Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈تكوين الانكليس〉

فأما الانكليس فليس يكون من سفاد، ولا يبيض بيضاً، ولا ظهر ذلك لأحد من الناس قط، ولا فى أجواف الذكورة زرع. وإن شق أحد أجواف الذكورة، لا يوجد فيها سبيل الزرع، ولا يوجد فى الإناث أرحام، بل كل هذا الجنس من أجناس السمك الدمية لا يكون من سفاد ولا من بيض. وهو بين واضح أن قولنا فى ذلك حق، من قبل أنه إن نفذ جميع الماء الذى فى بعض النقائع وجد الطين، 〈فإنه〉 إذا مطر المطر أيضاً يتولد الانكليس فى تلك النقائع. وليس يكون ألبتة إذا قلت الأمطار وغلب القحط والسموم. وهذا الجنس يوجد فى كل حين فى النقائع الباقية المياه، وهو يغذى ويعيش بماء السماء. وهو بين أن هذا الجنس أيضاً لا يكون سمكاً من قبل 〈السفاد ولا البيض.

ومع ذلك، فإنه〉 من قبل الدود الذى يوجد فى أجواف بعضها، فلذلك يظنون أنه يخلق من الدود سمك. وذلك كذب، بل يكون بعض سمك هذا الجنس من الأرض ويخلق من ذاته من بين الدود الذى يسمى «معى الأرض»، وهذا الدود الذى يكون فى التراب الندى. وقد يظهر أن هذا السمك يخلق من مثل هذا الدود، 〈وإذا شق الدود وفتح، يشاهد الانكليس بوضوح〉. وذلك يستبين فى البحار والأنهار، وخاصة إذا كانت العفونة غالبة، فيكون فى الأماكن التى يقع فيها الطحلب من البحر ويكون فى شاطىء الأنهار والنقائع، لأن الحرارة تغلب على تلك المواضع فتعفن. فهذه حال تولد الانكليس.