Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈ولاد العقاب وطيور الصيد〉

فأما العقاب فهو يبيض ثلاث بيضات، ويخرج من ذلك البيض فرخان فقط، ويدع البيضة الواحدة، كما يزعم موساوس Μουσαιοσ الشاعر 〈حين قال:

«يبيض (العقاب) ثلاث بيضات، ويفرخ اثنتين منها، ولا يعنى إلا بواحدة»〉 وقد عوينت ثلاثة فراخ للعقاب. ولكن إذا شبت تلك الفراخ، يلقى العقاب واحداً منها ويخرجه من عشه، لأن تربية وغذاء وطعم ثلاثة أفراخ يثقل عليه. ويقال إن العقاب يضعف فى ذلك الأوان، لكن لا يخطف جراء السباع. ومخاليبه تنقلب أياماً يسيرة، وريشه يبياض، ولذلك يكون سىء الخلق فى تربية فراخه. فأما الفرخ الذى يخرجه ويلقيه، فإن الطائر الذى يسمى باليونانية فينى Φηνη يقبله ويربيه حتى يقوى وينشأ. والعقاب يجلس على البيض ويسخنه ثلاثين يوماً، وكذلك يفعل سائر الطير العظيم الجثة، مثل الوز 〈والحبارى〉؛ فأما الطائر الوسط الجثة فهو يجلس على البيض ويدفئه عشرين يوماً، مثل الحدأة وأصناف البزاة. والحدأ يبيض بيضتين أكثر ذلك؛ وربما باضت ثلاث بيضات، وأخرجت منها ثلاثة أفرخ. فأما الطير الذى يسمى باليونانية اغيوليوس αιγωλιοσ فربما باض 〈أربع〉 بيضات، وأخرج فراخه. — والغراب يبيض بيضتين؛ وهو يجلس على البيض عشرين يوماً، ثم يخرج فراخه. وكثير من أجناس الطير يفعل مثل فعل العقاب، أعنى ما يبيض منها بيضاً كثيراً [١٤٦] ثلاثاً أو أربعاً، يخرج ويلقى بيضةً واحدة.

وليس جميع أجناس العقاب عسرة الأخلاق فى تربية فراخها بنوع واحد ولا بالسوية، بل العقاب الذى يسمى باليونانية بوغرغوس πυγαργοσ عسر جداً؛ فأما العقبان السود الألوان فهى حسنة الخلق فى تربية وطعم فراخها. وجميع أصناف الطير المعقف المخاليب إذا علمت أن فراخها تقوى على الطيران، تضربها وتخرجها عن أعشاشها. وسائر أصناف الطير تفعل مثل هذا الفعل. وإذا خرجت الفراخ من أعشها، لا تتعاهدها بعد ذلك بوجه من وجوه التعاهد، ما خلا الغداف: فإنه يقيم زماناً متعاهداً لفراخه بعد طيرانه وخروجه من عشه، ويطعمه الطعم وهو يطير فى الهواء.