Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈ولاد الطاووس〉

فأما الطاووس فإنه يعيش خمساً وعشرين سنة. وليس يبيض حتى يبلغ ثلاث سنين. وفى ذلك الأوان تتم ألوان ريشه وتحسن. وهو يجلس على البيض ثلاثين يوماً، أو أكثر من ذلك قليلاً. وإنما يبيض مرةً واحدة فى السنة فقط. [١٤٨] وهو يبيض اثنتى عشرة بيضةً، أو أكثر من ذلك قليلاً. وإذا باض يحل يومان وثلاثةً ولا يبيض بيضاً متتابعاً. والطاووس أول ما يبيض إنما يبيض ثمانى بيضات. وربما باض الطاووس بيض الريح. وتسفد إناث الطواويس فى أزمان الربيع، ثم تبيض بعد السفاد عاجلاً. والطاووس يلقى ريشه فى زمان الخريف إذا بدأ أول الشجر يلقى ورقه؛ وإذا بدأ أول الشجر ينبت أو أول فروع الشجر يبدأ يظهر ينبت ريش الطاووس.

وبيض الطواويس يؤخذ ويوضع تحت دجاجة لتجلس عليه وتسخنه، وذلك لأن الطاووس الأنثى جالسة على البيض يطير عليها ويعبث ويكسر البيض. فلحال هذه العلة، كثير من إناث الطير البرى تهرب من الذكورة وتبيض وتسخن بيضها وتفرخ. وإنما يوضع تحت الدجاجة بيضتان من بيض الطاووس لتسخنهما وتجلس عليهما، لأنها لا تقوى على إسخان أكثر من بيضتين، ولا على خروج فراخها. وإذا أجلسوا الدجاجة على بيض الطاووس يتعاهدونها بالعلف، لكى لا تقوم عن البيض فيبرد ويفسد. ولذلك يوضع علفها قريباً منها.

فأما ذكورة أجناس الطير فإن خصاها تكون فى أوان السفاد أعظم، وذلك بين ظاهر. وما كان من الطير كثير السفاد، فخصاه تعظم أكثر من غيره، مثل الديوك والقبج. فأما الطير الذى لا يسفد سفاداً ملحاً دائماً، فعظم خصاه يكون دون عظم غيره.