Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: In Hippocratis Epidemiarum librum I (On Hippocrates' Epidemics I)

‌وليس يقال على ذلك الآخر الجميع.

ولكن قد ينبغي أن يعلم أنّه إنّما يعني بقوله «إنّه مات من النساء عدد كثير من هذا الصنف» وليس يقيس كثرتهنّ بالرجال، لأنّه قد قال فيما تقدّم: «إنّه مرض من النساء عدد كثير، إلّا أنّ من مرض من النساء كان أقلّ عدداً ممّن مرض من الرجال، ومن مات منهنّ أيضاً كان أقلّ»، لكنّه إنّما قوله في هذا الموضع على هذا النحو: «إنّ أكثر من مات من النساء اللاتي أصابتهنّ الأمراض التي تقدّم ذكرها من كان منهنّ من الصنف التي تقدّمت صفته».

قال أبقراط: ومن كان يتخلّص من مرضه في تلك الحال من الهواء كان تخلّصه يكون خاصّة بهذه الأربعة الأعلام: إمّا برعاف محمود يصيبه، وإمّا بأن يجيئه بطريق المثانة بول كثير فيه ثفل كثير حسن، وإمّا بأن يستطلق بطنه في الوقت الذي ينبغي فيخرج منه مرار، وإمّا بأن يصيبه اختلاف دم. وعرض لكثير منهم أن لم يكن بحرانه بواحد من هذه الأعلام التي ذكرنا، لكن بأن أصابته كلّها، بل كانت هذه حال أكثرهم. وكانت حالهم تخيّل أنّ أمرهم أغلظ وأشدّ أذىً ومكروهاً، إلّا أنّ جميع من عرض له ذلك تخلّص، وما يتلو ذلك.

قال جالينوس: إنّ هذا القول قول بيّن واضح، وكذلك القول الذي يتلوه الذي يصف فيه أمر النساء. وإنّما قوله هذا جملة وصف فيها أنّ بعض من تخلّص ممّن مرض في تلك الحال تخلّص «برعاف»، وبعضهم «ببول وباختلاف»، وبعضهم بأنّ الفضل الذي كان سبب مرضه اندفع إلى الأمعاء فأحدث «اختلاف دم».

قال أبقراط: من جرى من عينيه في حمّى حادّة محرقة دموع من غير إرادة فتوقّعْ أن يحدث له رعاف إن لم تكن سائر أماراته أمارات هلاك. فإنّه إذا كانت حال المريض حالاً رديئة، فليس يدلّ ذلك على رعاف، لكنّه يدلّ على موت.

قال جالينوس: إنّ هذا وآخر من أعلام «الرعاف» قد كان أغفل ذكره فيما تقدّم فذكره الآن. وهذا القول قول بيّن‌