Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈الحيوان اللين الخزف〉

فأما صنف الحيوان اللين الخزف فمنه جنس واحد، وهو الذى يسمى باليونانية قارابوى (ϰαραβοι)، وجنس آخر يسمى باليونانية أسطاقو (αεταϰο). وبين هذين الجنسين اختلاف، من قبل أن للجنس الواحد منها زنانيق وأنواعاً أخرى من أنواع الاختلاف ليست بكثيرة. ومنها صنف آخر يسمى الأربيان، وصنف آخر يسمى جنس السراطين.

وفى جنس الأربيان أجناس: منها الجنس الذى يسمى الأحدب، والجنس الذى يسمى المستطيل، والجنس الثالث الذى بين هذين الجنسين، أعنى الجنس الصغير لأنها لا تعظم ألبتة. فأما صنف السراطين ففيه أجناس كثيرة مختلفة ليست بيسيرة فى العد، ومنها جنس عظيم الجثة يسمى باليونانية مياس (μαιασ)؛ وجنس ثان يسمى پاغوروى (παγοροι) وجنس ثالث يسمى باليونانية السرطان الهرقلى (Ηπαϰλζωτινοι). وبعد هذه الثلاثة الأجناس 〈سائر〉 أجناس السراطين البحرية — فأما سائر هذه الأجناس من أجناس السراطين 〈غير〉 التى ذكرنا فجثتها صغيرة وليس لها أسماء. فأما البحر الذى يلى ساحل الشام فإنه يكون فى الشط سراطين صغار تسمى «الفرسان» لسرعة جريها، فإنها تجرى جرياً سريعاً جداً بقدر ما يكون دركها عسيراً؛ وإن أخذ منها شىء [٨٤] ثم شق جوفه لم يصب فيه لحم ولا فضلة ألبتة، لأنه ليس لها رعى. وفى السراطين جنس آخر صغير جداً ومنظره شبيه بمنظر الاسطاقوس.

وجميع هذه الأصناف التى وصفنا جاسية الجلود شبيهة بالخزف، خشنة الجلود؛ فأما لحومها فباطنة، وما يلى الناحية الخارجة من بطونها فمخلوطة من لين وجساوة، وفى تلك الناحية تبيض الإناث بيضها.

وأما الجنس الذى يسمى قارابوا فله عشرة أرجل: فى كل ناحية خمسة، مع التى تسمى زنانيق. وللجنس الذى يسمى «سرطاناً» خاصة: عشرة أرجل أيضاً مع الزنانيق. فأما جنس الأربيان الذى يسمى الأحدب فله اثنتا عشرة رجلاً: فى كل ناحية ست أرجل، والرجلان اللتان تليان الرأس حادتان جداً، وسائر الأرجل فيما يلى البطن وأطرافها عريضة، وبطونها شبيهة ببطون الحيوان الذى يسمى قارابوا.

فأما الجنس الذى يسمى باليونانية قرنجو (ϰραγγη) فعلى خلاف ذلك، لأن له فيما يلى الرأس أربع أرجل فى كل ناحية؛ فأما سائر جسده فمبسوط. ورجل جميع الأجناس التى وصفنا — تنثنى إلى الجوانب، مثل أرجل الحيوان المحزز الجسد؛ فأما زناقا كل ما كان منها زناقتان فهى تنثنى إلى داخل. وللحيوان الذى يسمى قارابوس (ϰαραβοσ) ذنب أيضاً، وله خمسة أجنحة؛ وللأربيان الأحدب ذنب وأربعة أجنحة، وللذى يسمى قرنجوا (ϰραγγη) أجنحة فيما يلى الذنب من كل ناحية، فأما الوسط الذى بين رجليها فشبيه بشوك حاد، وهو فى هذا الصنف عريض؛ وفى صنف القريدس الأحدب حادة، والجنس الذى يسمى قارابوا وأجناس القريدس مستطيلة فحسب، فأما أجناس السراطين فمستديرة الجثة.

