Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Hippocrates: Prognosticon (Prognostic)

واما من سكنت عنه الحمى من غير ان يكون ظهرت فيه علامات تدل على انقضاء المرض ولا كان سكون حماه فى يوم من ايام البحران فانه ينبغى ان تتوقع له عودة مرضه عليه٭ ومن طالت به حماه وكان بحال سلامة وليس به الم من التهاب اصلا ولا من سبب آخر بين فينبغى أن يتوقع له خراج من ورم والم فى مفاصله وخاصة السفلية٭ واحرى ان تكون هذه الخراجات فى مدة من الزمان اقل لمن كان سنه دون الخمس وثلاثين سنة٭ وينبغى ان تتوقع الخراج منذ يجاوز المرض العشرين يوما. واما من كان اسن من اولائك فاقل ما تحدث به الخراجات اذا طالت حماه. وينبغى ان تتوقع مثل هذا الخراج متى كانت الحمى دائمة. وتتوقع انتقال الحمى الى الربع اذا كانت تغب وتعاود على غير نظام ويكون ذلك منها وقد قرب الخريف٭ وكلما تحدث الخراجات لمن كان سنه دون الخمس وثلثين سنة كذلك يحدث الربع لمن كان قد اتت عليه اربعون سنة او كان اسن منه٭ واما الخراجات فينبغى ان تعلم من امرها انها تكون فى الشتاء اكثر ويكون سكونها ابطأ وتكون معاودتها اقل٭

فاما من شكا فى حمى ليست بالقتالة صداعا او رأى امام عينيه شيئا اسود فانه إن اصابه مع ذلك وجع فى فؤاده فانه يحدث له قىء مرار. فان اصابه مع ذلك نافض وكانت النواحى السفلية مما دون الشراسيف منه باردة كان القىء اسرع اليه. فان تناول شيئا من الطعام فى ذلك الوقت او الشراب اسرع اليه القىء جدا٭ ومن بدأ به الوجع من هاؤلاء من اول يوم فانه احرى ان يشتد به فى اليوم الرابع والخامس. فاذا كان السابع ذهب عنه. فاما اكثرها فيبتدئ به الوجع فى اليوم الثالث ويشتد بهم خاصة فى اليوم الخامس. ثم يذهب عنهم فى اليوم التاسع او فى اليوم حادى عشر. ومنهم من يبتدئ به الوجع فى اليوم الخامس ثم يكون سائر احوالهم على قياس الذين تقدموهم ثم ينقضى مرضهم فى اليوم الرابع عشر٭ وهذه الاشياء تكون فى الرجال والنساء فى حميات الغب خاصة. فاما فيمن هو احدث سنا من اولئك فقد تحدث له تلك الاشياء فى تلك الحميات الا ان حدوثها فى الحميات التى هى ادوم اكثر وفى حميات الغب الخالصة اقل٭ فاما من اصابه فى مثل هذه الحميات صداع واصابه فى عينيه مكان السواد الذى يراه امامها غشاوة او رأى امام عينيه شبيها باللمع واصابه مكان وجع الفؤاد تمدد فيما دون الشراسيف من الجانب الايمن او الايسر من غير وجع ولا تلهب فتوقع لهذا انبعاث دم من منخريه مكان القىء. وتوقع خاصة فى مثل هذا الموضع لمن كان احدث سنا أنفجار الدم. واما من كان قد ناطح الستين سنة ومن كان اسن منه فيكون توقعك له انفجار الدم اقل. لكنه ينبغى لك ان تتوقع له القىء٭ واما الصبيان فيعرض لهم التشنج متى كانت حمياتهم حادة وكانت بطونهم مغتلقة وكانوا يسهرون ويتفزعون ويبكون وتحول الوانهم فتصير الى الخضرة او الى الحمرة او الى الكمودة. واسهل ما تكون هذه الاشياء للصبيان الذين هم فى غاية الصغر الى ان ينتهوا الى سبع سنين. واما الصبيان الذين هم اكبر من هؤلاء وللرجال فانه لا يعرض لهم فى حمياتهم التشنج متى لم يحدث لهم من الدلائل شىء ما هو فى غاية القوة وفى غاية الرداة مثل الدلائل التى تحدث فى السرسام٭