Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈الحيوان الجاسى الخزف〉

فأما الحيوان الجاسى الخزف، مثل الذى يسمى باليونانية قخليا κοΧλιαι أو قخلو κοΧλοι، وجميع الأصناف التى تسمى بالعربية «حلزون»، وجنس القنافذ — فإن الجزء الذى خلقته شبيهة بخلقة اللحم إذا كان فيها فهو شبيه بالجزء الذى فى الحيوان اللين الخزف، لأن ذلك اللحم يكون فى باطنها، والخزف يكون فى ظاهر أجسادها. وفى هذه الأصناف التى وصفنا اختلاف وفصول كثيرة إذا قيست بعضها إلى بعض من قبل اختلاف خزفها واللحم الذى فى باطنها، لأن منها صنفاً ليس فى باطنه لحم ألبتة، مثل القنفذ البحرى؛ وفى باطن بعضها لحم. ورأس هذا الصنف ليس بظاهرة، بل خفية مثل رءوس الحيوان الذى يسمى قخليا κοΧλιαι الذى يكون فى البر، والحيوان الذى يسميه بعض الناس ققليا κοκαλια والحيوان البحرى الذى يسمى باليونانية بورفوراى πορφυραι والذى يسمى كيروكس κηρυκεσ والذى يسمى قخلوس [κοΧλοσ] 〈والتى تسمى بوجه عام:〉 اسطرومبوس، στρυμβοσ فأما سائر ذلك فلبعضه بابان، وإنما أعنى بقولى : «بابين» — كل ما كان له حرفان محيطان بجسده. ومنها ما ليس له غير باب واحد، لأن جزء اللحم الذى فيه يكون فى الظاهر مثل الحيوان الذى يسمى باليونانية ليباس λεπασ. وبعض الحيوان الذى له بابان ينفتح وينغلق، مثل الحيوان الذى يسمى باليونانية قطاناس κτενεσ ومواس μυεσ، فإن جميع هذا الصنف لاصق الأبواب فى ناحية، ومتحلل فى ناحية، ولذلك ينفتح وينغلق؛ ولبعضها بابان وهى تتعلق من كلا الجانبين، مثل الحيوان الذى يسمى سولناس σωληνεσ [٩١] ومنها ما كان جسده محتبساً بخزف، وليس شىء من لحمه مكشوفاً ظاهراً، مثل الحيوان الذى يسمى طسوا τηϑυα.

وأيضاً فى خزف الحيوان الذى ذكرنا اختلاف إذا قيس بعضه إلى بعض، لأن بعضها أملس الخزف مثل الحيوان الذى يسمى سولناس σωληνεσ ومواس μυεσ وقنخا، κογΧαι والحيوان الذى يسميه بعض الناس غلاقاس γαλακεσ وبعضها غليظة خشنة الخزف مثل الحيوان الذى يسمى لمنسطريا λιμνυσρεσ وپنا πινναι وأجناس من الحيوان الذى يسمى قنخا κογΧαι وقيروقاس κηρυκεσ. وأيضاً بعضها مسيرة الخزف بخطوط شبيهة بعضها ببعض، مثل الذى يسمى باليونانية قطيس κτεισ وجنس من أجناس قنخا κογΧαι، ومنها ما هو على خلاف ذلك لأنه ليس بمسير بتلك الخطوط مثل الذى يسمى پنا πινναι وجنس من أجناس قنشار. [κογΧαι].

وأيضاً فى خزفها اختلاف من قبل الغلظ والدقة، وربما كان ذلك فى كل الخزف، وربما كان فى جزء من أجزائها، مثلما يعرض لشفاهها: فإن بعضها دقيقة الشفة مثل 〈بلح البحر moules، وبعضها غليظة الشفة〉 مثل الذى يسمى لمنسطريا λιμνοστρεα.

وأيضاً بعضها متحركة من أماكنها، مثل الحيوان الذى يسمى اقطيس κτεισ، ولذلك يزعم بعض الناس أنه يطير لأنه يزول ويخرج من الإناء الذى به يصاد مراراً شتى؛ وبعضها لا يتحرك ولا يزول من المكان الذى هو به لاصق مشتبك، مثل الحيوان الذى يسمى پنا πινναι. فأما جميع الحيوان الذى يسمى اسطرمبوس στρομβοσ فهو يتحرك ويمشى ويرمى إذا أرسل من المكان الذى يأوى فيه، مثل الذى يسمى لپاس λεπασ.

