Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈أوان البيض〉

وينبغى لنا أن نعلم أن فى حمل السمك اختلافاً فى الأزمنة التى يبيض فيها، وفى أنواع وضعها البيض. فقبل أوان [١٦٢] السفاد يعوم أصناف السمك الذى يعوم معاً بيضه مع بعض. وإذا كان أوان السفاد، ينفرد ويعوم الذكر مع الأنثى فقط. وإذا سفدت الإناث: 〈فإن〉 منها ما يحمل البيض أكثر من ثلاثين يوماً، ومنها ما يحمل زماناً أقل من ذلك. وجميعها يحمل فى أزمان تجزأ فى عدد السوابيع. والصنف الذى يسمى باليونانية مارينوس μαρινουσ يحمل البيض زماناً كثيراً. فأما الصنف الذى يسمى باليونانية سارغوس σαργοσ فهو يحمل فى شهر الدوم الذى يسمى پوسيدون ποσειδων، ولا يبيض حتى يتم ثلاثين يوماً. والذى يسمى باليونانية خيلون Χελωνη والذى يسمى مقسون μυξων يحمل فى زمان واحد ويبيض فى أوان مساو، وذلك إذا طلع النجم الذى يسمى باليونانية ارغوس (!).

وجميع أصناف السمك يتوجع فى الزمان الذى يبيض فيه، ولذلك يكون صيدها أهون. والذكورة فى أوان السفاد تخرج إلى ناحية الأرض. وبقول عام، تكثر حركة السمك بعد السفاد، حتى تبيض الإناث. ويفعل ذلك خاصةً الصنف الذى يسمى قسطرويس κεστρευσ. فإذا باضت الإناث سكنت. وتمام محل الإناث البيض إذا تولد الدود فى بطونها: فإنه يوجد فى بطونها دود صغار بارد جداً، ويمنع محل البيض.

وأصناف السمك تبيض فى أزمان مختلفة: والصنف الذى يسمى باليونانية روادس ρυδεσ هو يبيض فى الربيع؛ وأصناف كثيرة أيضاً من السمك تبيض فى زمان استواء الليل والنهار، وهو الاستواء الذى يكون فى الربيع. فأما سائر أصناف السمك فليس يبيض فى زمان واحد من أزمنة السنة، بل منها ما يبيض فى الصيف، ومنها ما يبيض فى زمان استواء الليل والنهار الذى يكون فى الخريف والصنف الذى يسمى باليونانية اثارينى αϑερινη — يبيض فى ذلك الأوان، ويبيض فى قرب الأرض. فأما القيغال κεφαλοσ فإنه يبيض آخر السمك، وذلك بين من قبل أن السمك الذى يسمى باليونانية قسطرويس κεστρευσ من أول ما يبيض، وأما الذى يسمى صالفى σαλπη فإنه يبيض فى أول الصيف فى أماكن كثيرة، ويبيض فى بعض الأماكن فى الخريف. والصنف الذى يسمى اولوپياس αυλωτιασ — وهو [١٦٣] الذى يسميه بعض الناس انثياسανθιασ يبيض فى الحر ويسفد. واللبراقس λαβραξ والذى يسمى باليونانية خروسفروس Χρυσοψρυσ ومورموروس μορμυροσ — وبقول عام الأصناف التى تسمى باليونانية درومادس δρομαδεσ. وآخر ما يبيض من أصناف السمك الذى يسير ويعوم معاً الصنف الذى يسمى طريغلا τριγλη وقوارقينوس κορακινοσ: فإن هذين الصنفين يبيضان فى أوان الخريف. والصنف الذى 〈يسمى〉 طريغلا τριγλη يبيض فى الطين، ولذلك يبقى الطين بارداً زماناً كثيراً، لحال البيض الذى فيه. فأما الذى يسمى قوراقينوس فهو يبيض بعد اطريغلا، وإنما يبيض فى الطحلب، وذلك لأنه يعيش ويأوى فى الأماكن الصخرية. فأما السمك الذى يكون منه الصير فإنه يبيض بعد الزوال الصيفى. فأما كثيراً من أصناف السمك اللجى فإنه يبيض فى الصيف، والدليل على ذلك أنه لا يصاد فى ذلك الأوان.

