Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈ولاد السمك، وخصوصاً السلاخى. — كلب البحر〉

فهذه حال حمل أجناس الطير وولادها.

فأما أصناف السمك، فقد قلنا فيما سلف أنها لا تبيض كلها، وذلك أن الجنس الذى يسمى باليونانية سلاخى σελαΧη يلد حيواناً؛ فأما سائر أجناس السمك فهو يبيض بيضاً. والجنس الذى يسمى سلاخى σελαΧη: فى جوف هذا الجنس يخلق بيض أولاً، ثم يكون منه حيوان ويولد، وبعد الولاد تتعاهد الأنثى الولد بالطعم وغيره حتى يقوى، ما خلا الصنف الذى يسمى الضفدع البحرى βατραΧοσ، فإنه لا يفعل ذلك.

ولأرحام جميع أصناف السمك شعبتان، كما قلنا فيما سلف، وفى أرحامها اختلاف. وشعب أرحام السمك الذى يبيض بيضاً تكون فى الناحية السفلى. فأما [١٤٩] شعب أرحام الجنس الذى يسمى سلاخى σελαΧη فهى شبيهة بأرحام الطير، وذلك من قبل أن بيض بعض السمك لا يكون عند صفاق الحجاب، بل فيما بين الصفاق والفقار. وإذا عظم البيض انتفض من هناك إلى الناحية السفلى.

وبيض جميع السمك لون واحد؛ وليس لشىء منه لونان. ولون بيضه إلى البياض ما هو، وليس إلى اللون التبنى. وإذا تولد من البيض حيوان، يكون لونه أيضاً على مثل هذه الحال.

وفيما بين ولاد الحيوان الذى يكون من بيض الطائر والسمك اختلاف، من قبل أنه ليس لفرخ السمك الذى يخلق فى داخل البيضة سرة تمتد إلى الصفاق الذى تحت القشر، ولكن له السرة التى تمتد إلى الصفرة، مثل ما للطائر. وله هذا السبيل فقط، وليس له السبيلان اللذان وصفنا. فأما سائر الأكوان التى 〈تطرأ〉 فى بعض الطير والسمك فواحدة: فهو من قبل أن الفرخ يكون فى طرف البيضة؛ والعروق تمتد من القلب أولاً على فن واحد؛ والرأس والعينان تظهر كما وصفنا، والناحية العليا من الجسد تكون أعظم من الناحية السفلى أولاً — وذلك يكون فى جميع خلقة الحيوان الذى يخلق من البيض على نوع واحد. فإذا شب الفرخ يكون ما فى داخل البيضة أول شىء يتم الخلق، ولا يكون هناك من الفضلة كما وصفنا عن حال فراخ الطير.

والسرة لاصقة بالناحية السفلى من جسد البطن إلصاقاً يسيراً. وإذا ابتدأت خلقة الفرخ تكون السرة طويلة، وإذا كملت خلقته تكون السرة صغيرة. وعند التمام يدخل فى الجسد ولا يظهر، كما وصفنا، حيث ذكرنا خلقة فراخ الطير. والبيضة والفرخ تحدق بصفاق مشترك، وتحت ذلك الصفاق صفاق آخر، وفيه يكون الفرخ محدقاً؛ وفيما بين الصفاقين رطوبة. والبيض يكون فى بطون السمك، مثلما يكون فى بطون فراخ الطير. وتلك الرطوبة تكون فى بطون السمك بيضاء، وفى بطون فراخ الطير تبنية اللون.

ومن شق الأجساد وكشفها يظهر شكل الرحم فى جميع حاله. وفيما بين أرحام أصناف السمك اختلاف مثل الاختلاف الذى يكون فى أرحام السمك [١٥٠] الذى يسمى باليونانية غالاووس γαλεοσ. وفيما بين أرحام هذا الصنف وأرحام الصنف العريض الجثة اختلاف أيضاً، من قبل أنه يوجد البيض فى بعض أصناف السمك فى وسط الرحم لاصقاً بالفقار، كما قلنا فيما سلف. وكذلك يوجد البيض فى أرحام الكلاب البحرية، وإذا عظم ذلك البيض: ينتقل إلى الناحية السفلى. وقد بينا أن لأرحام السمك 〈نتوءات〉 وأنها لاصقة بصفاق الحجاب. وعلى هذه الحال تكون فى جميع الحيوان الذى يشبه هذا الصنف، وفى هذه الأرحام وأرحام صنف الذى يسمى باليونانية غالاووس γαλεοσ تحت الحجاب قليلاً مثل ثديين أبيضين؛ فإذا لم يكن فى الأرحام بيض لا يوجد ذانك الثديان. وفى جوف الكلاب البحرية وصنف السمك الذى يسمى باليونانية باطيدس βατγδεσ خلقة شبيهة بالخزف، وفى داخلها رطوبة تشبه رطوبة البيض؛ وشكل الخزف الذى يكون فى داخلها شبيه بخلقة ألسن الزمارات. وفى داخل ذلك الخزف سبل دقاق لطاف، مثل الشعر. وإذا انشق الخزف الذى فى جوف صنف من أصناف كلاب البحر، تخرج فراخه. فأما الصنف الذى يسمى باليونانية باطيس βατισ ففراخه تخرج بعد أن يضع ذلك الخزف وينشق، فيخرج الحيوان الذى فى داخله. فأما صنف السمك الذى يسمى باليونانية غاليوس اكنثياس γαλεοσ ακανθιασ، فإن بيضه يكون عند صفاق الحجاب فوق الأجساد الناتئة التى سميناها ثديين فإذا نزل البيض إلى ذينك الثديين ينشق ويخرج منه الفرخ. ومثل هذا النوع يعرض لولاد صنف السمك الذى يسمى الثعلب البحرى.