ويعرض لهذا الصنف ولسائر الحيوان البحرى الجاسى اللحم أن يكون أملس الخزف. — ولحم الصنف الذى له باب واحد وبابان لاصق بالخزف، ولذلك لا ينتزع منه إلا بشدة وعسر، فأما لحم الحيوان الذى يسمى اسطرمبوس فهو ينبرى من الخزف. 〈ومن خصائص جميع أنواع الاسطرمبوس فيما يتعلق بخزفه أن شكل نهاية الخزفة حلزونى فى مقابل الرأس〉. ولجميعها غطاء من قبل الولاد. وأيضاً كل ما كان من صنف الأسطرمبوس وهو جاسى الخزف يتحرك إلى الناحية اليمنى.

فهذه أصناف اختلاف الحيوان الجاسى. — فأما ما فى باطنها من الأعضاء فهو متشابه بنوع من الأنواع، وخاصة فى جنس [٩٢] الاسطرمبوس — وإنما اختلافها من قبل جثتها والأعراض التى تعرض لها. وليس فيما بين الحيوان الذى له باب واحد أو بابان اختلاف، إلا شيئاً يسيراً. فأما الاختلاف الذى بينه وبين الحيوان الذى لا يتحرك من مكانه فكثير. واختلاف أعضاء أجوافها يكون من قبل أن بعضها أعظم وأبين وبعضها أعرض وأخفى، وبعضها جاسية وبعضها لينة، وهى تختلف بسائر الأوصاف والأغراض أيضاً، وذلك من قبل أن لجميع هذه الأصناف فى الناحية الخارجة من أفواه الجوف لحماً صلباً جاسياً، وربما كان ذلك اللحم قليلاً، وربما كان كثيراً. وفى وسط ذلك اللحم الرأس والقرنان، وهذه الأعضاء عظيمة فيما عظم منها وصغيرة فيما صغر منها، ورءوسها جميعاً تخرجها خارجاً. فإذا فزعت انقبضت وأدخلت رءوسها داخل الخزف. ولبعضها أسنان فى أفواهها، مثل الذى يسمى باليونانية قخلياس κοΧλιασ فإن له أسناناً حادة صغاراً دقيقة. ولبعضها خراطيم بها ترعى وتنال طعمها مثل الذباب وغيره، وتلك الخراطيم فى خلقتها شبيهة بخلقة لسان. وللحيوان الذى يسمى باليونانية قيروقاس κηρυξ وفرفر πορψυρα هذا العضو أيضاً وهو صلب جاس مثل خرطوم ذباب الدواب 〈والقمعة〉، ولذلك تنفذ جلود الدواب التى لها أربع أرجل، وقوة خراطيم هذا الحيوان البحرى أقوى كثيراً، ولذلك ربما ثقبت بخراطيمها خزف غيرها من الحيوان. وبعد أفواهها تكون بطونها ولكل واحد منها حوصلة شبيهة بحوصلة 〈الطير〉. وتحت بطونها عضوان أبيضان صلبان شبيهان بخلقة الثديين، وهما مثل العضوين اللذين يكونان فى الحيوان الذى يسمى سپيا، غير أنهما فى هذا الصنف أصلب كثيراً. وبعد بطونها أفواه معدها مبسوطة طويلة تنتهى إلى العضو الذى فى أسفل جثتها. وجميع ما ذكرنا بين فى التواء جوف الحيوان الذى يسمى قيروقاس 〈وفرفر〉 — . وبعد فم المعدة يصاب معى متصل بالمعدة، وهو كله مبسوط، حتى ينتهى إلى مكان خروج الفضلة. وابتداء ذلك المعى من ناحية التواء العضو الذى يسمى باليونانية [٩٣] ميقون μηκων وهو أوسع من ذلك العضو، فإنما ميقون مثل بطن قبول للفضلة التى فى جميع الحيوان الذى له خزف. ثم ينعطف هذا المعى ويأخذ إلى ناحيته العليا أيضاً حيث اللحم الذى ذكرناه، ومنتهاه قريب من الرأس حيث مكان خروج الفضلة، وذلك يكون بنوع واحد فى جميع الصنف الذى ينسب إلى الأسطرمبوس στρομβοσ البحرى والبرى. — وأيضاً يصاب سبيل طويل أبيض، لونه شبيه بلون العضوين اللذين ذكرنا آنفاً وهو كأنه سبيل منسوج بالمعدة من ناحية البطن فيما عظم من الحيوان الذى يسمى قخلوس κοΧλοσ، وفيه تحزيز مثل تحزيز البيض الذى يكون فى الحيوان الذى يسمى قرابوس؛ والاختلاف الذى بينهما من قبل أن هذا أبيض وذاك أحمر. وليس فى هذا السبيل منفذ ولا مخرج ألبتة، وإنما هو محتبس فى صفاق دقيق، وفيه عمق ضيق. وبعد المعى تصاب أيضاً أعضاء سوداء خشنة متصلة ممتدة إلى الناحية السفلى، مثلما يصاب فى صنف السلحفاة، غير أن سواد هذه دون سواء تلك. وهذه الأعضاء توجد فى الحيوان البحرى الذى يسمى قخلوى κοΧλοι أيضاً؛ والأعضاء البيض كمثل عين، 〈إلا〉 أنها أصغر فيما صغر منها.

