Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈النوم واليقظة〉

فأما نوم وسهر الحيوان فعلى مثل هذه الحال:

نقول إن جميع الحيوان الدمى المشاء ينام ويسهر عند نومه. وذلك بين من قبلأ الحس. وجميع ما له أشفار من الحيوان يغلقها عند نومه. وهو بين. وبلغنا أن بعض الحيوان يحلم فى نومه، ليس الإنسان فقط بل الفرس والكلب والثور والعنز وجميع ما ينسب إلى الحيوان ذى الأربع أرجل ويلد حيواناً مثله. وذلك بين من قبل نبح الكلاب إذا رأت الأحلام. فأما الحيوان الذى يبيض بيضاً فهو ينام نوماً ضعيفاً. والحيوان المائى مثل السمك، وما كان منه لين الخزف، 〈والرأسيات الأرجل céphalopodes، والقرابوس langoustes [٥٣٧ أ] وغيرها〉 يسير النوم، و〈لكن〉 جميع ما وصفنا ينام نوماً بيناً. وليس يمكن أن يعرف ذلك من قبل أعينها — لأنه ليس لأى شىء من هذه الأصناف أشفار — 〈بل يعرف من التزامها السكون〉. وكثير من السمك يصاد ويهلك من قبل القمل الذى يقع فيه ولذلك ربما أخذ باليد أخذاً، 〈بسبب أنها ساكنة الحركة تماماً〉. وإن لبثت السمكة فى الشبكة حيناً، قطع 〈هذا القمل〉 تلك الشبكة ولا سيما إن كان ليلاً، ويفعل ذلك بقدر كثرته وكثرة السمك. و〈هذا القمل〉 فى قعر البحر، وربما قطع 〈من كثرته〉 الشبكة وهى مطروحة على الأرض إن أرست قليلاً. وربما رفع الصيادون الشبكة وفتحوها فوجدوا السمك الذى فى داخلها قد تكور وصار مثل كرة عظيمة ٭.

فأما نومها فنحن نزكيه بما نصف. وربما صيد السمك بغير أن يحس بالصياد، ويؤخذ باليد أخذاً ويضرب ببعض آلة الصياد فيؤخذ من ساعته. والسمك عند نومه يسكن جداً ولا يتحرك شىء من أعضائه أكثر من ذنبه حركةً يسيرة. وإن تحرك شىء قريب من السمك النائم الساكن يتنبه ويهرب ويكثر الحركة مثل المتنبه من نومه. وجميع ما وصفنا يصاد بأيسر المؤونة لحال نومه. ونوم السمك يكون فى الليل أكثر منه بالنهار، ولذلك يضرب بالآلة التى لها ثلاث أسنان ولا يتحرك. وكثير من السمك والحيوان البحرى ينام على الأرض أو على الرمل أو على صخرة تكون فى العمق لأنه يختفى فيها و [١٠٩] ربما نام فى بعض أحجار الصخور التى تكون فى الشط. فأما ما عرض من هذه الأصناف فهو ينام فى الرمل ويعرف ذلك من قبل شكل الرمل ويضرب بالحديد المضرس ويؤخذ. وبهذا النوع يصاد اللبراقس λαβραξ والخروسفروس ΧρυδυΦρυσ والذى يسمى باليونانية قسطروس κεστρευσ وكل ما يشبه هذا الصنف، لأنها تضرب بالحديد الذى له ثلاث أسنان وتؤخذ؛ ومراراً شتى يفعل به ذلك لحال نومه. ولو لا النوم لم يصد شىء من هذه الأصناف بهذه الآلة. وأما الحيوان الذى يسمى باليونانية سلاشى σελαΧη فربما ثقل نومه بقدر ما يؤخذ اليد. وأما الدلفين والحيوان العظيم الذى يسمى باليونانية فلاينا Φαλαινα وكل ما له أنبوب αυποσ فى جسده يتنفس به الهواء — فهو ينام وذلك الأنبوب بائن على الماء لأنه به يتنفس ويحرك جناحيه (= خيشوميه) حركة يسيرة. فأما الدلافين فقد سمعها غير واحد من الناس تشخر عند نومها.

وصنف السمك الذى يسمى باليونانية ملاقيا μαλακια ينام وكل ما كان لين الخزف — بقدر ما وصفنا.

فأما الحيوان البرى المحزز الجسد فهو ينام أيضاً: وذلك بين من النحل، فإنه يسكن ولا يصوت فى الليل ألبتة. وليس يفعل ذلك من قبل أنه لا يبصر، وإن كان بصر جميع الجاسى العينين ضعيفاً. وإن أدنى الإنسان سراجاً مسرجاً إلى النحل فى أوان الليل عاينه ساكناً لا يتحرك ألبتة.

والإنسان خاصةً يحلم من بين جميع الحيوان. وليس يحلم الصبى قبل أن يبلغ أربعة أعوام أو خمسة. وقد كان فيما سلف رجال ونساء لم يروا حلماً قط؛ وبعضهم رأى حلماً بعد أن طعن فى السن، يعرض بعده لجسده تغيير إلى الموت أو إلى مرض.

فهذه حال الحس، والنوم، والسهر.