فأما صنف السمك الذى يسمى غاليوس، وهو الصنف الأملس الجسد، فإن بيضه يكون فيما بين الأرحام كما يكون فى جوف الكلاب البحرية؛ ثم ينتقل ذلك البيض ويصير إلى شقتى الرحم، والحيوان أيضاً ينزل إلى الناحية السفلى، ولذلك تكون حبالة سرته قريبة من الرحم. ولذلك إذا فنيت الرطوبة التى فى داخل البيض يظن أن حال الفرخ مثل حال [١٥١] الحيوان الذى يكون من الدواب التى لها أربع أرجل، والسرة تكون لاصقة بالناحية السفلى من نواحى الرحم — مثلما تكون متعلقة بأفواه العروق — وفى جوف الفراخ فضل الطعم، وإن لم يكن شىء باقياً من الرطوبة فى البيضة، يوجد الكبد فى وسط جسد الفرخ. وحول كل فرخ مشيمة وصفاقات خاصة، كما يكون فى أولاد الحيوان. ورءوس الفراخ تكون أولاً فى الناحية العليا. وإذا نشأت وتمت وقويت، تكون رءوسها فى الناحية اليسرى؛ ويكون فى الناحية اليسرى من الرحم فراخ إناث وذكورة، وفى الناحية اليمنى فراخ إناث. وفى الناحية الواحدة أيضاً من الرحم فراخ إناث وذكورة. وإذا شقت أجواف أصناف السمك، توجد أجوافها كباراً، مثل الكبد، وجميع الأجواف دمية، وكذلك توجد أجواف الدواب التى لها أربع أرجل.

وبيض جميع أصناف السمك الذى يسمى باليونانية سلاخى σελαΧη صفاق الحجاب. وما عظم من البيض يكون قليلاً، وما صغر منه يكون كثيراً، وفى الناحية السفلى أيضاً يوجد، ولذلك يظن كثير من الناس أن السمك يسفد ويلد فى كل شهر مثل ما يعرض لهذه الأصناف من أصناف السمك. وذلك يكون من قبل أنها لا تخرج جميع البيض معاً، بل مراراً شتى فى زمان كبير. فأما ما يكون من البيض أسفل فى الرحم، فهو ينضج وتتم خلقته معاً.

والصنف الآخر من السمك الذى يسمى باليونانية غاليوس γαλεοσ يخرج الفراخ من جوفه ويقبله أيضاً فى جوفه. والصنف الذى يسمى باليونانية رينا ρινασ والصنف الذى يسمى باليونانية نارقى ναρκαι — وتفسيره: خدر (وقد ظهر (له) نارقى عظيمة الجثة فى جوفه قريب من ثمانين فرخاً). فأما السمكة التى تسمى باليونانية اقنثياس ακανθιασ — وتفسير هذا الاسم: الشوك — فليس يقبل فراخه فى جوفه بعد خروجها، وهو فقط يفعل ذلك من صنف السمك: الذى تسمى غاليوس γαλεοσ، لحال شوكته. ومن أصناف السمك العريض الصنف الذى يسمى باليونانية تريغون τρυγων. والصنف الذى يسمى باطوس βατοσ لا يقبل فراخه فى [١٥٢] جوفه لحال خشونة ذنبه. والضفدع البحرى βατραΧοσ أيضاً لا يقبل الفراخ فى جوفه بعد خروجها، لحال عظم رأسه ولحال الشوك. وهذا الصنف لا يلد حيواناً. كما قلنا فيما سلف.

فهذه الفصول التى بها تختلف مواليد السمك.