Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈طباع ناقر السنديان〉

فأما الطير الذى ينقر الشجر، فليس يقع على الأرض بل ينقر ويقطع الشجر لخروج الدود والحيوان الصغير الذى يأوى فيه. فإذا خرج منه شىء لقطه بلسانه؛ وله لسان عريض كبير؛ ويمشى على الشجر مشياً سريعاً جداً، بكل نوع من الأنواع. وربما مشى على الشجر وهو مستلق على ظهره، كما تفعل الجراذين. ومخاليبه أجود وأقوى من مخاليب السرقوق، وخلقتها على مثل هذه الحال طباعية [٢٣٣] لحال موافقة ثباتها على الشجر، فإنه يغرس مخاليبه فى الشجر ويسير عليه.

وفى هذا الطير الذى ينقر الشجر أجناس مختلفة: أما الجنس الواحد فالذى يسمى باليونانية قوتوفوس κοττυΦοσ، وفى ريشه لون أحمر يسير. والجنس الثانى أكبر من قوتوفوس. والجنس الثالث أصغر من دجاجة. وهو يفرخ فى الشجر، كما قيل أولاً، وأكثر ما يفرخ فى الزيتون؛ وربما فرخ فى شجر آخر أيضاً. وطعمه النمل والدود الذى يكون فى الشجر. وقد زعم بعض الناس أن من كثرة وشدة نقر هذا الطير للشجر لطلبه الدود تصير مواضع فى خدود الشجر عميقة جداً حتى ينكسر ويقع. وقد وضع رجل مرةً لوزة قوية فى شق عود ملائم للوزة، لكى يحتمل نقر هذا الطير. فلما مضت ثلاثة أيام، انطلق لينظر إلى اللوزة، فوجدها قد نقرت وأكل ما فى جوفها.