Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈التوالد فى الأسماك: تابع〉

〈ومعظم السمك يبيض〉 فى أوان الربيع [١٢٢]. فأما فى الخريف، فليس يبيض إلا القليل من السمك: مثل الذى يسمى باليونانية سالفى [σαλπη] وسرغوس [σαργοσ] وما يشبهها قبل استواء الليل والنهار الذى يكون فى الخريف، ونارقى [ναρκη] ورينى [ρινη] كمثل. وبعض السمك البحرى يبيض فى الشتاء والصيف، كما قلنا فيما سلف: أما فى الشتاء فالذى يسمى لابراقس [λαβραξ] وقسطرويس [κεστρευσ] وبالونى [βελονη]؛ فأما فى الصيف فالذى يسمى ثنو [φυννοι] فى الزوال الصيفى، وإنما يبيض شيئاً شبيهاً بمرود صغير يكون فيه بيض صغير كثير. والسمك الذى يسمى هروادس [ρυαδεσ] يبيض فى الصيف بيضاً صغيراً كثيراً.

وأما بعض السمك الذى يسمى باليونانية قسطروس [κεστρευσ] فهو يبيض فى الصيف، وهروادس يبيض فى الشتاء وبعضه فى الصيف؛ والقيغال [κεΦαλοσ] والذى يسمى سارغوس [σαργοσ] وسموقسون [σμυξων] كمثل، وهى تلبث تبيض ثلاثين يوماً. وبعض السمك الذى يسمى قسطروس [κεστρευσ] لا يكون بسفاد ولا جماع، بل يتولد من الحمأة والرمل.

وكما ذكرنا: كثير من السمك يحمل ويبيض فى الربيع، ومنها ما يبيض فى الصيف والخريف والشتاء. ولكن ليس يعرض لها جميعاً هذا العرض بنوع واحد ولا بقول عام، ولا لكل جنس، ولا لكثرة ما يعرض فى الربيع ولا يبيض بيضاً كثيراً مثل السمك الذى يبيض فى سائر الأزمان. وبقول عام، ينبغى أن لا يخفى علينا أن اختلاف البلدان يكون اختلافاً كثيراً فى النبات وجميع الحيوان، وليس بالخصب فقط، بل بكثرة سفادها وحملها وولادها. وكذلك يفعل اختلاف الأماكن والبلدان فى السمك ليس فى العظم فقط، بل بالخصب والسفاد والولاد أيضاً. ولذلك يبيض كثير من السمك مراراً شتى فى بعض الأماكن، وفى بعضها لا يبيض.