Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: In Hippocratis De Officina Medici (On Hippocrates' Surgery)

غرض واحد عام فحق للمفسرين أن يظنوا أن المعنى الذى يدل عليه كل واحد من هذين أعنى الدعامة والمسند هو معنى شىء واحد وقد أصبنا نحن أيضا فى استعمالنا هذين الاسمين مرارا كثيرة فى طريق واحد لا خلاف فيه والغرض العام فيها الذى ذكرته قبل هو أن تكون الأعضاء عند الحركات لا تهتز ولا ترتج ولكن لما كان بينهما فرق فى النوع هو هذا الذى ذكرته قريبا صرنا متى استقصينا فى إعطاء الكلام حقوقه قلنا إن المساند هى جميع الأشياء الخارجة عن الرباط والدعائم هى الأشياء الداخلة فى الرباط وقد يفرق بينهما أيضا من هذا الوجه أن الأشياء التى ترفق بها الأعضاء التى تتحرك حركة اضطرارية وهى التى ليس الأمر إلينا فى تسكين حركتها نحن نسميها مساند والأشياء التى ترفق بها الأشياء التى لا حركة لها نحن نسميها دعائم من ذلك أن الرجل واليد الأمر إلينا فى تحريكها وأما الصدر وأغشية الدماغ فليس الأمر لنا فى حركتهما وكذلك أيضا الاختلاج الحادث فى الأعضاء ليس أمره إلينا كما ليس الأمر إلينا فى السعال ولا فى العطاس ولا فى الفوارق وإن كان قد يمكننا أن نتصابر لهذه وندافع بها مدة طويلة فإنهما على حال إذا كانت الأسباب الفاعلة لها قوية قهرتنا واضطرتنا فى آخر الأمر إليها وليس يقدر على ضبط نفسه عند حدوثها ويحتملها ويدفعها حتى لا تكون إلا من كان من