Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: In Hippocratis Epidemiarum librum I (On Hippocrates' Epidemics I)

‌وعلى هذا الطريق يكون تصديقنا لِما بيّنه إيفرخس في مقدار عظم الشمس والقمر وبُعدهما من الأرض، فأصحّ شهادة ما يحدث من الكسوف في وقت بعد وقت عليه.

فإذا كان قد تبيّن من البراهين الهندسيّة، يزداد تأكيداً وصحّة إذا شهدت عليه الأشياء الجزئيّة المحسوسة. فكم بالحريّ ما يستخرج في الطبّ بالقياس من الأمور العامّيّة، إذا هو جُرّب واختبر بعواقب الأمور الجزئيّة، تكون معرفته أصحّ وآكَد. ونحن مبيّنون أنّ ذلك يكون في هذا الكتاب على هذا المثال الذي وصفت.

قال أبقراط: كان بثاسس في الخريف فيما بين الاستواء ونوء الثريّا أمطار كثيرة متواترة ليّنة مع جنوب.

قال جالينوس: إنّي سأبيّن فيما بعد أنّ طبيعة البلد ممّا قد ينتفع بمعرفته في معرفة الأمراض الحادثة لأهل ذلك البلد بأسره على خلاف ما اعتادوا. وأمّا الآن فإنّي أفسّر أوّلاً لفظ أبقراط في قوله «ما بين الاستواء ونوء الثريّا».

فأقول إنّ الاستواء يكون في السنة مرّتين وللثريّا أيضاً نوآن. وقد دلّ أبقراط بإلحاقه في قوله «في الخريف» أيّ الاستوائين عنى وأيّ النوئين، وذلك أنّ أحد الاستوائين يكون في الربيع وذلك الاستواء هو ابتداء الربيع في بلدنا، أيْ هذا الذي نسكنه، وأمّا آخر الربيع وانقضاؤه فهو طلوع الثريّا. فأمّا الاستواء الآخر فيكون في الخريف، وفيه يكون أيضاً غروب الثريّا.‌‌