Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: In Hippocratis De Officina Medici (On Hippocrates' Surgery)

ألما ووجعا يمكن أن يحدث عنه ورم أمعن حتى يصير إلى موضع العلة ولا يزال فى إمعانه يسلس ويقل شدته أول فأول وهاهنا ... أخرى هى مما يطعن به على تفسير هؤلاء وهى أن ربط الرجل الصحيحة مع الرجل العليلة لا معنى له بحسب تفسيرهم وذلك أنهم زعموا أن ابقراط إنما يستعمل الرباط هاهنا ليذوب به الأعضاء التى قد دقت ونهكت ذوبانا يسيرا وهذا شىء معا أن رباط الرجل الأخرى لا ينتفع به فيه قد يضر أيضا لأن الدم الذى كان يصل إليها قبل الرباط يندفع ويصير كله فى وقت الرباط إلى الرجل العليلة والمثالات التى تمثلوا بها مثالات سوء والأمر فى رداءتها واضح وذلك أنه ليس منها واحد يشبه المعنى الذى قصد ابقراط ليخبرنا به ويعلمناه وذلك أن المعنى والرأى الذى عليه مبنى الأمر فى أصحاب الغثيان وتقلب النفس قائم صحيح أنا إنما نداويهم بدواء القىء لأنا نريد أن نخرج عن المعدة فى دفعة واحدة جميع الرطوبة التى عنها يحدث ذلك الغثيان والتهوع إذ كانت رطوبة الأمر فيها معلوم أنها متشبثة بجرم المعدة تشبثا يعسر تخلصها منه وكذلك متى كانت تتحلب وتنصب إلى المعدة رطوبات حادة تجرى إليها أولا فأولا فتزعجها وتحركها على الخروج فلاستفراغ هذه الرطوبات معنى قائم يصح فى القياس كما أن الرطوبة التى تحدث سعالا كثيرا يستنظف وينقى منها الصدر دفعة بالأدوية