Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈ولاد النعاج والماعز〉

فأما إناث الشاء فإنها تحمل بعد أن ينزى عليها ثلاثاً وأربع مرات؛ وإن مطر مطر بعد نزوها، انتقص حملها. وكذلك تلفى المعزى أيضاً. والشاة والمعزى تضع اثنين، وربما وضعت ثلاثاً أو أربعاً. وهى تحمل خمسة أشهر؛ وإنما تضع مرةً واحدة فى السنة. وإن كانت ترعى فى أماكن وفية، وكان مرعاها كثيراً مخصباً، تضع مرتين فى السنة. والعنز يعيش ويبقى قريباً من ثمانى سنين؛ فأما الخروف فهو يبقى عشرة أعوام؛ وأكثر الشاء يبقى أقل من ذلك. وكراز الغنم يبقى خمس عشرة سنة — وإنما يهيىء الرعاة فى كل قطيع كرازاً واحداً ويعودونه التقدم وقيادة الغنم من شبيبته.

فأما الغنم [١٧٠] التى تكون فى أرض الحبشة فإنها تبقى وتعيش اثنتى عشرة 〈أو ثلاث عشرة〉 سنة؛ والمعز أيضاً تبقى 〈عشراً أو〉 احدى عشرة سنة. والغنم 〈و〉المعزى مما يسفد ويسفد ما بقى.

وإناث الغنم والمعزى تضع اثنين لحال حسن الحال وخصب المرعى، ولاسيما إذا كان الكبش أو التيس يزرع زرعاً يتولد منه اثنان، أو تكون الأم على مثل هذه الحال. ومنها ما تضع إناثاً، ومنها ما تضع ذكورة. وذلك يعرض أيضاً من قبل الأماكن التى ينزى فيها. وإذا نزيت، والريح التى تهب 〈شمال، فهى تميل إلى أن تلد ذكورة؛ وإذا كانت الريح〉 جنوباً تضع إناثاً. وربما تغيرت التى تضع إناثاً فتضع ذكورة على خلاف ذلك الوضع أيضاً و〈لكن〉 ينبغى أن تكون الغنم التى تنزو ناظرةً 〈حينئذ〉 إلى ناحية الشمال.

وإن سفد الغنم مرتين بالغداة وسفد أيضاً عند العشى لا يحتمل سفاد الكباش. وإن كانت العروق التى تحت ألسن الكباش بيضاء، فإن إناث الغنم تضع حملاناً بيضاً؛ وإن كانت تلك العروق سوداء، تكون الحملان سوداً أيضاً؛ وإن كان لتلك العروق لونان، فألوان الحملان تختلف أيضاً؛ وإن كانت العروق شقراء، تكون ألوان الحملان شقراء.

والغنم الذى يشرب الماء المالح تنزى قبل غيرها؛ وينبغى أن يملح 〈ماء〉 إناث الغنم قبل أن تضع، وإذا وضعت، وخاصةً فى أوان الربيع.

وليس تهيىء الرعاة كرازاً متقدماً وقائداً للمعزى، لأن طباعه ليس بثابت، بل حاد سريع الحركة خفيف. وقد زعم بعض الناس أن الرعاة يعلمون أن الغنم يخصب فى تلك السنة إن هاجت المسنة منها إلى النزو أولاً؛ فأما إن هاجت الشباب منها قبل المسنة، فتلك السنة رديئة للغنم.