Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈الولاد فى الحشرات. — أوان السفاد عند مختلف الحيوان〉

فأما ما كان من الحيوان المحزز الجسد فإن الكذورة والإناث تجتمع من خلف ثم يصعد الأصغر على الأعظم، أعنى بقولى: الأصغر: الذكر — ثم تخرج الأنثى — التى تحت — عضو السفاد وتصيره فى عضو الذكر الذى فوقها، وليس يدخل عضو الذكر فى عضو الأنثى كما يعرض فى سائر الحيوان. [١١٩] وهذا العضو يظهر فى بعضها أعظم من ملائمة سائر الجثة وإن كانت جثتها صغيرة جداً. وفى بعضها يظهر هذا العضو صغيراً. وذلك بين لمن أراد أن يفرق ما بين الذباب الذى يسفد فليس يفترق إلا بعسر، لأن سفاد هذه الأصناف يلبث حيناً كثيراً، وذلك بين فى الذباب والذراريح والعنكبوت وجميع ما يسفد من هذه الأجناس. فأما أجناس العنكبوت فإنها إذا أرادت السفاد تجذب الأنثى بعض خيوط منسجها، أعنى تجذبه من الوسط إلى ذاتها. فإذا فعلت ذلك، فعل الذكر مثل فعلها. فلا يزال يفعل ذلك مراراً شتى حتى يلتقى ويشتبك ويصير بطن الذكر قبالة بطن الأنثى. وهذا النوع من أنواع السفاد موافق لها، لحال استدارة بطونها.

فسفاد جميع الحيوان كما وصفنا. وقرون (= أعمار) وأزمان سفاد جميع أصناف الحيوان محدودة معروفة: فسفاد كثير من الحيوان يكون عند خروج الشتاء ودخول الربيع، فإنها فى ذلك الأوان تهيج وتشتاق إلى السفاد. وبعض الحيوان يسفد ويلد فى الخريف والشتاء، مثل بعض أجناس الطير وما يأوى فى الماء. وأما الإنسان فهو يجامع فى كل حين. وكثير من الحيوان الذى يأوى مع الناس ويستأنس بهم — لحال الدفء والخصب، ولا سيما الحيوان الذى يحمل زماناً يسيراً مثل الخنزير والكلب وكل ما يلد مراراً شتى فى العام الواحد — 〈حالها كحال الإنسان〉. وكثير من الحيوان لا يسفد فى كل حين بل إذا تمت مؤونة جرائها، فهى تفعل ذلك بالأركان الطباعى. فأما الرجال فإنهم يشتاقون إلى كثرة الجماع فى الشتاء. فأما الإناث ففى الصيف. (٥٤٢ ب).

فأما أجناس الطير فهى تسفد فى أوان الربيع ومدخل الصيف. وفى ذلك الأوان يكون وضعه البيض وخروج فراخه، ما خلا الطير البحرى الذى يسمى باليونانية القوون [αλκυων] فإن ذلك الطائر يبيض البيض ويفرخ فى زمان مدخل الشتاء، ويقوم أربع عشرة ليلة قبل أن تتم فراخه سبعة منها قبل الزوال الشتوى، والسبعة الباقية بعد الزوال، كما ذكر سيمونيدس [١٢٠] الحكيم فى كتابه: 〈لما أنشأ زيوس فى شهر الشتاء أربعة عشر يوماً من الهدوء، ذلك الفصل الخالى من الريح، سماه أهل الأرض المرضع المقدس للألقوون المتعدد الألوان〉 وربما كانت تلك الأيام ساجية إذا كانت ريح الجنوب تهب فى أوان الزوال وكانت الريح التى تهب فى غيبوبة (= مغيب) الثريا شمالاً. وهذا الطائر يعشش فى سبعة أيام، وفى السبعة الباقية يبيض ويفرخ كما يصف أهل الخبرة بحاله. 〈وفى بلادنا لا يوجد دائماً أيام القوونية فى أوان الانقلاب الشتوى، بينما فى بحر صقلية يوجد دائماً تقريباً أيام القوونية〉. وهذا الطير يبيض خمس بيضات.