Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈الأمراض التى تصيب بعض أنواع السمك. تأثير الحرارة فى الحيوان الجاسى الجلد〉

فأما السمك النهرى والنقائعى فليس يعرض له مرض ووباء يعمه، بل يعرض لبعضه مرض خاص، مثل السمك الذى يسمى باليونانية غلانيس γλανισ فإنه يمرض فى أوان طلوع كوكب الكلب خاصةً [٢٠٧] لأنه يعوم على وجه الماء. وطلوع ذلك الكوكب يضره ويصدع من الرعد الشديد. والذى يسمى قوپرينوس κυπρινοσ ربما ألفى ذلك، ولكن دون ما يلفى الذى يسمى غلانيس. وربما هلك كثير من السمك إذا ضربه التنين الذى يسمى «حية». فأما فى الباليروس βαλεροσ والطيلون فإنه يقع فى 〈هذين النوعين من〉 السمك دود فى زمان طلوع كوكب الكلب ويمرضه ويوفعه على وجه الماء. فإذا ارتفع على وجه الماء هلك من شدة الحر. فأما الصنف الذى يسمى باليونانية خلقيس χαλκισ فإنه يعرض له مرض شديد قوى، أعنى: قمل كثير تحت النغانغ (=الخياشيم) وتهلكه. وليس يعرض هذا المرض لصنف آخر من أصناف السمك ألبتة.

والسمك يهلك فى أوان شدة الشتاء والزمهرير. ولذلك يصاد كثير من السمك الذى يأوى الأنهار والنقائع (=المستنقعات) فى ذلك الأوان. والقوم الذى يسمون باليونانية فونيقاس οι Φοινικεσ — وهم من سكان الشام — يصيدون كثيراً من السمك فى ذلك الأوان. وبعض الناس يحتال أيضاً بحيل أخر ويصيدون السمك. ولأن السمك فى الشتاء يقرب من أعماق الأنهار، ولأن الماء العذب يبرد جداً، يحفرون فيما يلى النهر فى اليبس خندقاً ثم يغطونه بحجارة وحشيش، ويصيرونه مثل عش له مدخل من النهر، فإذا دخل فيه السمك حازوه بأهون السعى. وأيضاً يصاد السمك بحيلة أخرى فى الصيف والشتاء، أعنى أنهم يسدون وسط النهر بحشيش وحجارة وأعواد، ويدعون فى ذلك السد موضعاً مفتوحاً، ويضعون فيه زنبيلاً موافقاً للصيد ثم يطردون السمك حتى يقع فيه.

والسنون المطيرة موافقة لأصناف السمك الجاسى الجلد، ما خلا الصنف الذى يسمى باليونانية بورفيرى πορΦυρα، وعلامة ذلك من قبل أنه إذا وضع فى موضع ينبع منه ماء نهر، وذاق من ذلك الماء يهلك من يومه. وهذا الصنف من أصناف السمك يعيش أياماً بعد أن يصاد، وبعضه يغذى من بعض [٢٠٨] لأنه يكون على خزفه شىء شبيه بالطحلب ثابت. ومن الصيادين من إذا صاد السمك يدخل فى جوفه طعماً ليكون فى الميزان أثقل.

فأما القحط ويبس الهواء فهو غير موافق لسائر أصناف السمك النهرى، لأنه يكون أصغر وأردأ لحماً. والسمك الذى يسمى باليونانية قديناس κτενεσ يكون فى ذلك الموضع والزمان أخصب. وفى زمان من الأزمنة الماضية باد الصنف الذى يسمى باليونانية اقديناس κτενεσ فى الموضع الذى يسمى پورا πυρρα، ليس لحال الآلة التى كان الصيادون يجردون بها الأرض فقط، بل لحال القحط أيضاً. فأما سائر أصناف السمك الجاسى الجلد فإنه يخصب فى السنين المطيرة، لأن ماء البحر يكون أحلى. فأما فى بلدة بنطوس فليس تكون هذه الأصناف، لحال البرد. ولا يكون فى الأنهار، ما خلا أصنافاً يسيرة من التى لها بابان، فأما التى لجثتها باب واحد فهى تهلك، خاصةً فى زمان شدة البرد والزمهرير، لأنها تجمد.

فهذه حال جميع الحيوان المائى.