وفيما بين القرابوس الذكر والأنثى اختلاف، لأن الرجل الأولى من أرجل الأنثى مشقوقة باثنتين، وليست رجل الذكر بمشقوقة، والأجنحة التى فى ظهر الأنثى كبيرة وما يلى العنق منها فأصغر. وأيضاً أطراف أواخر رجلى الذكر منها عظيمة حادة، فأما أطراف أواخر رجلى الأنثى فصغار ملس. وللذكر منها والأنثى نقط قريباً من عينيها عظيمة خشنة، ولها قرون صغار تحت تلك النقط.

[٨٥] فأما عيون جميع ما وصفنا فجاسية صلبة تتحرك إلى داخل وإلى خارج وإلى الجوانب. وعيون كثير من السراطين كمثل، 〈بل وأكثر〉.

〈والحيوان〉 الذى يسمى اسطاقوس لونها إلى البياض ما هو، مع سواد فيها شبيه بالبقع، ورجلاها السفلية التى بعد الرجلين العظميين فعددها ثمانية، وبعدها الرجلان العظيمتان التى هى أعظم من الأخرى جداً، وأطرافها أعرض من أطراف رجلى قرابوس (ϰαραβοσ)، غير أنها مختلفة أيضاً، لأن الجزء العريض من طرف الرجل اليمنى إلى الطول ما هو، مع دقة، وأما طرف الرجل اليسرى فغليظ مستدير. [٨٧] وأطرافها مشقوقة مثل اللحيين، وفيها أسنان من فوق ومن أسفل. والأسنان التى فى الناحية اليمنى صغيرة جميعاً، مختلفة حادة، يطبق بعضها على بعض لحال اختلافها. فأما فى الناحية اليسرى ففى الطرف أسنان حادة مختلفة، وفى الأصل أوساط مثل أضراس، وفى الناحية السفلى أربع أسنان يتلو بعضها بعضاً؛ ومن الناحية العليا ثلاث أسنان مفترقة وهى تجزىء الجزء الأعلى وتشده على الجزء الأسفل، وكلاهما من الناحية السفلى أفطس، كأنها خلقت على مثل هذا الحال لأخذ الطعم وضبطه وفوق الآخر سنان آخران حادان، وتحت هذه الأسنان الآذان التى تلى الفم، وهى تحرك تلك الآذان أبداً. وهذا الحيوان يجذب ويأتى برجليه الإثنتين إلى فيه. — وأسنانه شبيهة بأسنان الحيوان الذى يسمى قرابوس، وفوقها القرون الطوال، غير أنها أقصر وأدق من قرون قرابوس جداً، وله أربعة قرون أيضاً منظرها شبيه بمنظر القرون الأخر، غير أنها أقصر وأدق. وفوقها تكون العينان ضعيفتين صغيرتين ليستا بعظيمتين مثل عينى قرابوس. فأما الجزء الذى فوق العينين فحاد خشن شبيه بجبهة أعظم من جبهة قرابوس. وبقول عام، وجه هذا الحيوان أحد من وجه قرابوس وغيره. فأما صدره فهو أعرض من صدر قرابوس جداً، وجميع جسده شبيه بخلقة لحم لين ألين من لحم غيره. فأما الأربع الأرجل من الثمانية فهى مشقوقة الأطراف. فأما الأرجل التى تلى العنق فهى مشقوقة فى كل ناحية 〈إلى خمسة مقاطع، والسادس هو〉 الجزء العريض 〈النهائى مع فصوصه الخمسة〉. وفيما يلى الناحية الداخلة 〈التى فيها تضع الأنثى بيضها، تكون الأجزاء مزودة بشعر〉، وهى أربعة أرجل من ناحية البطن حيث يكون بعضها؛ ولجميع ما وصفنا من الناحية الخارجة شوكة قائمة مستقيمة. فأما سائر الجسد وما يلى الصدر فأملس ليس بخشن مثلما يكون لقرابوس؛ وإنما له شوك عظيم فى رجليه التى هى أكثر من غيرها فيما يلى الناحية الخارجة منها. وليس فيما بين الذكر والأنثى اختلاف ظاهر ألبتة، غير ان زناقى الذكر أعظم.

