Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈الحيات البرية والمائية〉

فأما جنس الحيات فهو مشترك فيما بين الذى له دم. 〈ومنه〉 البرى، والمائى: لأن أكثر الحيات يأوى فى البر، وقليل منها يأوى فى مياه الأنهار. وفى البحر أيضاً حيات تشبه — بصورتها وخلقة أجسادها — خلقة حيات البر، ما خلا رءوسها فإنها خشنة صلبة جداً 〈تشبه رءوس الجونجروس congre 〉. وفى البحر أجناس حيات كثيرة مختلفة الألوان. وليس تأوى فى الأماكن العميقة المياه جداً، بل فى الأماكن التى تقرب من البر. وليس لشىء من أجناس الحيات أرجل، ولا لأجناس السمك.

ويكون فى البحر أيضاً من الحيوان الذى يقال له 〈أم〉 أربعة وأربعين، لحال كثرة أرجله؛ وهو شبيه بما يكون فى البر من صنفه، غير أن ما يكون فى البحر أصغر جسماً من البرى. وإنما يأوى هذا الحيوان فى الأماكن الصخرية. ولونه شديد الحمرة، وهو كثير الأرجل، دقيق الساقين أكثر مما يكون فى البر. وليس يأوى هذا الحيوان فى الأماكن العميقة جداً.

وفى البحر سمكة صغيرة تسمى ماسكة السفينة، لأنها تعرض للسفينة وهى تسير فى البحر فتمسكها وتمنعها من [٤٣] المسير، بقوة طباعية وغريزية فيها. وكثير من الناس يستعمل هذه السمكة فى أشياء موافقة للخصومة والمصادقة. وليست هى مما يؤكل. وقد زعم أهل الخبرة بها أن لها أرجلاً، وذلك باطل، وإنما يظن أن لها أرجلاً لأن أجنحتها شبيهة بأرجل.

فقد وصفنا جميع أعضاء الحيوان التى تكون فى خارج الجسد، وبينا كم هى، وأيما هى، أعنى أعضاء أجناس الحيوان التى لها دم، ووصفنا الاختلاف الذى به يخالف بعضها بعضاً.