Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈الطير〉

ولأصناف الطير [٣٩] أيضاً بعض الأعضاء، شبيه بأعضاء الحيوان الذى ذكرنا: لأنه لجميعها رأس وعنق وظهر وما خلف الجسد ومقدم، ولها عضو ملائم للصدر. ولكل طائر ساقان، مثل الإنسان؛ وهو يثنيهما إلى خلف مثل الحيوان الذى له أربع أرجل، كما قلنا فيما سلف. وليس لشىء من الطائر رجلان متقدمتان، ولا يدان؛ بل جناحان، لأن ذلك خاص له من بين سائر الحيوان. وورك الطير طويل شبيه بفخذ، وهو يكون فى ناحية وسط البطن. ولذلك يظن أنه فخذ، إذا قطع. فأما فخذ الطائر فهو فيما بين الورك والساق. وكل ما كان من الطائر المعقف المخاليب فله فخذان عظيمان، وصدره أقوى من صدور بقية الطائر. ولأصناف الطائر أسماء كثيرة. وجميعها مشقوقة الرجلين. وشقوق رجلى بعضها مفصلة بينة. فأما ما يعوم منها ويأوى فى الماء، ففيما بين أصابع رجليه جلد قوى متصل. فأما جميع أصناف الطائر الذى لا يرتفع فى الهواء فلها فى كل رجل أربع أصابع: منها ثلاث فى المقدم، وخلف إصبع واحدة. وإنما خلقت تلك الإصبع الواحدة مكان العقب. ومن الطائر أجناس يسيرة لها فى مقدم كل رجل إصبعان أخريان أيضاً، مثل البوم، وهو يقلب الإصبع الواحدة إلى خلف ويكون بقية جسده ساكناً مثل الحية. وله مخاليب كبار شبيهة بمخاليب الشرقرق. وهى تصيح صياحاً شديداً وقصيراً.

ولأجناس الطائر 〈فم〉 خاص، أعنى أن ليس لها شفة ولا أسنان بل منقار. وليس لها منخر ولا أذنان، بل لها سبل الحواس: فسبيل المنخر فى مناقدها، وسبيل السمع فى رءوسها. ولجميعها أعين مثل سائر الحيوان. وهى تغمض عينيها بغير أشفار. فأما ما يثقل من الطير فهو يغمض عينيه بالشفر الأسفل، وبجلد يأتى من زاوية العين. وبعض أجناس الطير يفعل ذلك بالشفر الأعلى. ومثل هذا الفعل يفعل جميع الحيوان المفلس الجلد، مثل أصناف السام أبرص وجميع ما يشبهها بالجنس لأنها تغمض عينيها جميعاً بالشفر الأسفل. وليس تغمض عينيها حسناً [٤٠] مثل أصناف الطائر.

وليس أيضاً لشىء من أصناف الطير تفليس، ولا شعر، بل ريش فقط. ولجميع الريش أصل مجوف مثل القصبة. ولها أذناب أيضاً. ومن الطائر ما يبسط رجليه إذا طار. ومنها ما يضمها إلى بطنه. ولجميع أصناف الطير ألسن مختلفة، لأن لبعضها ألسناً مستطيلة، ولبعضها ألسن عريضة وبعض أجناس الطائر يتكلم كلاماً شبيهاً بكلام الإنسان، وهى العريضة الألسن خاصة. وليس من الحيوان الذى يبيض بيضاً عضو ناتىء، أعنى الذى يكون على أصل اللسان، ويغطى برأس سبيل قصبة الرئة، بل يجمع ويفتح ذلك السبيل إذا طعم طعمه بقدر ما لا ينزل فيها شىء من الطعام مما له ثقل ويكون مؤذياً للرئة.

ولبعض أجناس الطائر مثل اصبع، وهى الصيصة، نابتة فى أسافل الساق. وليس يمكن أن يكون منها شىء معقف المخاليب ويكون له ذلك العضو. وما كان من الطائر معقف المخاليب فهو جيد الطيران. وما كان منها له ذلك العضو الذى فى الساق الناتىء فهو ثقيل الطيران.

ولبعض أجناس الطائر شىء ناتىء فى وسط رءوسها شبيه بقنزعة. وربما كان ذلك النتوء من ريش؛ فأما الديك فله فى رأسه شىء ناتىء خاص إلا أنه ليس بلحم ولا هو ببعيد من اللحم فى طباعه.