Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈الأجناس والأنواع〉

والأجناس الكلية التى منها تجزأ سائر الأجناس فهذه: أما الواحد فجنس الطير، والآخر جنس السمك، والآخر جنس السباع البحرية العظيمة الجثث. ولجميع هذه الأجناس دم. ومن الحيوان جنس آخر، أعنى الجاسى الخزف، وهو كل ما كان من أصناف الحلزون. وأيضاً جنس آخر، وهو الذى يسمى لين الخزف، مثل الذى يسمى قارابوا وأجناس من أجناس السراطين، والذى يسمى اسطاقوس، وجنس آخر يسمى مالاقيا مثل طوثيدس وطوڤس وسبيا. وجنس آخر يقال له جنس [الطير] المحزز الجسد. وليس لشىء من هذا الجنس دم ألبتة. فأما ما كان من الحيوان البحرى الذى له أرجل فهو كثير الأرجل. ومن الحيوان المحزز الجسد ما يطير، ومنه ما لا يطير.

فأما ما كان من سائر أجناس الحيوان، فإنه ليس بعظيم، لأنه لا يحيط بأصناف كثيرة، بل منها ما هو مبسوط ليس فيه جنس آخر، مثل الإنسان. ومنها ما فيه أصناف مختلفة، ولكن لا يسمى بأسماء بينة معروفة. وينبغى أن تعلم أن لجميع الحيوان — الذى يلد حيواناً مثله — شعراً. فأما الحيوان الذى يبيض فله تفليس فى جسده، 〈و〉أعنى بالتفليس آثاراً شبيهة بآثار القشور إذا نزعت. وجنس الحيات جنس واحد مبسوط سيار، له دم، من قبل الطباع. وهو مفلس الجسد. وإنما أعنى بقولى: «سيار» — حركته وسيره الذى يسير 〈به〉 على [١٢] بطنه. ولكن جميع الحيات تبيض بيضاً. فأما الأفعى، فإنها تلد حيواناً، أعنى أفاعى مثلها فقط. وليس لجميع الحيوان الذى يلد حيواناً مثله شعر، لأن بعض السمك يلد حيواناً. فأما كل ما كان له شعر من الحيوان فهو يلد حيواناً مثله. وينبغى أن يصير الشوك الذى فى بعض الحيوان من صنف الشعر، مثل شوك القنافذ البرية والحيوان الذى يسمى سكاع، فإن الشوك الذى فى جلده يكون مكان الشعر ويستره مثل ستر الشعر؛ وهو له مثل سلاح يرمى به من طلبه وأراد أخذه. وليس الحاجة اليه مثل الحاجة إلى الرجلين.

وفى البحار أصناف حيوان لا يجمعها جنس واحد مشترك. وفى البر أيضاً حيوان على مثل هذه الحال لا ينتسب إلى جنس واحد محيط بها، بل لكل واحد منها صورة مفردة خاصة له، مثل الإنسان والأسد والأيل والفرس والكلب. وما أشبه ذلك: فجميع الحيوان الذى ذنبه كثير الشعر منسوب إلى جنس واحد، مثل البراذين والخيل والحمير [والطير، فإن ذنب الطير كثير الريش شبيه بالشعر] 〈والحيوانات التى تسمى فى سوريا باسم الهاميون ημεουοε واسمه مستمد من مشابهتها للبغال، وإن لم تكن من نفس النوع تماماً لأنها تتناكح وتتوالد فيما بينها. ولهذا ينبغى أن نتناول كل نوع على حدة وأن نفحص عن طباعه الخاص〉.

〈نظرة إلى المنهج الذى سنتبعه〉

وإنما وصفنا جميع هذه الأصناف وموافقة واختلاف أجناس الحيوان بقول حزم. ومن أراد أن يتفقد ذلك كله سيعرف تحقيق قولنا. ونحن سنصف — فيما يستأنف — كل جنس من هذه الأجناس على حدة، ونلطف النظر فيه بقدر مبلغ رأينا وعلمنا. وإنما تقدمنا وذكرنا ما ذكرنا لكى نبين الفصول التى بين الحيوان أولاً، مع جميع الأعراض التى تعرض لها. ثم نصف، فيما يستقبل، علل ذلك كله — فإن هذا المأخذ والمسلك طباعى مستقيم، وفيه يكون البيان والإيضاح: فنحن نذكر أولاً أعضاء الحيوان الذى هو منها مركب، فإن اختلاف الحيوان بهذه الأعضاء يكون، خاصةً لأن لبعضها كل الأعضاء، وبعضها على خلاف ذلك. والأعضاء أيضاً تختلف من قبل المرتبة، والوضع، والزيادة، والنقص، والصورة، والملاءمة، ومضادات الآفات والأعراض، كما [١٣] قلنا وفصلنا فيما سلف.

〈صفة أعضاء الإنسان وأجزائه〉

وينبغى لنا أن نذكر أعضاء الإنسان أولاً، لأنه أكرم وأعظم شأناً من جميع الحيوان؛ وهو عندنا أعرف وأثبت من غيره باضطرار. فكمثل ما يجرب جميع نقر الذهب والفضة إذا قيس إلى النقى المضروب على السكة منه، كذلك يعرف حال جميع الحيوان إذا قيس إلى الإنسان، لحسن وتمام وكمال خلقه. وأعضاؤه الظاهرة معروفة لحس كل من كان له حس طباعى. ولكن نريد ذكرها وتصنيفها بحال ترد 〈فيها〉 العلة مع المعرفة بالحس، فإن ذلك أوفق وأصوب من غيره. ونحن نذكر الأعضاء التى هى آلة أيضاً أولاً، ثم نذكر الأعضاء التى أجزاؤها يشبه بعضها بعضاً.