فأما الحيوان الذى له باب وبابان فهو يشبه خلقة ما وصفنا بنوع، ويخالفه بنوع آخر، من أجل أن له رأساً وقرنين وفماً والعضو الذى يشبه اللسان. ولكن ليست هذه الأعضاء بينةً فيما صغر منها، بل فيما عظم، وليست هى بينة فى الميت منها ولا فى الذى لا يتحرك. فأما العضو الذى يسمى باليونانية ميقون μηκων فهو فيها جميعاً، ولكن ليس فى مكان واحد هو فهو، ولا مساوى 〈فى الحجم〉، ولا بيناً بنوع واحد: وإنما يوجد فى الحيوان الذى يسمى لپاس λεπασ فى ناحية الجسد السفلى، فى العمق؛ فأما فى التى لها بابان فهو يوجد 〈عند مفصلة الخزفتين. — وفى كل هذا الحيوان زوائد ذات شعر. شكلها مستدير〉 مثلما يكون فى الحيوان الذى يسمى اقطيس κτεισ. والمكان الذى يكون فيه البيض، إذا كان له بيض، فإنه يكون فى الناحية الواحدة من العضو المستدير، مثل [٩٤] ما تكون الرطوبة البيضاء فى الحيوان قخلوس، فإن تلك الرطوبة فى ذلك الصنف موضوعة على مثل ما وصفنا. ولكن جميع هذه الأعضاء وأمثالها — كما قلنا فيما سلف — بينة فيما عظم، وأما فيما صغر منها فليست بينة ألبتة، وربما استبانت بياناً ضعيفاً، ولذا هى هى بينة فى الاقطيس الكبار، وهى التى بابها الواحد عريض مثل غطاء. — فأما موضع مخرج الفضلة فهو فى الآخر من ناحية واحدة من نواحى جثتها، لأن لها سبيلاً تخرج منه الفضيلة إلى ما 〈هو〉 خارج. والفضلة تكون — كما قلنا فيما سلف — فى صفاق محتبسة. فأما التى تسمى «البيضة» فليس لها سبيل فى شىء من أصناف هذا الحيوان، وإنما هى موضوعة على اللحم، كأنها لحم ناتىء، وليست هى بموضوعة على المعى بعينه، بل ربما كانت فى الناحية اليمنى، والمعى فى الناحية اليسرى. فعلى مثل هذه الحال يكون مخرج الفضلة فى الحيوان 〈وأما فى〉 الذى يسمى لپاس λεπασ البرى — وهو الذى تسميه العامة أذن البحر — فمخرج الفضلة يكون تحت الخزفة، لأن الخزفة مثقوبة فى الناحية السفلى. والبطن موضوع تحت الفم والأعضاء التى تشبه الثديين كما وصفنا فيما سلف. فمن أراد علم ما ذكرنا يقيناً فليعاين «شق» أصناف جميع هذا الحيوان.

