Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: In Hippocratis Epidemiarum librum I (On Hippocrates' Epidemics I)

‌الأذنين» في اليوم السابع عشر، «وعرض له الذرب» في اليوم الواحد والثلاثين، وابتدأ به «وجع الورك الأيمن» في اليوم السابع والعشرين. فدفعت الطبيعة في ذلك اليوم الفضل إلى أسفل، إلّا أنّها لم تكن بعد قويت على أن تُنفذه فتُخرجه من البطن كما قويت من بعد أن جازت أربعة أيّام من ذلك اليوم. وقد وصفنا قبيل أنّ في يوم العشرين أيضاً قد كان بحران ناقص، ففي هذا دليل على أنّ الأشياء التي تظهر عياناً في المرضى تشهد على صحّة أدوار أيّام البحران.

قصّة امرأة دروميادس:

قال أبقراط: امرأة دروميادس ولدت بنتاً، وكان جميع أمرها في اليوم الأوّل على ما ينبغي. فلمّا كان في الثاني أصابها نافض وحمّى حادّة. وابتدأ بها منذ أوّل يوم من مرضها وجع فيما دون الشراسيف، وكان بها كرب وقلق، ولم تنم ليلتها ولا في الليلة التي بعدها. وكان نفسها نفساً متفاوتاً عظيماً، وانجذب ما دون الشراسيف على المكان إلى فوق. ثمّ إنّها في اليوم الثاني من اليوم الذي أصابها فيه النافض انحدر من بطنها براز على ما ينبغي، وبالت بولاً أبيض ثخيناً كدراً منثوراً، كما يكون في البول إذا حرّك حتّى يتثوّر [و]‌بعد أن يكون قد سكن وصفا، وكان يلبث موضوعاً مدّة طويلة فلا يسكن ويصفو. ولم تنم ليلتها تلك. فلمّا كان في اليوم الثالث نحو انتصاف النهار أصابها نافض وحمّى حادّة، وكان بولها شبيهاً بما وصفت، وكذلك الوجع فيما دون الشراسيف والكرب، وباتت ثقيلة ولم تنم، وعرق بدنها كلّه عرقاً بارداً دائماً، ثمّ إنّها عادت سريعاً فسخنت. فلمّا كان في الرابع خفّ قليلاً ما كانت تجده فيما دون الشراسيف، وأصابها ثقل في الرأس مع وجع، وأسبتت، وقطر من منخريها دم يسير، وأصابها جفوف في لسانها وعطش، وبالت بولاً يسيراً رقيقاً دهنيّاً، ونامت نوماً يسيراً. وأصابها في الخامس عطش وكرب، وكان بولها شبيهاً بما وصفت، ولم ينحدر من بطنها شيء. فلمّا كان نحو انتصاف النهار اختلط عقلها اختلاطاً شديداً، ثمّ عاودها عقلها سريعاً ففهمت قليلاً وكانت لا تزال تنتبه، ثمّ تسبت، وعرض لها برد. وكان نومها بالليل يسيراً، واختلط عقلها. فلمّا كان في اليوم السادس منذ أوّله أصابها نافض، ولم تلبث أن سخنت، ولم تزل أطرافها باردة في مرضها كلّه، وعقلها يختلط، ونفسها عظيم متفاوت، ثمّ من بعد قليل ابتدأ بها تشنّج من رأسها، ولم تلبث أن ماتت.‌‌