Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈متى يجود طعم السمك فى الطهى〉

وأصناف الحيوان تختلف أيضاً من قبل الخصب وسوء الحال، وتختلف من قبل أزمان حالها. ولذلك ما كان من الحيوان خزفى الجلد، مثل الذى يسمى باليونانية اقتانس κτενεσ وجميع أصناف الحلزون والأصناف اللينة الخزف تكون مخصبة طيبة اللحم إذا حملت: مثل الصنف الذى يسمى قارابو καραβοι وجميع الصنف الخزفى الجلد. فأما ما كان من صنف اللينة الجلد فإنها تقف إذا سفدت وإذا باضت. وليس يفعل ذلك شىء من الأصناف الأخر. والصنف الذى يسمى باليونانية مالاقيا إذا حمل يكون مخصباً طيب اللحم مثل السمك الذى يسمى طاوثيداس τευθιδεσ وصبيا σηπικ والأجناس الكثيرة الأرجل πολυποδεσ. وإنها تكون فى أول حملها طيبة اللحم، وإذا أزمن حملها: منها ما يكون مخصباً، ومنها ما يكون على خلاف ذلك. فالسمك الذى يكون منه الصير يكون طيباً عند حمله، ومنظر بطنه يكون مستديراً؛ فأما الذكر فهو يكون أطول وأعرض. ويعرض فى أول حمل الإناث أن يكون لون الذكورة مختلفاً وأشد سواداً، ولحومها فى ذلك الأوان رديئة، ولذلك يسميها بعض الناس فى ذلك الزمان تيوساً، وتكون رديئة اللحم.

والصنف الذى يسمى باليونانية قوطوفوس κοττυΦσσ وكخلا κιχλα يتغيران وأيضاً أصناف الذى يسمى سماريس σμαρισ فإنها تبدل اللون بقدر الأزمان، مثلما تبدل أصناف كثيرة من الطير ألوانها؛ فتكون فى الربيع سود الألوان 〈وبعد الربيع تسترد لونها الفاتح〉. ولون الصنف الذى يسمى فوقيس Φυκισ يتغير أيضاً، لأن لونه يكون فى الربيع مختلفاً، وفى سائر الزمان الذى [٢١٧] بعد الربيع أبيض. وهذا الصنف فقط من أصناف السمك البحرى يهيئ مثل دكان، ويبيض فى ذلك الدكان، كما يزعم أهل الخبرة. والذى يعالج منه الصير أيضاً يتغير، كما قيل أولاً، والمعقورين σμαρισ يكون فى أوان الصيف، ثم يعود لونه إلى السواد ما هو، وذلك خاصةً بين فيما يلى جناحيه ونقانقه [= خياشيمه].

والصنف الذى يسمى قوراقينوس κορακινοσ طيب اللحم إذا عمل منه الصير. فأما الذى يسمى قسطرويس κεστρευσ ولبراقس λαβραξ وكل صنف له قشور — فكله ردىء إذا حمل. والذى يسمى باليونانية اغلوقوس γλαυκοσ كمثل. وكل ما كان من السمك مسناًً، فردىء. والصنف الذى يسمى ثنوى θυννοι ردىء إذا كان مسناً، ولذلك لا يصلح للتمليح، لأن كثيراً من بطنه يذبل ويذوب. ومثل هذا العرض يعرض لسائر أصناف السمك أيضاً. والمسن من السمك بين معروف، من قبل جساوة لحمه وعظم قشوره. وقد صيد فيما سلف ثنوس θυννοσ كان [فى] وزنه خمسة عشر طالنطا، وكان بعد حنكه قدر ذراعين وشبر.

فأما أصناف السمك النهرى والنقائعى فهو مخصب طيب اللحم بعد أن يبيض بيضه، والذكورة بعد طرح المنى، ولا سيما إذا ربيت. ومن أصناف السمك ما يكون مخصباً إذا حمل، مثل الذى يسمى باليونانية صابرديس σαπερδισ، ومنه ما يكون مهزولاً ردىء اللحم مثل الذى يسمى غلانيس γλανισ. ومن سائر أصناف السمك الذكورة أخصب، وأطيب من الإناث. فأما من الصنف الذى يسمى غلانيس γλανισ فالأنثى أطيب من الذكر. ومن الانكليس الذى يسمى إناثاًً أطيب من الذكورة؛ وإنما قلت: «تسمى إناثاًً»، لأنها ليست إناثاًً بالحقيقة، بل بالمنظر فقط.

تم القول السابع من كتاب الحيوان لأرسطاطاليس