وهى تقبل ماء البحر بأفواهها ثم تلقيه إذا غلقت أفواهها قليلاً [٨٨] قليلاً. ولأصناف السراطين والقرابوى أعضاء فى أفواهها شبيهة بآذان (= بخياشيم branchies)، غير أنها كثيرة.

وهنالك شىء مشترك يكون فى جميعها: فلكل ما ذكرنا سنان، وخاصة لقرابوى وأفواها مخلوقة خلقة قريبة من خلقة اللحم، وهى تستعمل ذلك اللحم مكان اللسان. وبعد اللحم البطن لاصق بفم المعدة. فأما ما كان من صنف قرابوى فأفواه معدها صغار قبل بطونها، ومن البطن يخرج معىً وينتهى — فيما كان من أصناف قرابوى وأصناف القريدس — إلى المكان الذى منه تخرج الفضلة والمكان الذى فيه يبيض البيض. فأما السراطين [cancrides] فعلى بطونها أبواب تنفتح وتنغلق، وبيض إناثها يكون فى المعى، وذلك المعى يكون فى جميعها أقل وأكثر 〈ويسمى موطس أو ميقون〉.

وينبغى لنا أن نتفقد اختلاف جميع أصناف هذا الحيوان لكيما نعرف به ولا يكون مجهولاً. — ولقرابوى كما ذكرنا سنان عظيمان عميقان فيهما رطوبة من الرطوبات 〈الشبيهة بالموطس〉؛ وفيما بين السنين لحم شبيه بلسان. ولها بعد أفواهها مرىء قصير، وبطن يتلو ذلك المرىء، خلقته مثل صفاق، وفى أفواهها ثلاث أسنان أيضاً، منها سنان أحدهما يتلو الآخر، والواحد الباقى تحتهما مفترق منهما. ولهما تحت البطن معىً مبسوط مستوى الغلظ حتى ينتهى إلى موضع خروج الفضلة.

فكل ما ذكرنا من الأعضاء يكون فى جميع أجناس قرابوى وأصناف القريدس وأصناف السراطين لأن لها سنين كما ذكرنا فيما سلف.

ولقرابوى سبيل آخذ من الصدر إلى المكان الذى منه تخرج الفضلة، وفى ذلك السبيل يكون زرع الذكورة وبيض الأناث؛ وذلك السبيل يكون فى عمق اللحم والمعى يكون فى ناحية حدبة الجسد، فأما هذه السبيل ففى ناحية العمق، كمثل ما يكون فى الدواب التى لها أربع أرجل. وليس هذا السبيل مختلفاً فى الذكورة والإناث، لأنه فيهما جميعاً دقيق أبيض، وفيه رطوبة صفراء اللون؛ وابتداؤه من ناحية الصدر.

〈وهكذا الحال أيضاً فيما يتعلق بالبيضة والالتواءات عند القريدس.

وثم ميزة يتميز بها الذكر عن الأنثى، وذلك فى اللحم. ذلك أن للذكر جسمين أبيضين منفردين، ملصقين بالصدر، ويشبهان — من حيث اللون والترتيب — مجاس tentacules السبيا، ويؤلفان التواءات مثل ميقون البوكسين〉. وابتداؤهما من ناحية أفواه العروق التى تحت أواخر الرجلين، وفيهما لحم أحمر دمى اللون وهو باللمس لزج ليس يشبه اللحم. وفى العضو الذى وصفنا، الذى يكون فى ناحية الصدر التواء آخر، وتحت ذلك العضو أجزاء معى لاصقة بالمعى الأعظم، وفيها يكون زرع الذكورة. فهذه حال أعضاء ذكورتها.

وأما الإناث فلها وعاء أحمر اللون ابتداؤه من ناحية البطن والمعى، ينتهى إلى الصفاق الدقيق الذى خلقته شبيهة بخلقة لحم، وفيه يكون البيض محتبساً.

فهذه صفة أعضاء الحيوان الذى ذكرنا فى باطن وظاهر أجسادها.