Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈تأثير الجو. صحة الحيوان وأمراضه〉

وأجناس الحيوان تخصب ويحسن حالها فى أزمان وأوقات مختلفة، ولا يعرض لها ذلك فى أوان شدة الحر والبرد بنوع واحدً. وأيضاً صحتها وسقمها يختلفان ولا يكونان فى أزمان متفقة.

والقحط ويبس الهواء، أوفق للطير من غيره، فإنه يصح ويحسن حاله إذا كان قحط، ويبيض ويفرخ، ولاسيما الدلم والحمام البرى. فأما أصناف السمك فهى تخصب ويحسن حالها إذا كثرت الأمطار، ما خلا [٢٠٤] أصنافاً يسيرةً منها. فأما القحط فمخالف لها. وإنما يوافق القحط لجميع أصناف الطير، لقلة شربه. فما كان من أصناف الطير معقف المخاليب لا يشرب شيئصاً من الماء ألبتة، كما قيل أولاً. وقد جهل ذلك اسيودس الشاعر فإنه زعم فى شعره أن العقاب المتقدم فى دلالة الزجر يشرب ماءً؛ وإنما ذكر هذا الذكر فى كتابه الذى كتب فى حصار المدن. فأما سائر أصناف الطير الذى ليس بمعقف المخاليب فهو يشرب من الماء شرباً يسيراً. وبقول عام: ليس يشرب الماشى من الحيوان الذى له رئة مجوفة ويبيض بيضاً.

وأمراض أصناف الطير تستبين من قبل ريشها، لأن الريش يختلف ولا يكون ثابتاً ساكناً على حاله، كما يكون فى أوان صحتها.