Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈اللبن والجبن〉

والمسوة لبن فيه جبن يكون من حرارة الحيوان إذا نضج اللبن. وإنما تكون المسوة فى جميع ما يجتر من الحيوان؛ فأما ما له أسنان فى الفكين جميعاً فللأرنب مسوة فقط. والمسوة تكون كلما عتقت أجود وأبلغ، وهى موافقة لاطلاق البطن، ولا سيما مسوة الأرنب الصغير؛ ومسوة الأيل أيضاً موافقة لما وصفنا.

وإنما تكون كثرة المسوة بقدر كثرة ألبان الحيوان وعظم أجسادها واختلاف مراعيها. وفى البلدة التى تسمى باليونانية فاسيس Φασισ بقر صغار 〈يحلب〉 لبناً كثيراً؛ فأما فى البلدة التى تسمى ابيروس Ηπειροσ فإنه يكون بقر عظيم الجثة يحلب لبناً كثيراً، فكل بقرة تحلب قدر الكيل 〈المسمى أمفوريا αμΦορεα ونصفاً لكل زوج من الأثداء〉. والذى يحلبها يقوم قائماً بعد أن يطأطىء قليلاً، لأنه لا يطال الثديين وهو جالس. وجميع الحيوان الذى له أربع أرجل عظيم الجثة فى تلك البلدة ما خلا الحمار؛ فأما البقر والكلاب فعظيمة الجثث جداً. وإذا عظمت جثث الحيوان احتاجت إلى رعى أكثر، فتلك البلدة [اميروس] موافقة لها لخصبها وكثرة مراعيها. وفيها 〈ثيران〉 وأغنام عظيمة الجثث، تسمى باليونانية يريكا Πυρριϰα، من قبل اسم يروس الملك الذى اتخذها.

وينبغى لنا أن نعلم أن من الرعى ما يطفىء ويقل اللبن، مثل القت، ولا سيما لبن الحيوان الذى يجتر. فأما ما يكثر اللبن ويغزره فمثل الكرسنة والعشبة التى تسمى باليونانية قوطسوس ϰυτισοσ، ولكن ليست هذه العشبة بموافقة لها إذا أزهرت، لأنها تكثر حرارتها؛ فأما الكرسنة فليس بموافق لحوامل الأغنام، لأنها إذا اعتلفت منها عسر ولادها. — 〈وبالجملة فإن ذوات الأربع التى تستطيع أن تأكل كثيراً تكون فى وضع ملائم للولاد، وتعطى لبناً وفيراً إذا جاء رعيها〉. وبعض العلف الذى ينفخ يكثر اللبن، مثل الباقلا، فإنه موافق 〈للنعجة〉 والمعزى والبقر 〈والعناق〉 مهيج للضرع. وعلامة كثرة اللبن زول وميل [٧٨] الضرع إلى الأسفل قبل الولاد. واللبن يبقى يحلب زماناً كثيراً ما لم تسفد الإناث وكان لها من العلف ما يصلحها ويوافقها، والشاة خاصةً من بين جميع ذوات الأربع الأرجل تحلب زماناً كثيراً، فإنها تحلب ثمانية أشهر. 〈وعلى العموم فإن الحيوانات المجترة تعطى لبناً كثيراً ومن نوع جيد لتهيئة الجبن〉. فأما فيما يلى البلدة التى تسمى باليونانية ترون Τορωνη فإنه يكون بقر يحلب السنة كلها ما خلا أياماً يسيرة قبل ولادها. فأما لبن النساء فإنه إذا كان إلى السواد ما هو 〈فإنه يكون〉 أجود من الأبيض وأوفق للرضاع. ولبن النساء السمر أصح وأكثر غذاءً من لبن البيض. وإذا كان فى اللبن جبن كثير فهو أكثر غذاءً. واللبن الذى ليس فيه غير جبن يسير أوفق لرضاع الصبيان.