Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈طريقة شراب الحيوان. تربية الخنازير〉

والحيوان القوى المحدد الأسنان يشرب كما يشرب الفأر. فأما الحيوان المستوى الأسنان فهو يشرب بنوع آخر الماء، مثل الخيل والبقر. فأما الذئاب فهى تشرب بنوع آخر. وبعض أجناس الطيور يشرب بنوع آخر، غير أن الطويلة الأعناق منها ما يخل فيما [١٩٠] بين شربها وترفع رءوسها ثم تعود إلى الشرب. والطائر الذى يسمى باليونانية πορΦυριον برفوريون يشرب بنوع آخر فقط.

فأما ذوات القرون من الحيوان المشاء، أعنى المستأنس والبرى وما ليس هو محدد الأسنان، فكله يأكل الحبوب إن لم يجع جداً، ما خلا الكلب: فإنه لا يأكل عشباً ولا حبوباً، إلا أقل ذلك. فأما الخنزير فهو من الحيوان خاصةً يأكل الأصول، لأن خلقة خرطومه موافقة لهذا العمل؛ وخرطومه موافق لكل طعم، أكثر من جميع الحيوان. وجسده يعظم عاجلاً ويسمن سريعاً، فإنه يخصب ويسمن فى ستة أيام. والذين يعانون هذا الأمر بتجاربهم، يعلمون كم تكون زيادة شحمه، وهم يصومونه: فإن الخنزير إذا جاع ثلاثة أيام ثم أكل سبعاً من الطعام، سمن عاجلاً. فأما أهل تراقى οι Θρακοσ فإنهم إذا أرادوا أن يسمنوا الخنزير يسقونه فى اليوم الأول، ثم يخلونه يوماً واحداً أولاً، وبعد ذلك يخلونه يومين أو ثلاثة أو أربعة وإلى السبعة الأيام. وهذا الحيوان يسمن من أكل الشعير والدخن والتين والكمثرى البرى والقثاء وما يشبه هذا الصنف. فالخنازير خاصةً تسمن عاجلاً، كما وصفنا. والسكون يسمن جميع الحيوان الجيد البطن. فأما الخنازير فهى تسمن إذا تمرغت فى الطين وصارت أجسادها مطينة. وهى ترعى معاً بقدر قرونها (=أعمارها). والخنزير يقاتل الذئب وجميع إناث الحيوان، أعنى الخنازير وغيرها، تهزل إذا أرضعت جراءها.