هذا الصنف يطفو على البحر إذا كان فى زمان خصب، مثلما يظهر الدود الصغير فى روث الدواب. فبهذا النوع يظهر ابتداء خلقة هذا الصنف من السمك فى كل موضع يجتمع فيه زبد. ولهذه العلة يوجد فى مواضع كثيرة يخرج من عمق البحر إلى الشاطىء وهو يخصب. ويصاد منه كثير إذا كان الزمان مطيراً، والهواء طيب المزاج.

فأما الصنف الآخر من أصناف افوييى αφυη فهو يكون من بيض السمك، مثل الذى يسمى باليونانية قوبيطس κωβιτισ، ومنه يكون السمك الصغير الردىء 〈الذى〉 يغيب فى الأرض. ومن الصنف الذى يسمى باليونانية فالاريقى Φαληρικη يكون الصنف الذى يسمى ممبرادس μεμβραδεσ؛ ومن هذا الصنف يكون الصنف الآخر 〈الذى〉 يسمى طرخيداس τριΧιδεσ؛ ومن ذلك الصنف أيضاً يكون صنف آخر [١٦٠] يسمى طريخيا τριΧια. ومن صنف واحد من أصناف الافويى αφυη — يكون فى ميناء أثينا — 〈يكون〉 الصنف الذى يسمى باليونانية انقراسخولوس εγκρασιΧολοσ وأيضاً يكون صنف آخر من أصناف الافويى، وذلك الصنف الذى يكون منه بعض أجناس السمك الذى يسمى باليونانية ماينديون μαινιδιον وقاسطريس κεστρευσ.

فأما الصنف الذى يسمى باليونانية أفروس αφροσ فليس يتولد منه شىء، وهو رطب اللحم، وإنما يبقى زماناً يسيراً كما قلنا أولاً، وليس يبقى فى الآخر ما خلا العينين والرأس؛ وإن صلح هذا الصنف أقام زماناً كثيراً.