Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: In Hippocratis Epidemiarum librum I (On Hippocrates' Epidemics I)

ومن قسم السنة على سبعة أوقات يجعل هذا الجزء الأوّل من الصيف ما بين طلوع الثريّا وبين طلوع الشعرى العبور. ويجعل هذا الجزء الثاني من الصيف، وهو الوقت الذي قلت إنّه يُعرَف «بوقت الفاكهة»، ما بين ذلك الوقت وبين طلوع السماك الرامح. وهؤلاء القوم يقسمون الشتاء أيضاً إلى ثلاثة أقسام، فيجعلون القسم الأوسط منه ما يلي المنقلب الشتويّ، ويجعلون القسم الذي قبل هذا من الشتاء «وقت الزراعة»، ويجعلون الوقت الذي بعد الوقت الأوسط «وقت الغروس».

وقد نجد أيضاً في كتاب الأسابيع الذي قد يُنحله أبقراطُ السنة قد قُسمت بسبعة أقسام. فتُرك كلّ واحد من الخريف والربيع على حاله فلم يُقسَم، وقُسم الشتاء بثلاثة أقسام والصيف بقسمين. وقد ينتفع بهذه القسمة على ما سنبيّن فيما بعد.

وينتفع أيضاً بقسمة السنة إلى أوقات الأربعة، كما سنبيّن ذلك أيضاً، بل لا ينبغي أن نقول إنّا سنبيّن ذلك، لكن نقول إنّ أبقراط قد بيّن ذلك حيث أوجب أنّ غلبات الأخلاط وأنواع الأمراض وأصناف مزاج الهواء التي هي أصل غلبات الأخلاط وأصناف الأمراض أربعة أصناف. وذلك أنّه وإن قسم قاسم المدّة التي فيما بين طلوع الثريّا وبين طلوع السماك الرامح قسمين، فإنّه على حال قد تعمّ تلك المدّة كلّها أنّ الهواء فيها أجفّ وأسخن من المزاج المعتدل. وكذلك أيضاً قد يعمّ الشتاء كلّه أنّه أبرد وأرطب من المزاج المعتدل، وإن قُسم بثلاثة أقسام.

فأصناف اختلاف المزاج العظيمة العامّيّة تقسم أوقات السنة بأربعة، وأصناف اختلافه اليسيرة الخاصّيّة في كلّ واحد من تلك الأصناف العامّيّة في الكثرة والقلّة تقسم الصيف بقسمين وتقسم الشتاء بثلاثة أقسام. والسبب في قسمة هذين الوقتين دون الوقتين الآخرين من أوقات السنة طول مدّة كلّ واحد منهما. وذلك لأنّ الزمان الذي بين طلوع الثريّا وبين طلوع السماك الرامح يكون أربعة أشهر والزمان الذي بين غروب الثريّا وبين الاستواء الربيعيّ يكون أكثر من أربعة أشهر، وأمّا زمان الربيع فليس يتمّ شهرين، فلذلك بالواجب ترك فلم يقسم.‌