Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈الدبر الأصفر〉

فأما الصنف الذى يسمى باليونانية انثرينى ανΘρηνη وهو الدبر الأصفر، فليس حاله مفردة معروفة مثل النحل. وهو يأكل اللحم، ولذلك يأوى حول الدبر لأنه يصيد الذباب الكثير وإذا صاد منه شيئاً قطع رأسه وحمل بقية جثته وطار، وهو يصيب من الفاكهة الحلوة أيضاً. فهذا طعم هذا الصنف من الدبر.

وله قائد مثل النحل. وللدبر الأحمر قواد. وهذا الصنف أعظم جثثاً من غيره جداً؛ وإذا قيست إلى قواد الدبر الأحمر وإلى ملوك النحل كان لها فضل بين. وقائد هذا الصنف يأوى فى داخل عشه مثل قائد الدبر الأحمر. وهو يبنى عشه تحت الأرض ويخرج التراب من مكان مأواه كما يفعل النمل. وليس يخرج من هذا الصنف طرد فراخ مثلما يخرج من النحل ولا يخرج طرد فراخ من الدبر الأحمر أيضاً، بل مأواه أبداً [٢٦٢] فى الأرض. وهو يهيىء عشاً أعظم من عش الدبر الأحمر لأنه يخرج التراب. وعشه كبير جداً، ويهيىء عشه من طين، شبيه بهيئة الموم. وقد أخرج مرة من عش واحد ثلاثة أو أربعة زنابيل من 〈الموم〉.

وليس يكنز هذا الصنف طعماً مثلما يفعل النحل. وهو يعشش فى الشتاء، أعنى يختفى فى عشه. وأكثره يهلك؛ ولم يستبن لنا بعد إن كان يهلك كله، أم لا. وليس تكون قواد كثيرة فى عش واحد، كما يكون فى خلية النحل، بل يكون قائد 〈واحد〉؛ وإذا كانت ملوك كثيرة فى خلية واحدة من خلايا النحل، افترق ذلك النحل وفسد. وإذا طار هذا الصنف من مكان مأواه يجتمع أيضاً فى موضع غيضة ويهيىء عشاً. وقد وجدت وعشها ظاهر مراراً شتى. وهو يهيىء هناك قائداً واحداً. فإذا خرج ونشأ، نهض وأخذ معه بقية صنفه، وطلب موضع خليته وأوى فيه.

ولم يظهر لنا إلى زماننا هذا حال سفاد هذا الصنف، ولا يعلم من أين يكون زرعه وأول تولده. وقد قلنا فيما سلف أنه ليس لذكورة النحل حمة، ولا سيما الصنف الذى يسمى باليونانية بالمس؛ فأما الصنف الأصفر من الدبر فلكله حمة. وينبغى لنا أن نتفقد إن كان لقائد هذا الصنف حمة، أم لا.