Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈خصى الحيوان وبتر أعضائه؛ الحيوانات المجترة〉

وبعض الحيوان يتغير بالمنظر والشكل والقرون والأزمان. وليس بهذه الأنواع تتغير فقط، بل إذا خصى شىء منها أيضاً. وإنما يخصى من الحيوان كل ما له خصى. وخصى الطير داخل، وخصى الحيوان الذى يبيض وله أربع أرجل، قريب من المنقار. فأما الحيوان المشاء الذى له أربع أرجل: فمنه ما خصاه خارج، ومنه ما خصاه داخل. فالذى خصاه خارج أكثر وأبين. وجميع خصى الحيوان فى آخر البطن.

وأصناف الطير تخصى من أصول الأذناب فى الأماكن التى بها يركب بعضها بعضاً إذا سفدت. فإنه إن كوى أحد ذلك الموضع بحديد مرتين أو ثلاثةً، وكان الذكر قد كمل وبلغ، تغير: فإن كان ديكاً لا يصرخ ولا يروم السفاد. وإن كان فرخاً بعد، لا يعرض له شىء مما ذكرنا، أعنى أنه لا يصرخ ولا يروم السفاد. ومثل هذا العرض يعرض للإنسان أيضاً: فإنه إن أخذ 〈أحد〉 صبياناً لم يبلغوا بعد فأخصاهم، لم تنبت لحاهم ولا تتغير أصواتهم، بل تبقى حادةً دقيقة. وإن أخصى أحد غلماناً قد احتلموا، وقع الشعر الذى ينبت أخيراً ما خلا شعر العانة، ويكون ذلك الشعر أقل، غير أنه يبقى ولا يقع. وليس يكون خصى أصلع ألبتة.

وصوت جميع أصناف الحيوان الذى يخصى يتغير [٢٦٨] ويكون مثل صوت الإناث. وفى سائر الحيوان الذى له أربع أرجل اختلاف إذا أخصى صغيراً وإذا أخصى بعد الشبيبة، وليس ذلك الاختلاف فى الخنازير. وفى سائر الحيوان إذا خصى شىء حدث يكون أكبر وأرق من الذى لم يخص. وإن كانت قد انتهت شبيبته وخصى، لا ينشأ بعد ذلك ألبتة. فأما الأيلة فإنها إن خصيت قبل نبات قرونها، لا تنبت لها قرون بعد ذلك. وإن خصيت بعد نبات قرونها، يبقى عظم القرون على حاله لا يقع.

فأما العجول فهى تخصب إذا مضت لها سنة. وإن خصيت قبل ذلك ساء حالها وصغرت أجسادها. والعجول تخصى بمثل هذا النوع: تلقى على ظهورها، ثم يفتق جلد الخصى من أسفل ويعصر بالأيدى. فإذا بدر البيض، قطع من أصله، وربط ذلك القطع بشعر لكى تنزل الرطوبة التى تشبه القيح الرقيق. فإذا ورم الموضع أو التهب، يكوى جلد الخصى ويذر بذرور. فأما الثيران التى بلغت وتدلت خصاها، فإذا خصيت 〈فإنها تظل مع ذلك قادرة على أن تلد〉.

وإناث الخنزير تخصى أيضاً، لكن لا تحتاج بعد ذلك إلى سفاد، بل تسمن عاجلاً. وإنما تخصى الخنزير الأنثى بعد أن تصوم يومين، وإنما تعلق بمؤخر رجليها ثم يقطع الجلد الذى فى مراق البطن، حيث تقطع خصى الذكورة خاصة، وفى ذلك المكان يكون العضو المهيج للإناث إلى شهوة الفساد، وهو لاصق على الرحم.

وإناث الجمال تخصى أيضاً إذا احتيج إليها فى الحرب، لكن لا تحمل. ومن الناس من يكون له ثلاثة آلاف جمل. وهى تجرى جرياً أسرع من الخيل السابقة كثيراً، لحال عظم الخطوة. ويقال إن الحيوان الذى يخصى يكون أطول عمراً من الذى لا يخصى.

وجميع الحيوان الذى يجتر ينتفع ويلتذ بذلك كأنه يعتلف إذا اجتر. وإنما يجتر من الحيوان كل ما ليس له أسنان فى اللحى الأسفل واللحى الأعلى معاً، مثل البقر والغنم والمعزى. ولم يظهر شىء من الحيوان البرى يجتر إن لم يكن مما يستأنس، مثل الأيل فإنه يجتر. وجميع ما يجتر إذا كان مضطجعاً يجتر أكثر. وهو يفعل ذلك سبعة أشهر. فأما ما كان منه يأوى بعضه مع بعض [٢٦٩] فى قطيع واحد فهو يجتر زماناً أكثر وأقل. — وأيضاً يجتر بعض الحيوان الذى له أسنان فى اللحيين جميعاً، مثل بعض الحيوان الذى يكون فى بنطوس Ποντοσ، وصنف السمك الذى يسمى من فعله: «المجتر» μηρυξ.

وينبغى أن يعلم أن الحيوان الطويل الساقين رطب البطن. وهو أيضاً سريع القىء. وذلك بين فى الحيوان الذى له أربع أرجل، وفى أصناف الطير، والناس.