Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈القرون، والأظافر، والحوافر〉

وفى أجساد الحيوان أعضاء أخر لا تشبه خلقة العظام والغضروف، ولا هى بعيدة من خلقتها، مثل الأظافر والأظلاف والقرون والحوافر ومناقير الطير. وجميع ما وصفنا من هذه الأعضاء يمكن أن يعقف وأن يشق؛ فأما العظم فليس يعقف ولا ينثنى ولا يشق، بل يرض رضاً.

وألوان القرون والأظفار والحوافر والأظلاف تكون بقدر ألوان الجلد والشعر: فأما ما كان منها أسود الجلد فهو أسود القرون والأظلاف، وما كان منها أبيض الجلد فإن ما وصفنا من أعضائها بيض أيضاً. وإذا كان لون الجلد فيما بين البياض 〈و〉السواد، يكون لون هذه الأعضاء كمثل وكذلك تكون الأظفار أيضاً. فأما الأسنان فلونها مثل لون العظام، ولذلك أسنان السود والحبشة بيض مثل عظامهم؛ فأما لون أظفارهم فأسود، كلون أجسامهم.

وينبغى أن يعلم أن كثيراً من العروق مجوفة فى الناحية السفلى فيما يلى الرأس عند موضع نباتها، فأما الطرف الأعلى فصلب، ما خلا قرون الأيلة فإنها صلبة من كلا الطرفين، وهى كثيرة الشعب. وليس يلقى شىء من الحيوان قرونه ما خلا الأيل فقط فإنه يلقيها فى كل سنة مرةً إن لم يخص. — وسنصف حال قرون الأيلة التى تخصى فيما نستأنف. — والقرون اللاصقة بالجلد نابتة عليه أكثر من نباتها على العظم؛ ولذلك يزعمون أن فى البلدة التى تسمى باليونانية أفروجيا أصنافاً من الحيوان تحرك قرونها كحركة الآذان.

وجميع الحيوان الذى له أصابع فله أظفار أيضاً؛ وكل ما كان له أيضاً منها أرجل فله أصابع، ما خلا الفيل: 〈إذ〉 أصابع بعضها ملتئم ببعض، بمفاصل خفية لأنها ليست [٦٦] بمشقوقة، ولذلك ليس للفيل أظفار، أعنى مخالب، ألبتة. وأظفار بعض الحيوان مستقيمة مبسوطة مثل الإنسان، وأظفار بعضها معقفة، وهى التى تسمى مخاليب، مثل مخاليب الأسد 〈من بين الحيوان المشاء〉، والعقاب من أصناف الطير.