Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈التولد التلقائى لأشواك البحر والاسفنج〉

وكمثل ما تتولد أصناف الحيوان الخزفى، كذلك يتولد [١٣٢] الحيوان الذى ليس له خزف مثل الغمام، والذى يسمى قنيدا [κνιδαι]: فإنها تتولد فى شقوق الصخور.

والأقنيدا جنسان: فما يتولد منها فى المواضع العميقة لا يفارق تلك الصخور؛ فأما التى تتولد فى المواضع الملس التى لا عمق لها فهى تنتقل من أماكنها وترعى. والحيوان الذى يسمى ليبادس λεπαδεσ ينتقل من موضعه.

وفى أماكن الغمام — أى السفنج — يكون حيوان آخر يسمى پنوفولاكس πιννοΦυλακεσ، وهو حيوان صغير شبيه بعنكبوت. وهو فى تلك المواضع ثابت يفتح فاه قبل أن يصيد شيئاً من السمك، فإذا دخل فيه شىء منه أغلق فاه.

وفى الغمام ثلاثة أصناف: أما الصنف الواحد فسخيف متخلل، وأما الآخر فصفيق، والصنف الذى هو الثالث الذى يسمى اخليوس ΑΧιλλειον دقيق صفيق قوى جداً، ولذلك يضعونه تحت بيض الحديد وتحت ساقى الحديد. فإذا أصابت الحديدة ضربة سيف أو غير ذلك من آلة الحرب، لا يكون لها دوى ولا ضرر شديد. وهذا الصنف قليل جداً.

وجميع ما ذكرنا ينبت ويتولد فى الصخور أو فى الحجارة التى فى الشط. وهى ترعى فى الحمأة. والدليل على ذلك من قبل أنه إن أحس بالذى يريد أخذه ويريد قلعه من موضعه، يجتمع إلى ذاته ويكون قلعه عسراً جداً. وهو يفعل مثل هذا الفعل أيضاً إذا هبت ريح عاصفة وتموج البحر، لكيما لا يقع فى موضعه. ومن الناس من يشك فى ذلك مثل الذين يسكنون البلدة التى تسمى باليونانية طورونى Τορωνη.

ويكون فى هذا الغمام دود وغير ذلك. وإذا انتزع من مكانه يأكل السمك الصغير الذى يكون فى الصخور وما بقى من أصوله. وإن انشق جزء من ذلك الغمام ووقع، نبت أيضاً من الباقى مثله وامتلأ.

وأكثر الغمام يكون السخيف. وهو كثير فى ناحية البلدة التى تسمى لوقيا Λυκια فأما الغمام [١٣٣] الصفيق فهو ألين. فأما الصنف الثالث الذى يسمى اخيللاؤى ΑΧιλλειυι فهو أصلب وأقوى من هذين الصنفين. وبقول عام: يكون الغمام لينا جداً فى الأماكن العميقة الكثيرة الصخور؛ إلا أنً الرياح والبرد مما يعين على جساوته، كما يعرض لغيره من النبات، ويمنع كثرة النشوء. ولذلك يكون الغمام الذى فى البلدة التى تسمى اليسپنطوس Ελλησποντοσ خشناً صفيقاً. فجساوته ولينه يكون بقدر الدفء والبرد الغالب على ذلك الموضع. وهو يعفن ويفسد فى المواضع الحارة جداً، كما يعرض لسائر النبات. ولذلك يجود جداً ما كان منه فى الصخور الناتئة البحرية القريبة العمق، فإن مزاجها جيد، لحال قرب العمق. — والغمام إذا كان حياً غير مغسول يكون أسود اللون، وليس هو لاصق بالصخور بجزء واحد من أجزاء جثته، ولا بجميع جثته، لأن فى جسده سبلاً خالية، وعليه مثل صفاق ممتد فى الناحية السفلى. والجزء الذى به يلصق بالصخرة أكبر من غيره. فأما من الناحية العليا فجميع السبل مغلقة، وإنما يستبين منها أربعة أو خمسة. ولذلك يزعم بعض الناس أن بتلك السبل يقبل طعمه.

وفى الغمام جنس آخر، وهو الذى يسمى «غير مغسول» لأنه لا يستطاع أن يغسل وسبله عظيمة، فأما غير السبيل من جثته فهو صفيق جداً. وإذا قطع يكون أكثر صفاقة ولزوجة من الغمام، ويوجد شبيهاً بخلقة رئة. وقد أقر جميع الناس أن لهذا الجنس حساً، وأنه يبقى زماناً كبيراً. وهو بين فى البحر، لأن بينه وبين الغمام فى اللون اختلافاً، من قبل أن الغمام أبيض اللون، إذا خليت عنه الحمأة، فأما هذا الجنس فهو أسود اللون.

فقد وصفنا حال مولد الغمام وسائر الحيوان الذى جلده فى الخشونة شبيه بالخزف.