Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈الحيوان الذى يلد حيواناً مثله؛ أعضاؤها الداخلية〉

فأما حيننا هذا فإنا نهم بذكر تصنيف الأعضاء التى فى باطن أجساد الحيوان. ونبتدئ أيضاً بالذى له دم، لأن هذا 〈هو〉 الاختلاف والفصل العظيم الذى بين أجناس الحيوان: أعنى أن لبعضها دماً، وليس لبعضها 〈الآخر دم〉. والذى له دم منها مثل الإنسان وجميع الحيوان الذى له أربعة أرجل وهو يلد حيواناً مثله، وما كان له أربع أرجل وهو يبيض بيضاً، وما كان من أصناف الطير، 〈والسمك والحوتيات cétatés وكل صنف آخر من الحيوان — إن وجد — مما لا اسم له لأنها لا تكون جنساً، بل نوعاً فقط لا ينطبق على الأفراد، مثل الحية والتمساح〉.

〈وجميع ذوات الأربع التى تلد حيواناً مثلها لها مرىء وقصبة هوائية، مكانهما كما هو عند الإنسان. والأمر كذلك بالنسبة إلى ذوات الأربع التى تبيض بيضاً والطيور، ما خلا〉 أن أعضاءها تختلف بالمناظر وبقول عام: لجميع الحيوان الذى يقبل الهواء فى جوفه ويتنفس رئة وقصبة الرئة ومعدة؛ ووضع المعدة والقصبة فى مكان واحد، وإن لم تكن هذه الأعضاء متشابهة. فأما الرئة فهى مختلفة فى المنظر والوضع فى جميع الحيوان الذى له هذا العضو. ولجميع الحيوان الدمى قلب وصفاق، أعنى الحجاب، ولكن ليس هو بظاهر فيما صغر من الحيوان، لحال دقته وصغره. وفى قلب البقر عظم، وفى قلب الجمل أيضاً، وفى بعض الخيل. فأما سائر قلوب الحيوان فليست فيها عظام.

وليس لبعض الحيوان رئة، مثل أصناف السمك وكل ما له أذنان يقبل بهما الماء ويخرجه. ولجميع الحيوان الدمى كبد. فأما الطحال فلكثير منها، وليس للكل. فأما كثير من الحيوان الذى لا يلد حيواناً مثله بل يبيض بيضاً فله طحال صغير جداً، ولذلك يخفى على حس البصر. وطحال بعض أجناس الطير على مثل هذه الحال، مثل البزاة والحمام والبومة والحدأة. فأما الطير الذى يسمى أغوقفالوس، الذى رأسه شبيه برأس عنز، فليس له طحال ألبتة. 〈والأمر هكذا أيضاً بالنسبة إلى ذوات الأربع التى تبيض: فإن طحالها صغير جداً، مثلما هى الحال فى السلحفاة، وسلحفاة المياه العذبة، والجدجد crapaud والعظاية، والتمساح، والضفدع〉.

ولبعض الحيوان مرارة تكون فى الصفاق لاصقة بالكبد، وليس لبعضها مرارة. فمن الحيوان الذى له أربع [٤٤] أرجل ويلد حيواناً ما ليس له مرارة، مثل الأيل والفرس والبغل والحمار والحيوان البحرى الذى يسمى باليونانية فوقى وبعض الخنازير. فأما الأيل التى تسمى باليونانية أخايا (Αχατα) فلها مرارة فى أذنابها فيما يظن كثير من الناس، وهى رطوبة تشبه بلونها المرة وليست هى رطبة مثلها، بل هى مثل رطوبة الطحال.

وفى رءوس جميع الأيائل دود حى، وهو يكون تحت اللسان فى العمق الذى هناك وفيما يلى الحزة اللاصقة بالرأس. 〈وحجمها لا يقل عن حجم أكبر ديدان العفونة. وتشكل مجموعات متكدسة〉 وهى بالعدد عشرون.

وليس للأيلة مرارة كما قلنا، بل معاها مرة جداً ولذلك لا تأكلها الكلاب إن لم تكن جائعةً جداً. 〈والفيل أيضاً ليس لكبده مرارة؛ لكن إذا شرح، نجد، فى المكان الذى فيه تتكون المرارة عند من له مرارة من الحيوان، رطوبة تسيل بكمية متفاوتة المقدار، تشبه المرارة〉.

فأما 〈من بين〉 الحيوان الذى يصل ماء البحر إلى جوفه وله رئة، فالدلفين ليس له مرارة. فأما جميع أصناف الطائر وجميع أجناس السمك وكل حيوان ذو أربع أرجل وكل ما يبيض بيضاً فله مرارة أكثر وأقل. 〈وربما كانت المرارة عند بعض السمك مقابلة للكبد، كما هى الحال عند سمك القروش squales والسلورا والملاك والورنك الأملس raıe lĭsse والرعاد، ومن الأسماك الطويلة: الانقليس البحرى والمطرقة ζυγαινα. وفى سمك الأورانسكوب αλλιωνυμοσ تكون المرارة لاصقة بالكبد، وحجمها أكبر حجم عند الأسماك، بالنسبة إلى حجمها〉. وربما كانت المرارة فى سبيل لطيفة جداً ممتدة من ناحية الكبد إلى المعى، مثل السمك الذى يسمى باليونانية أميا 〈فمرارته تمتد فى خط مواز للمعى وعلى طول مساو لها، وأحياناً ضعفها〉. وربما كانت هذه السبل، أعنى التى فيها المرة، منبثة، وربما كانت المرارة فى المعى، وذلك أيضاً مختلف لأنها ربما كانت فى المعى الأعلى، وربما كانت فى الأوسط، وربما كانت فى الناحية السفلى 〈مثلما هى الحال فى ضفدع البحر والاسترجون والسرنجريس والمورينا وسمك السيوف〉. 〈و〉مثل هذا الأمر يعرض لأجناس الطير أيضاً لأن منها ما تكون مرارتها فى بطنها، ومنها ما تكون مرارتها فى الأمعاء، مثل الحمام والدراج والخطاف والعصافير، ومنها ما تكون مرارتها عند الكبد وفى المعى والبطن، ومنها ما تكون مرارتها فى الأمعاء والكبد فقط، مثل ما يوجد فى البازى وفى الحدأة.