Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈دور الأنثى فى الإنجاب؛ دراسة داء «المولى» وتشخيصه〉

ومن إناث الحيوان ما إذا هاج واشتاق إلى السفاد طلب الذكورة وعبث بها: مثل الدجاج، فإنها إذا هاجت طلبت الديوك وجلست لها، ولا سيما إذا لم تكن الذكورة هائجة. وكثير من سائر الحيوان يفعل مثل هذا الفعل أيضاً. فهذه الآفات تظهر لازمة لجميع أصناف الحيوان فى أوقات التهيج والسفاد. فهو بين أن العلل التى تعرض لها هى فهى. والطائر لا يشتاق إلى قبول زرع الذكر فقط، بل يشتاق إلى أن يفضى بزرعه أيضاً. والعلامة الدليلة على ذلك من قبل أنه 〈إن〉 لم يحضر الذكر مع الأنثى، 〈فرغم ذلك〉 تهيج الأنثى وتحمل وتبيض البيض الذى يسمى بيض الريح. وإنما تفعل لشوقها إلى أن تفضى بالزرع وتقبل زرع الذكر. وكثير من أصناف الحيوان يفعل ذلك؛ والجراد الحسن الصوت أيضاً. وقد جربت ذلك امرأة فيما سلف، فأخذت إناث جراد وربتها حتى شبت وحملت من ذاتها بغير سفاد الذكورة إياها. فمن هذه الأشياء التى ذكرنا يستدل على أن كل أنثى موافقة للزرع [الحمل] إذ رأينا ذلك كائناً فى جنس من الأجناس. وليس بين البيضة التى تكون من سفاد الذكر، وبين البيضة التى تكون من الريح اختلاف أكثر من أن البيضة التى تكون من السفاد تخرج حيواناً. فأما البيضة التى تكون من الريح، فلا. ولذلك نقول إنه ينبغى أن يتفق وقت خروج زرع الأنثى وزرع الذكر معاً. ولذلك لا يكون ولد من كل زرع يخرج من الذكورة، بل ربما لم يكن ولد من زرع الذكورة إذا لم يتفق معه زرع الأنثى 〈ولم يكن〉 ملائماً له.

وقد ذكرنا فيما سلف أن النساء يحملن وتعرض لهن أعراض مثل الأعراض التى تعرض إذا جامعن الرجال، وذلك بعد الفراغ من الحلم، أعنى أنه يعرض لهن استرخاء وضعف.وهو بين أنه إن كانت النساء يفضين فى الحلم، فزرعهن أيضاً موافق للولاد مع زرع الذكورة. وبعد الحلم الذى ترى النساء، يترطب مكان الولاد، ويحتاج إلى علاج مثل العلاج الذى يحتجن إليه إذا جامعن الرجال. فقد وضح لنا أنه ينبغى أن يكون إفضاء المنى من كليهما معاً، إن كان يراد أن يكون من تلك المجامعة ولد. والنساء يفضين خارجاً [٢٩٣] من الرحم، وليس فى داخله، أعنى حيث يفضى الرجل؛ ثم من هناك يجذبه الرحم بالروح. وبعض إناث الحيوان يبيض من ذاته، أعنى الطائر الذى يبيض من الريح. وبعض الحيوان لا يفعل ذلك، مثل الغنم والخيل. وعلة ذلك أن إناث الطائر الذى يبيض من ذاته تفضى فى داخل الرحم، وليس خارجاً مكان آخر تفضى فيه الأنثى والذكر. ومن أجل هذه العلة يذوب الزرع ويسيل، كما تسيل سائر الرطوبات، ولا يكون لها تقويم ولا اجتماع فى الرحم؛ لأنه لا يدخل هناك. فأما رحم الطير فهو يمسك الزرع وينضجه فتصير منه بيضة، غير أنه لا يخرج منها حيوان. ولذلك نقول إنه ينبغى أن يكون الحيوان من زرع الأنثى والذكر معاً.