Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈العظام〉

فأما العظام التى فى أجساد سائر الحيوان فبعضها يلى بعضها، وتركيبها مؤلف لأن بعضها لاصقة ببعض، وليس يمكن أن يكون عظم مفرداً بذاته فى شىء من الأعضاء، أعنى فى أجساد الحيوان التى يكون فيها عظام.

فأما تركيب الفقار فمن خرز. 〈و〉ابتداء الفقار من ناحية الرأس إلى الوركين. وجميع الخرز بعضه لاصق ببعض، وفوقها عظم الرأس لاصق بها، أعنى الجمجمة.

وليس عظم الجمجمة فى رءوس جميع الحيوان على حال واحد، لأنها ربما كانت مركبة من عظم واحد، مثل رأس الكلب، وربما كانت مركبةً من عظام كثيرة مثل رأس الإنسان؛ وفى رءوس الناس خياطات، فأما رءوس النساء فخياطتها مستديرة، وأما رءوس الرجال ففيها ثلاث خياطات تجتمع إلى أصل واحد ويكون شبيهاً بشكل مثلثة. وقد وجد، فيما سلف، رأس رجل ليس فيه خياطة ألبتة. وعظم الرأس مركب ليس من أربع خياطات، بل من ست: منها اثنتان فيما يلى الأذنين، والأربع فى سائر الرأس. فأما عظام الوجنتين فهى ممتدة من مقدم عظم الرأس. وجميع الحيوان يحرك الفك الأسفل ما خلا التمساح، فإنه يحرك الفك الأعلى من جميع الحيوان فقط. والأسنان مغروزة فى عظام الوجنتين والفك الأسفل؛ وربما كانت أسنان بعض الحيوان مثقوبة بثقب نافذة إلى أصولها، وربما كانت على خلاف ذلك. وليس يمكن أن ينشر شىء من الأسنان بالحديد.

فأما عظام الترقوتين والأضلاع فهى لاصقة بعظام الفقار. وبفقر الأضلاع تلتصق وينضم بعضها لبعض، ومنها ما لا يلصق بصاحبه الذى يكون قبالته. وليس تكون عظام فى بطون شىء من الحيوان ألبتة. وعظام مراجع الكتفين مركبة على عظام الأكتاف وبعدها عظام العضدين والذراعين والكفين.

فأما عظام الفخذين فهى لاصقة بعظم القحقح، وبعدها عظام الساقين والقدمين.

وليس فيما بين عظام الحيوان الذى له دم ورجلان — اختلاف إلا شىء يسير. وإنما اختلافها باللين والجساوة والعظم. وفى عظام بعض الحيوان مخ، وليس فى بعضها. ومن الحيوان ما ليس فى عظمه مخ إلا شىء قليل فى يسير منها، مثل الأسد: فإنه لا يوجد فى عظامه مخ، غير عظام الفخذين والعضدين، وذلك دقيق قليل. وعظام الأسد خاصةً صلبة أكثر من عظام جميع الحيوان وأكثر جساوةً، ولذلك إذا حك أحد بعضها ببعض خرجت منها نار.

وللدلفين أيضاً عظام، وليس له شوك. فأما عظام سائر الحيوان الذى له دم فهى تختلف اختلافاً يسيراً، مثل أجناس الطير. وشوك حيوان البحر أيضاً مختلف: لأن ما كان منها يلد حيواناً فهو غليظ الشوكة، مثل الحيوان الذى يسمى باليونانية سلاشى؛ فأما ما يبيض منها بيضاً فله شوك شبيه بفقار الحيوان الذى له أربع أرجل. وفى أجساد السمك شىء خاص بها، أعنى أن فى لحوم عظامها شوكاً دقيقاً مفترقاً. وللحيات أيضاً شوك شبيه بشوك [٨٦] السمك، لأن فقارها شبيهة بالشوك.

فأما ما كان من الحيوان الذى له أربع أرجل ويبيض بيضاً، فإن خلقة عظام ما عظم منها أشبه بخلقة عظام غيرها. فأما ما صغر منها فخلقتها قريبة من خلقة الشوك. ولجميع الحيوان الذى له دم فقار مخلوق إما من عظم، وإما من شوك. فأما سائر عظام أجسادها، فإنها تختلف بقدر اختلاف أعضائها.

فهذه صفة خلقة وحال عظام الحيوان.