والصنف الذى يسمى باليونانية ماينيس μαινισ يبيض بيضاً كثيراً ومراراً شتى. ومن صنف السمك الذى يسمى صلاخى σελαΧη: الضفدع يبيض بيضاً كثيراً. وإنما قلته من أنه يهلك عاجلاً، فهو يبيض بيضة على الأرض. وبقول كلى، ما كان من أصناف السمك الذى يسمى صلاخى σελαΧη 〈فهو〉 أقل بيضاً من غيره، لأنه يلد حيواناً، وإنما يسلم لحال جثته.

والصنف الذى يسمى 〈إبرة البحر يبيض متأخراً، و〉تهلك لأنها تنشق وتؤكل من الحيوان، وليست هذه الأصناف 〈كثيرة العدد بقدر ما هى〉 عظيمة الجثة. والسمك الذى يخرج من بيض الصنف الذى يسمى ابرة يكون حول الأنثى، مثل السمك الذى يتولد من بيض الصنف الذى يسمى باليونانية فالنجيا Φαλαγγια، وإن مسها أحد تهرب. فأما الصنف الذى يسمى باليونانية اثارينى αθερινη فإنه يدلك بطنه بالرمل حتى يرق ويبيض بيضه.

والصنف الذى يسمى ثنوى θυννοι ينشق من كثرة الشحم. وهو يبقى سنتين. والدليل على ذلك من قبل الصيادين، فإنهم يزعمون أنه إذا نفذ السمك الصغير الذى يتولد من بيض ثنوى بعد سنة، يبيد أيضاً ما بقى من الثنوى الكبار وفيما يظن: الثنوى أكبر من الذى يسمى باليونانية پلاموذاس πλαμυδεσ بنسبة. وصنف ثنوى θυννοι وصنف سقمبرى σκομβροι يسفد [١٦٤] فى شهر الدوم (!) الذى يسمى الافيبوليون Ελφηϑολιων. وإنما يبيض بيضه وهو فى صفاق شبيه بمرود. والسمك الذى يخرج من بيض ثنوى يشب عاجلاً، ولذلك يسميه بعض الناس باليونانية اسقوردولاى σκορδυλαι، أما أهل القسطنطينية فإنهم يسمونه «السمك الذى يشب» αυξιδασ، لأنه يشب ويعظم عاجلاً. وهذا الصنف يخرج فى الخريف مع الصنف الذى يسمى ثنوى 〈وذلك من بحر بنطس ποντοσ〉 ثم يعوم ويدخل فى اللج فى أوان الربيع 〈بعد أن أصبح بيلاميداس〉. وجميع أصناف السمك — بقدر قول القائل — تشب عاجلاً، ولا سيما ما كان منه يأوى ناحية البحر الذى يسمى بنطوس ποντοσ؛ ومنها ما يشب من يومه. والصنف الذى يسمى امياى αμιαι يشب ويكبر عاجلاً، وذلك بين ظاهر. وبقول عام، ينبغى لنا أن نعلم أن أصناف السمك التى هى فهى تختلف بقدر الأماكن، وتختلف أزمان سفادها وأزمان وضعها للبيض، ولذلك تختلف أزمان حضنها أيضاً. وصنف السمك الذى يسمى باليونانية قوراقينوى κορακινοι يبيض فى أوان دياسة الحنطة. ولكن ينبغى لنا أن نذكر ونتمسك بما يكون ويعرض أكثر ذلك.

ويوجد أيضاً فى أجواف صنف السمك الذى يسمى باليونانية غنغروى γυγγροι بيض، ولكن ليس ذلك ببين واضح فى جميع الأماكن بقدر واحد. ولا بيض هذا السمك بين جداً، لحال كثرة الشحم. وبيضه يكون فى وعاء مستطيل، مثلما يكون بيض الحيات. ولكن يستبين ذلك إذا وضع السمك على النار، لأن الشحم يذوب ويتحلل فى بخار، والبيض ينزو وينشق، وأيضاً إن مسه أحد بيده مساً رقيقاً ودلكه بإصبعه يجد الشحم ليناً أملس، ويجد البيض خشناً. ومن صنف السمك الذى يسمى باليونانية غنغروى γυγγροι ما له شحم فقط وليس فيه شىء من البيض ألبتة؛ ومنه ما يوجد على خلاف ذلك، أعنى أنه لا يوجد فيه شحم، بل يوجد فيه بيض فى وعاء مستطيل، مثل ما ذكرنا آنفاً.