Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈الريش〉

فأما ألوان ريش أصناف الطير فإنه ليس يتغير بقدر أسنانها، ما خلا الغرانيق، فإن لون ريشها يكون فى حداثتها رمادياً ويسواد عند كبرها؛ وربما تغيرت ألوان ريش بعض الطير، لحال تغير الزمان لشدة برد الهواء أو حره. ولذلك يتغير سوادها ويكون إلى البياض ما هو، مثلما يعرض للغربان والعصافير والخطاف. فأما ما كان ريشه أبيض فليس يتغير ذلك اللون إلى السواد. ولون ريش بعض أصناف الطير يتغير بقدر تغير أزمان السنة حتى لا يعرفها إلا العالم بحالها.

ولون شعر بعض الحيوان يتغير بقدر تغير المياه التى يشرب منها، ولذلك تكون ألوان الشعر فى مكان أبيض، وفى مكان آخر أسود. ومن المياه مياه إذا شربت منها الأغنام ثم سفدت بعد شربها، تلد خرفاناً سوداً، مثل ما يعرض فى البلدة التى تسمى باليونانية خلقيدقى فيما يلى تراقى 〈فى إقليم اسورتيدى〉، فإنها إذا شربت من النهر الذى يسمى البارد، ثم سفدت، تولدت بمثل ما وصفنا. وفى البلدة التى تسمى باليونانية [٧٠] انطندريا Αντανδρια نهران: أحدهما يصير ألوان ما تولد من الغنم سوداً، والآخر يصير ألوانها بيضاً. فأما النهر الذى يسمى باليونانية اسقمندروس Σϰαμανδροσ فإنه يصير ما تولد من الغنم شقراً 〈ويقال إن هذا هو السبب فى كون هوميروس سمى نهر اسقمندروس: الأكسنثوس〉.

ومن الحيوان ما ليس له شعر: لا فيما يلى خارج جسده، ولا فيما يلى باطنه. فأما الأرانب فهى كثيرة الشعر، وفى باطن أشداقها شعر، وتحت أرجلها. وليس للحيوان الذى يسمى باليونانية موس μυσ أسنان فى فيه، بل شعر شبيه بشعر الخنزير.

أما أطراف أجساد الحيوان الذى له شعر، فله شعر كثير فى مؤخر تلك الأطراف؛ فأما فى مقدمها، فلا، والشعر يطول وينشؤ من أصله إذا قطع، وليس من موضع القطع كما وصفنا فيما سلف؛ فأما الريش فإنه إذا قطع لا ينشأ ولا يزداد: لا من فوق، ولا من أسفل، بل يقع وينتثر. وإذا وقع جناح شىء من النحل لا ينبت، ولا شىء آخر مما له جناح 〈غير منقسم〉. وإذا ألقت النحلة حمتها لا تنبت، بل تموت النحلة.

〈الريش〉

فأما ألوان ريش أصناف الطير فإنه ليس يتغير بقدر أسنانها، ما خلا الغرانيق، فإن لون ريشها يكون فى حداثتها رمادياً ويسواد عند كبرها؛ وربما تغيرت ألوان ريش بعض الطير، لحال تغير الزمان لشدة برد الهواء أو حره. ولذلك يتغير سوادها ويكون إلى البياض ما هو، مثلما يعرض للغربان والعصافير والخطاف. فأما ما كان ريشه أبيض فليس يتغير ذلك اللون إلى السواد. ولون ريش بعض أصناف الطير يتغير بقدر تغير أزمان السنة حتى لا يعرفها إلا العالم بحالها.

ولون شعر بعض الحيوان يتغير بقدر تغير المياه التى يشرب منها، ولذلك تكون ألوان الشعر فى مكان أبيض، وفى مكان آخر أسود. ومن المياه مياه إذا شربت منها الأغنام ثم سفدت بعد شربها، تلد خرفاناً سوداً، مثل ما يعرض فى البلدة التى تسمى باليونانية خلقيدقى فيما يلى تراقى 〈فى إقليم اسورتيدى〉، فإنها إذا شربت من النهر الذى يسمى البارد، ثم سفدت، تولدت بمثل ما وصفنا. وفى البلدة التى تسمى باليونانية [٧٠] انطندريا Αντανδρια نهران: أحدهما يصير ألوان ما تولد من الغنم سوداً، والآخر يصير ألوانها بيضاً. فأما النهر الذى يسمى باليونانية اسقمندروس Σϰαμανδροσ فإنه يصير ما تولد من الغنم شقراً 〈ويقال إن هذا هو السبب فى كون هوميروس سمى نهر اسقمندروس: الأكسنثوس〉.

ومن الحيوان ما ليس له شعر: لا فيما يلى خارج جسده، ولا فيما يلى باطنه. فأما الأرانب فهى كثيرة الشعر، وفى باطن أشداقها شعر، وتحت أرجلها. وليس للحيوان الذى يسمى باليونانية موس μυσ أسنان فى فيه، بل شعر شبيه بشعر الخنزير.

أما أطراف أجساد الحيوان الذى له شعر، فله شعر كثير فى مؤخر تلك الأطراف؛ فأما فى مقدمها، فلا، والشعر يطول وينشؤ من أصله إذا قطع، وليس من موضع القطع كما وصفنا فيما سلف؛ فأما الريش فإنه إذا قطع لا ينشأ ولا يزداد: لا من فوق، ولا من أسفل، بل يقع وينتثر. وإذا وقع جناح شىء من النحل لا ينبت، ولا شىء آخر مما له جناح 〈غير منقسم〉. وإذا ألقت النحلة حمتها لا تنبت، بل تموت النحلة.