Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈الولاد فى السمك〉

فأما أصناف جميع السمك العريض الجثة الذى يسمى سلاشى فإنها يسفد بعضها لبعض إذا صيرت الذكورة ظهورها قبالة ظهور الإناث. فأما الأصناف العريضة الجثث المذنبة، مثل الذى يسمى باليونانية باتوس [βατοσ] وأطروغون [τρυγων] وما يشبه هذا الصنف فإنها تسفد إذا ركبت الإناث وصيرت الذكورة ظهورها على بطون الإناث إذا لم يمنعها من ذلك شحم وغلظ الأذناب. وأما الحيوان البحرى الذى يسمى باليونانية هريناى [ριναι] وما يشبه ذلك الصنف الذى ذنبه غليظ عظيم — فهو يسفد إذا صيرت الذكورة ظهورها قبالة ظهور الإناث وسحقت بعضها سحقاً شديداً. وقد ذكر بعض أهل الخبرة بحال الحيوان البحرى أنه عاين بعض هذه الأصناف عند أوان سفادها، متعلقاً بعضها ببعض مثل الكلاب. وينبغى لنا أن نعلم أن الأنثى فى جميع هذه الأصناف أعظم جثةً من الذكر، وأكثر ذلك يكون إناث سائر أجناس السمك أعظم جسماً من الذكورة. فأما التى تسمى باليونانية سلاخيا [σελαΧη]، وهى التى ذكرنا آنفاً، 〈فتشمل أيضاً إلى جانب ما ذكرنا: 〉البقرة〈البحرية〉 والعقاب والضفادع والخدر والتى تسمى لاميا [λαμια] — فإن أصناف جميع هذه الحيوان تكون فى البحور أيضاً. وجميع أصناف هذا الحيوان يسفد على ما وصفنا، وقد عاينها جماعة من الناس. وينبغى لنا أن نعلم أن سبيل وسفاد جميع الحيوان الذى يلد حيواناً أكثر مكثاً وزماناً من مكث الحيوان الذى يبيض [١١٦] بيضاً.

والدلافين وجميع السبع البحرى [κητωδη] يسفد على مثل هذه الحال ويمكث حيناً ولا يزمن زماناً كبيراً.

والاختلاط الذى بين الذكورة والإناث فى الحيوان البحرى الذى يسمى سلاشى (= سلاخيا) من قبل أن العضوين الموافقين للسفاد متعلقان قريباً من موضع خروج الفضلة. وليس يظهر فى إناثها شىء من هذين العضوين، مثلما يظهر فى الصنف الذى يسمى باليونانية غالايودس. [...............]. فإن هذين العضوين يظهران فى إناث هذا الصنف فقط.

وليس لشىء من أصناف السمك ولا لحيوان آخر من أصناف الحيوان التى ليس لها أرجل انثيان (= خصيتان)، بل لها سبيلان، مثل ما يظهر فى الحيات وذكورة السمك. والسبيلان يكونان مملوئين زرعاً فى أوان السفاد، وتخرج منهما رطوبة لينة. وهذان السبيلان ينضمان ويجتمعان إلى سبيل واحد كمثل ما يكون فى أصناف الطير: فإن أنثيى (= خصيتى) الطير فى باطنه، 〈وهكذا الحال فى〉 جميع سائر الحيوان الذى يبيض بيضاً وله أرجل. وذلك السبيل يمتد ويدخل فى عضو الإناث، أعنى المكان الذى به يقبل الزرع.

وفى جميع الحيوان الذى يلد حيوناً يوجد سبيل الزرع فيما يلى الناحية الخارجة واحدة هى فهى. فأما فى الناحية الباطنة فالسبيلان مختلفان كما قلنا فيما سلف، حيث ذكرنا حال اختلاف الأضلاع. وأما فى الحيوان الذى ليس له مثانة، فإن سبيل خروج الفضلة الرطبة واليابسة خارجاً يظهر واحداً هو فهو. فأما باطن السبيلين فأحدهما قريب من الآخر. وحال هذين السبيلين واحد فى ذكورها وإناثها، لأنه ليس لها مثانة، ما خلا السلحفاة، فإنه ليس للسلحفاة الأنثى غير سبيل واحد، وإن كان لها مثانة؛ وينبغى أن يعلم أن السحلفاة من الحيوان الذى يبيض بيضاً.

فأما سفاد السمك الذى يبيض بيضاً فليس هو بيناً جداً، ولذلك يظن كثير من الناس أن الإناث تجمع زرع الذكورة فى أفواهها وتضعه فى بطونها. وقد ظهر ذلك كائناً مراراً شتى، لأن الإناث تتبع الذكورة فى أوان السفاد وتفعل ما ذكرنا، أعنى تأخذ الزرع بأفواهها [١١٧] وتضعه تحت بطونها. فأما فى أوان الولادة فالذكورة تتبع الإناث وتبتلع البيض؛ ومن البيض الباقى يكون تولد السمك. فأما فى ناحية الشام التى تسمى فونيقى Φοινικη فإن الصيادين يصيدون بعض السمك ببعض، أعنى الذكورة بالإناث والإناث بالذكورة. ولأن ذلك يظهر مراراً شتى يظن الذين يعاينونها أنها يسفد بعضها بعضاً. وربما فعل هذا الفعل بعض الحيوان الذى له أربع أرجل، لأنه إذا كان زمان سفادها تنضج الذكورة والإناث شيئاً من الزرع، ولذلك يشتم بعضها أعضاء بعض، أعنى الأعضاء الموافقة للسفاد.

فأما إناث الحجل فإنها إن وقعت قبالة الذكورة، وكانت الريح تهب من ناحية الذكورة، 〈فإنها〉 تحبل مراراً شتى. وربما حملت من صوت الذكورة إن كانت هائجة إلى السفاد جداً. ومراراً شتى يكون ذلك من طيران الذكورة على الإناث إذا كانت الريح موافقة. وإذا كان أوان السفاد فالإناث والذكورة تفتح أفواهها وتخرج ألسنتها، لحال شدة شوقها إلى السفاد.

فأما السفاد الحقى الذى يكون للسمك الذى يبيض بيضاً فلم يظهر إلا فى الفرط مرةً لأنها إذا واقعت بعضها بعضاً، افترقت من ساعتها؛ وقد يظهر أن سفادها كان بقدر النوع الذى وصفنا.