Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: In Hippocratis Epidemiarum librum I (On Hippocrates' Epidemics I)

‌في ثلاث أو أربع ساعات، ثمّ سكن على المكان، فهذا هو المطر الذي يسمّيه «غزيراً جوداً». وأقول إنّ مطراً آخر ابتدأ قليلاً قليلاً، ثمّ تزيّد قليلاً قليلاً ولم تزل تلك حاله النهار كلّه والليل كلّه، ثمّ انتهى منتهاه، ثمّ نقصت كثرته قليلاً قليلاً في نهار اليوم الثاني كلّه حتّى سكن، فهذا المطر لسنا نسمّيه «غزيراً» ولا «جوداً»، لكنّا نسمّيه «مطراً قويّاً».

فكان في ذلك الشتاء الذي وصفه أبقراط في أوقات منه أمطار «غزيرة» وفي أوقات أخر أمطار «قويّة»، وكانت فيما بينهما فترات كثيرة يصفو فيها الهواء ويصحو. فإنّ ذلك موافق لِما قال أبقراط: «إنّه كانت أيّام صحو فيما بين ذلك كثيرة».

وقال إنّه كانت في الشتاء «ثلوج» ولم يخبر هل كانت تلك الثلوج كثيرة أم قليلة، لأنّها لم تكن تنسب لا إلى القلّة ولا إلى الكثرة، لأنّها كانت على نحو العادة كانت في تلك المدينة. ولذلك استثنى فقال: «إنّ البرد لم يكن بمبكّر».

وسائر ما وصفه أيضاً فيما بعد يدلّ على أنّ ذلك الشتاء كلّه كان بارداً رطباً. ومن طبيعة الشتاء أن يكون كذلك، إلّا أنّ رطوبته كانت في ذلك الوقت أزيد ممّا ينبغي. وقال أيضاً في «الربيع» إنّه «كان مطيراً شماليّاً» وكان مع ذلك «كثير الغيوم»، ثمّ كان الصيف كالمعتدل، ثمّ من بعد الصيف «نحو طلوع السماك الرامح كانت أمطار كثيرة مع رياح شماليّة». ثمّ من بعد ذلك أجمل أبقراط أمر تلك الحال فقال: «فلمّا كانت السنة كلّها رطبة باردة شماليّة».

قال أبقراط: وريح عاصف وغيوم في السماء.

قال جالينوس: إنّ أبقراط استعمل اسم «السماء» في هذا الموضع على ما بدت عليه عادة العامّة فسمّى به الجوّ الذي فوقنا إلى موضع الغيوم. وأمّا السماء في كلام المنجّمين والفلاسفة فابتداؤها من موضع القمر.

وأمّا الاسم الذي سمّى به أبقراط في هذا الموضع الريح العاصف، وهو «لالَبْس»، فيسمّون به الرياح الشديدة القويّة التي تكون بغتة، وخاصّة إذا كان معها مطر «جود».

قال أبقراط: فلمّا كانت السنة كلّها رطبة باردة شماليّة، أمّا في الشتاء فكانت أبدانهم في أكثر الحالات صحيحة. فلمّا كان في أوّل الربيع، نالت كثيراً منهم أو أكثرهم أمراض.

قال جالينوس: قد بيّنّا فيما تقدّم أنّ أبقراط إنّما يبتدئ في الاقتصاص عن الحالات التي حدثت للهواء‌

‌في ثلاث أو أربع ساعات، ثمّ سكن على المكان، فهذا هو المطر الذي يسمّيه «غزيراً جوداً». وأقول إنّ مطراً آخر ابتدأ قليلاً قليلاً، ثمّ تزيّد قليلاً قليلاً ولم تزل تلك حاله النهار كلّه والليل كلّه، ثمّ انتهى منتهاه، ثمّ نقصت كثرته قليلاً قليلاً في نهار اليوم الثاني كلّه حتّى سكن، فهذا المطر لسنا نسمّيه «غزيراً» ولا «جوداً»، لكنّا نسمّيه «مطراً قويّاً».

فكان في ذلك الشتاء الذي وصفه أبقراط في أوقات منه أمطار «غزيرة» وفي أوقات أخر أمطار «قويّة»، وكانت فيما بينهما فترات كثيرة يصفو فيها الهواء ويصحو. فإنّ ذلك موافق لِما قال أبقراط: «إنّه كانت أيّام صحو فيما بين ذلك كثيرة».

وقال إنّه كانت في الشتاء «ثلوج» ولم يخبر هل كانت تلك الثلوج كثيرة أم قليلة، لأنّها لم تكن تنسب لا إلى القلّة ولا إلى الكثرة، لأنّها كانت على نحو العادة كانت في تلك المدينة. ولذلك استثنى فقال: «إنّ البرد لم يكن بمبكّر».

وسائر ما وصفه أيضاً فيما بعد يدلّ على أنّ ذلك الشتاء كلّه كان بارداً رطباً. ومن طبيعة الشتاء أن يكون كذلك، إلّا أنّ رطوبته كانت في ذلك الوقت أزيد ممّا ينبغي. وقال أيضاً في «الربيع» إنّه «كان مطيراً شماليّاً» وكان مع ذلك «كثير الغيوم»، ثمّ كان الصيف كالمعتدل، ثمّ من بعد الصيف «نحو طلوع السماك الرامح كانت أمطار كثيرة مع رياح شماليّة». ثمّ من بعد ذلك أجمل أبقراط أمر تلك الحال فقال: «فلمّا كانت السنة كلّها رطبة باردة شماليّة».

قال أبقراط: وريح عاصف وغيوم في السماء.

قال جالينوس: إنّ أبقراط استعمل اسم «السماء» في هذا الموضع على ما بدت عليه عادة العامّة فسمّى به الجوّ الذي فوقنا إلى موضع الغيوم. وأمّا السماء في كلام المنجّمين والفلاسفة فابتداؤها من موضع القمر.

وأمّا الاسم الذي سمّى به أبقراط في هذا الموضع الريح العاصف، وهو «لالَبْس»، فيسمّون به الرياح الشديدة القويّة التي تكون بغتة، وخاصّة إذا كان معها مطر «جود».

قال أبقراط: فلمّا كانت السنة كلّها رطبة باردة شماليّة، أمّا في الشتاء فكانت أبدانهم في أكثر الحالات صحيحة. فلمّا كان في أوّل الربيع، نالت كثيراً منهم أو أكثرهم أمراض.

قال جالينوس: قد بيّنّا فيما تقدّم أنّ أبقراط إنّما يبتدئ في الاقتصاص عن الحالات التي حدثت للهواء‌