Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈طباع الغنم والماعز〉

فأما أشكال (= طباع، أخلاق) الحيوان فهى مختلفة كما قيل أولاً، أعنى بالجلد والجزع، والدعة والجرأة، والسكون والتدبير بعقل وبخرق. فجنس الغنم — فيما يقال — ردىء الشكل (= الطبع)، قليل العقل، وهو فى هذه الحالات أردأ من جميع الحيوان ذات الأربع الأرجل. وهى تسير على وجه الأرض فى البرارى كما تشاء وإذا كان شتاء شديد تخرج مراراً شتى من داخل إلى خارج وتصير خارجاً فى الهواء. وإذا أدركها المطر لا تتحرك من موضعها إن لم يلجئها الراعى إلى ذلك، بل تهلك إلى مكانها، وليس تكاد أن تتحرك إن لم يأت الرعاة بذكورة متقدمة؛ فإذا تقدمت الذكورة تبعها [٢٢٥] سائر الغنم.

فأما المعزى فهى تتبع إذا أخذ الراعى بناصية واحدة منها؛ وإن لم يفعل، وقفت المعزى كأنها باهتة ولا تفعل شيئاً. والغنم أكسل وأقل حركة من المعزى؛ والمعزى تدنو من الناس أكثر من الشاء. وهو يحس بالبرد أكثر من الغنم.

والرعاة يعلمون الغنم التجمع وتتبعهم إذا أحست بدوى أو رعد شديد، وإن بقى شىء منها ولم يتحرك إذا كان رعد وكانت حاملاً، أسقطت من ساعتها. ولحال هذه العلة إن كان فى البيت صوت شديد أو دوى، يخرج جميع الغنم، ويصير بعضها ملتفاً ببعض، لحال العلة التى سلفت. وإذا خرجت الثيران من قطيعها وضلت، تؤكل من السباع. والشاء والمعزى ينضجع بعضها قبالة بعض، قدر أجناسها. والرعاة يزعمون أنه إذا زادت الشمس، لا ينضجع بعض المعزى ناظرةً إلى بعض، بل تحول وجوهها بعضها إلى بعض.