Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈تحولات الطيور〉

ومن الطير ما يغير اللون والصوت فى تغيير وتنقل الأزمان، مثل الذى يسمى باليونانية قوتوفوس κοττυΦοσ: فإنه أسود اللون حسن الصوت، ويبدل سواد لونه فيكون أشقر اللون؛ وإذا كان الشتاء، صوت بصوت شبيه بالضوضاء. والطير الذى يسمى كيخلا κιχλη يغير لونه فى الشتاء: فإن لونه يكون فيما يلى عنقه مختلفاً؛ وفى الصيف يكون مثل لون الزرازير، وليس يتغير صوته.

فأما العصفور الحسن الصوت فهو 〈يصوت〉 بصوت لذيذ خمسة عشر يوماً وليلة؛ ويفعل ذلك بفعل دائم متتابع إذا خرج ورق الشجر الذى فى الجبال والتف بعضه ببعض. وبعد ذلك الوقت يصوت أيضاً، ولكن لا يلح، بل مرةً بعد مرة. وإذا مضى من الصيف زمان لا يصوت بصوت مختلف ولا حسن. وهو يغير اللون. ويسمى فى أرض اطاليه Ιταλια فى ذلك الوقت باسم آخر. ولا يظهر زماناً كثيراً لأنه يختفى فى عشه.

وأصناف الطير الذى يسمى باليونانية اريثاقوس εριΘακοσ والذى يسمى فونيقورس Φοινικυυροσ〈فيتغير〉 بعضها إلى بعض. والذى يسمى اريثاقوس طير شتوى. والذى يسمى قونيقورس طير صيفى. وليس بينهما اختلاف بقدر قول القائل إلا باللون فقط. وبهذا النوع يتغير الطير الذى يسمى سوقاليس συκαλισ والطير الأسود الرأس فإن هذين أيضاً يتغيران كل واحد إلى لون الآخر. وسوقاليس يكون فى زمان الفاكهة، فأما الأسود الرأس فيكون فى أول الخريف. وليس فيما بين هذين اختلاف أيضاً إلا باللون والصوت. 〈أما أن الأمر يتعلق بنفس الطائر، فهذا ينتج عن كون أنه فى زمان تحولهما، أمكن ملاحظة كل نوع منهما فى اللحظة التى لم يكن قد تم فيها بعد هذا التغيير تماماً، ولم يتحول تماماً بعد إلى النوع الآخر〉. وليس هو من 〈العجب〉 أن يعرض لهذين الطيرين تغيير اللون 〈أو الصوت〉 كما يعرض لهما: فالفاختة لا تصوت فى الشتاء إلا إذا كان صحو بعد شتاء شديد. وقد عجب من ذلك أهل الخبرة به. وإنما [٢٧٠] تبدأ بالتصويت فى ابتداء الربيع. وبقول كلى، جميع أصناف الطير تصوت خاصة 〈تصويتاً أشد ومرات أكثر〉 إذا كان أوان سفادها.

وإن أراد أن يغيب الطير الذى يسمى باليونانية قوققس κοκκυξ، يغير صوته ولونه. وإنما يغيب عند مطلع كوكب الكلب. ويظهر أيضاً فى ابتداء الربيع إلى مطلع الشعرى. — والطير الذى يسميه بعض الناس انينثى οινανΘη يظهر عند مطلع الكلب، وهو الذى يسمى سيريوس، Σειριοσ ويغيب مع غيبوبته؛ وهو يهرب مرةً من البرد، ومرةً من الدفء.

والهدهد أيضاً يغير اللون والمنظر أيضاً، كما قال اسقولوس الحكيم 〈فى هذه الأبيات:

هذا الطائر، الهدهد، شاهد على بلاياه 〈زيوس〉 زوده بريش متنوع، أعطاه مظهراً بهياً لطائر جسور يسكن الصخور يلبس سلاحه، وعند ظهور الربيع يحرك جناحه الشبيه بجناح سرقوس أبيض. وهكذا ينشر شكلين:

أحدهما فى شبابه، والآخر فى نضجه، وإن كان قد خرج من نفس الحضن.

وفى فصل الثمار الجديدة ، حين تصفر السنابل، ينبسط عليه ريش متعدد الألوان مرة أخرى.

لكن دائماً، وبمزاج حزين، يغادر هذه الأماكن إلى مقام آخر

وفى غابات مهجورة وقمم يستقر به المقام〉.

ومن أصناف الطير ما يتمرغ فى التراب. ومنه ما يستحم بالماء. فما كان من الطير ثقيل الجثة ليس يجيد الطيران فهو يتمرغ فى التراب، مثل القبج والدراج والدجاج، وغير ذلك. فأما الطير المستقيم المخاليب، ولا سيما الذى يأوى حول الأنهار والنقائع والبحار، فمنه ما يستحم، ومنه ما يتمرغ فى التراب ويستحم مثل الحمامة والعصفور. فأما كثير من الطير المعقف المخاليب فليس يفعل واحداً من هذين الفعلين، أعنى أنه لا يستحم ولا يتمرغ فى التراب.

فكما وصفنا، على مثل هذه الحال 〈يكون سلوك الطيور〉. ويعرض لبعض الطيور شىء خاص، مثل العصافير والاطرغلات: فإنها تضرط، وربما كانت لمقاعدها حركة شديدة مع التصويت أيضاً.

[تم تفسير القول الثامن كتاب «طبائع الحيوان» لأرسطاطاليس]