فأما الذى يسمى: «سرطاناً»، فهو بنوع من الأنواع مشترك عام فى الحيوان البحرى اللين الخزف والجاسى الخزف، لأن جميع هذا الحيوان فى خلقة طباعه شبيه بخلقة الحيوان الذى يسمى قرابوس، وهو يكون مفرداً بذاته ويظهر ويغيب ويختفى فى الخزف مثل جميع الحيوان الذى جلده مثل الخزف، ولذلك طباعه فيما بينهما مشترك. فأما منظره فهو — بقول مبسوط — شبيه بمنظر العنكبوت، غير أن رأس العنكبوت أعظم من رأس وصدر هذا. وله قرنان أحمران دقيقان، وعيناه — تحتهما — طويلتان ليستا بغائرتين، لأنهما لا تنغلقان مثل عينى السراطين، بل هما قائمتان، وأفواهها تحت عينيها؛ وفيما يلى الأفواه أعضاء مستديرة صغيرة كثيرة؛ وبعد الأعضاء رجلان مشقوقة الأطراف بهما ينال طعمه، ثم رجلان آخران من كل ناحية [٩٥]، ورجل ثالثة صغيرة. فأما تحت الصدر فكله لين ينفتح من داخل ولونه لون ظبى. ومن الفم سبيل آخذ إلى البطن، وليس سبيل الفضلة ببين. فأما الصدر بعينه والرجلين فجاسية، وجساوتها دون جساوة السراطين. وليس لحمه لاصقاً بخزفة مثل الحيوان الذى 〈يسمى〉 فرفراً πορψυρκ وقيروقاس κηρυξ بل لحمه سريع التبرى من الخزف. وما يكون فى الحيوان الذى يسمى سطرمبوس στρομβοσ من الأعضاء، فهو مستطيل أكثر من أعضاء الحيوان الذى يسمى نريكا νηρειτησ. 〈و〉خلقة جسده قريبة من خلقة الآخر، ولكن أطراف رجليه مشقوقة باثنين، والرجل اليمنى صغيرة والرجل اليسرى كبيرة، ولذلك يميل ويحمل ثقل جسده عليها إذا مشى وتحرك. 〈ويصاد فى خزف هذا الحيوان وبعض حيوانات أخرى حيوان طفيلى يلتصق بنفس الطريقة تقريباً، ويسمى هذا الطفيلى باسم قولارس κυλλαροσ〉.

وخزف هذا الحيوان أملس أسود مستدير. فأما منظره فشبيه بمنظر الحيوان الذى يسمى قيروقاس [κηρυξ] ولكن ليس العضو الذى يسمى ميقون [μηκων] فيه أسود، بل أحمر، وهو لاصق بوسط الخزف لصوقاً قوياً. وإذا كان الهواء صافياً، يكون هذا الحيوان مرسلاً يرعى. وإذا هاجت الرياح يلصق 〈السرطان〉 بالحجارة ويسكن فلا يتحرك، 〈والنريطا νηρειτησ نفسها تلتصق على نحو ما يفعل اللپاس λεπασ〉 والتى تسمى باليونانية امرويداس αιμορροιδεσ كمثل جميع هذا الجنس الذى هو مثل هذا: فهو يلصق بالصخور إذا أمالت غطاءها، 〈لأن غطاءها〉 شبيه بغطاء الحيوان الذى له بابان. فأما باطن جسده فخلقته من لحم، وفى ذلك اللحم فمه. وسائر خلقة جثته شبيه بخلقة الحيوان الذى يسمى فرفورا πορψυρα وأمرويداس وجميع صنف 〈الخزف〉 الذى يلائمها. وليس يوجد فى جنس الحيوان المنسوب إلى الأسطرمبوس στρομβοσ شىء من الحيوان الذى رجله اليسرى أعظم من اليمنى، بل يوجد فى الحيوان الذى يسمى نريطا νηρειτησ وفى بعض الحيوان الذى يسمى قخلوى κοΧλοι يوجد حيوان آخر شبيه بالحيوان الذى يسمى اسطاقوس αστανοσ الصغير، وهو يوجد فيما كان منه نهرياً. وإنما الاختلاف الذى بينه من قبل لين الجسد وخشونة الخزف. فأما منظر (= شكل) خلقة ما وصفنا يقيناً فهو يعرف من «الشق».