Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: In Hippocratis Epidemiarum librum I (On Hippocrates' Epidemics I)

κακὰ καὶ ὠμὰ τὰ [δὲ] ὑφιϲτάμενα, καὶ κάκιϲτα ταῦτα πάντων.

Ἃ καθόλου διὰ τοῦ Προγνωϲτικοῦ γράμματοϲ ἐδίδαξε, ταῦτα μὲν νῦν ὡϲ ἐπὶ παραδειγμάτων διὰ τῶν κατὰ μέροϲ πιϲτοῦται· προεξηγη- ϲάμενοι δὲ τὰ κατὰ τὸ Προγνωϲτικὸν οὐδὲν ἔτι δεόμεθα περὶ τῆϲ ϲυμφωνίαϲ τούτων πρὸϲ ἐκεῖνα λέγειν ἐναργῶϲ φαινομένηϲ· ἐδείχθη γὰρ ἡμῖν ἐν ἐκείνοιϲ ὠμῶν καὶ ἀπέπτων χυμῶν ϲημεῖα τὰ τοιαῦτα.

Βῆχεϲ δὲ παρείποντο τοῖϲ πυρε- τοῖϲι. γράψαι δὲ οὐκ ἔχω βλάβην οὐδ’ ὠφελείην γενο- μένην διὰ βηχὸϲ τότε.

*** τῆϲ πλεονεξίαϲ τῶν χυμῶν ἐκκαθαιρομένηϲ εἰώθαϲιν αἱ βῆχεϲ ϲυμφέρειν.

Χρόνια μὲν οὖν καὶ δυϲχερέα καὶ πάνυ ἀτάκτωϲ καὶ πεπλανημένωϲ καὶ ἀκρίτωϲ τὰ πλεῖϲτα τούτων διετέλει γινόμενα καὶ τοῖϲι πάνυ ὀλεθρίωϲ ἔχου- ϲι καὶ τοῖϲι μή. εἰ γάρ τιναϲ αὐτέων διαλίποι ϲμικρά, ταχὺ πάλιν ὑπέϲτρεφεν. ἔϲτι δ’ οἷϲιν ἔκρινεν αὐτῶν ὀλί- γοιϲιν, οἷϲι τὰ βραχύτατα γένοιτο, περὶ ὀγδοηκοϲτὴν ἐοῦϲι, καὶ τούτων ἐνίοιϲ ὑπέϲτρεψεν, ὥϲτε κατὰ χει- μῶνα τοὺϲ πλείϲτουϲ αὐτῶν ἔτι νοϲεῖν. τοῖϲι δὲ πλεί- ϲτοιϲιν ἀκρίτωϲ ἐξέλειπεν.

Εὔδηλόν ἐϲτιν ὅτι τοῦ δευτέρου χειμῶνοϲ μέμνηται νῦν οὗτοϲ, οὐ τοῦ προτέρου κατὰ τὴν ἀρχὴν αὐτῷ λελεγμένου τῆϲ ὅληϲ κατα-

‌رديئاً نيّاً. وهذا البول هو أردأ جميع الأبوال.

قال جالينوس: إنّ أبقراط يصحّح الآن الأقاويل الكلّيّة التي وصفها لك في كتابه في تقدمة المعرفة بمثالات من الأشياء الجزئيّة. وإذ كنت قد تقدّمت ففسّرت كتابه في تقدمة المعرفة، فلست أحتاج أن أذكر شيئاً في موافقة ما وصفه في هذا الكتاب لِما وصفه في ذلك الكتاب، إذ كانت ظاهرة بيّنة. فقد بيّنّا في ذلك الكتاب أنّ هذه الأبوال التي وصفها إنّما تكون إذا كانت في الأبدان أخلاط نيّة غير نضيجة.

قال أبقراط: وقد كان يلحق الحمّيات سعال، ولست أقدر أن أقول إنّه كان يكون من ذلك السعال الذي كان يعرض في ذلك الوقت لا مضرّة ولا منفعة.

قال جالينوس: إنّ «السعال الذي عرض في ذلك الوقت» لم يكن له أصل من فضل انصبّ إلى الرئة أو إلى شيء من آلات التنفّس، لكنّه إنّما كان من قبل مزاج الهواء فقط، وذلك أنّه لمّا كان بارداً شماليّاً، وجب أن يضرّ بالحلق وما يليه. ولذلك لمّا كانت الآفة إنّما نالت هذه المواضع فقط، إنّما كان حدوث السعال على طريق الشيء العارض فلم يكن يحدث منه ضرر بتّة، لأنّه لم يكن في آلات التنفّس علّة. ولم تكن تحدث أيضاً منه منفعة، لأنّه لم يكن في تلك الآلات شيء من فضل الأخلاط فتكون المنفعة باستفراغه ونقاء تلك الآلات منه، وليس من شأن السعال أن ينفع إلّا على هذا الوجه.

قال أبقراط: ولم تزل هذه الأمراض تكون فتطول مدّتها وتستصعب، ويختلف نظامها جدّاً ويخلط، ولا يأتي فيها بحران على الأمر الأكثر. وكانت هذه حالها فيمن كانت حاله حال هلاك وفيمن لم تكن تلك حاله، وذلك أنّه كان، وإن سكن بعضها بعض السكون، فإنّه كان يعاود سريعاً. ومنهم قوم يسير كان يصيبهم بحران ممّن كان مرضه أقلّ تلك الأمراض، ثمّ كان المرض يعاود بعض أولائك أيضاً نحو الثمانين، حتّى امتدّ بأكثرهم المرض في الشتاء أيضاً. وكانت الأمراض في أكثرهم تقلع من غير بحران.

قال جالينوس: لسنا نشكّ في أنّ ذكر أبقراط في هذا الموضع إنّما هو للشتاء الثاني، لا للشتاء الأوّل الذي ذكره في صفته بحال الهواء في تلك السنة كلّها.‌