Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: In Hippocratis Epidemiarum librum I (On Hippocrates' Epidemics I)

وقد يسمّى المرض الذي يشتمل على جماعة كثيرة في وقت واحد في بلد واحد على خلاف ما اعتاد أهله، كما قلت قبيل، «إبيذيمي» بسبعة أحرف ويسمّى أيضاً «إبيذيمين» بثمانية أحرف.

فينبغي أن تكون ذاكراً لِما وصفنا من هذا عندما نذكر فيما بعد وتعلم أنّ الأمراض منها أمراض تعمّ كثيراً من الناس ومنها أمراض تخصّ واحداً من الناس، وأنّ الأمراض العامّيّة منها ما يخصّ أهل بلد واحد — ويقال لها «بلديّة» — ومنها ما لا يخصّ أهل بلد واحد، وأنّ أصعب هذه الأمراض أمراض الموتان، وأنّ علّة أمراض الموتان إنّما هي حال تحدث للهواء، مثل سائر الأمراض التي يقال لها «إفيذيميا». ولذلك وصف أبقراط في هذا الكتاب حالات من حالات الهواء حدث عنها موتان مثل الحال التي ذكرها في المقالة الثالثة من هذا الكتاب، لأنّ المرض العارض في الموتان هو جنس الأمراض العامّيّة لأهل بلد واحد في وقت واحد على خلاف عادتهم.

فهذا ما كان ينبغي أن نقدّمه قبل تفسيري لشيء شيء ممّا قاله أبقراط.

وأنا مقبل على تفسير كلام أبقراط بعد أن أقدّم ذكر شيء قد كتبته في كثير من كتبي، وهو أنّي حثثت من يريد تعلّم الطبّ أن يرتاض في الأشياء الخاصّيّة ممّا يحسّ فيتقدّم فيعلمها علماً. وقد قال أصحاب التجارب إنّ هذه الأشياء الجزئيّة هي أصل معرفة الأشياء الكلّيّة؛ وإنّ المعاني الصحيحة إنّما هي المعاني التي كان قوامها بالتجربة. وإنّه وإن كان نظنّ أنّ كثيراً من المعاني استخرجت بالقياس، فإنّ حقيقتها إنّما تتعرّف بالتجربة وبها تصحّ وتثبت.‌