Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Hippocrates: Prognosticon (Prognostic)

فانه ان كان الامر كذلك فان التقيح من جانب واحد٭ وقد ينبغى ان تتعرف جميع اصحاب التقيح بهذه الدلائل. اما اول الامر فان الحمى لا تفارقهم لكنها النهار تكون رقيقة فاذا كان الليل كانت ازيد ويعرقون عرقا كثيرا ويستريحون الى السعال ولا ينفثون شيئا يعتد به وتعوران العينان وتحمران الوجنتان وتنعقف الاظافر فى اليدين وتسخن الاصابع وخاصة اطرافها وتحدث فى القدمين اورام تكون ثم تسكن ولا يشتهون الطعام وتحدث فى ابدانهم نفاخات٭

وما تطول مدته من التقيح فانه تظهر فيه هذه العلامات وينبغى ان تثق بها غاية الثقة. واما ما كان منها قصير المدة فينبغى ان تنظر هل يظهر فيها شىء من تلك الدلائل التى تكون فى الابتداء وتنظر ايضا إن كان نفس ذلك الانسان بحال هى اردى٭ واما ما ينفجر من ذلك هل يكون انفجاره اسرع وابطأ فبهذه الدلائل ينبغى ان تتعرف ذلك. فان كان الالم يحدث منذ اول الامر وسوء التنفس والسعال ونفث البصاق لايزال باقيا فينبغى ان تتوقع الانفجار نحو العشرين يوما او قبل ذلك. فان كان الالم اهدى وجميع تلك الاشياء على قياس هذا فينبغى ان تتوقع التقيح بعد تلك المدة. ولا بد قبل نفث المدة ان يتزيد الالم وسوء التنفس ونفث البصاق٭ واكثر من يسلم من هؤلاء من فارقته الحمى من يومه بعد الانفجار واشتهى الطعام بسرعة ولم يكن به عطش وكان ما يخرج من بطنه يسيرا مجتمعا وكانت المدة التى ينفثها بيضا ملسا كلها بلون واحد وليس يخالطها شىء من البلغم وينقى بلا كد ولا سعال شديد. فمن كانت هذه حاله فانه يتخلص على افضل الوجوه وفى اسرع الاوقات. وبعد هذا من كان اقربه حالا. والذى يعطب من هؤلاء من لم تفارقه الحمى من يومه او وهمت انها قد فارقته ثم كرت عليه بعد ويكون به عطش ولا يشتهى الطعام ويكون بطنه لينا ويكون ما يخرج من المدة اخضر ويكون نفثه بلغميا زبديا. ومتى حدثت هذه الامور كلها فان صاحبها يعطب. واما من حدث به بعضها ولم يحدث به البعض فبعضهم يعطب وبعضهم يسلم على طول المدة. وقد ينبغى ان تستدل من جميع الدلائل التى توجد فى هؤلاء ومن سائر الدلائل كلها٭ فاما من حدثت به الخراجات من علل ذات الرئة عند الأننين وفى المواضع السفلية فان تلك الخراجات تتقيح وتنفجر وتصير نواصير واصحاب هذه العلل يتخلصون٭ وينبغى ايضا ان تنظر فى هذه الوجوه على هذا المثال. فمتى كانت الحمى لازمة وكان الالم لم يسكن وكان نفث البصاق لم ينبعث على ما ينبغى ولا كان الغالب على ما ينحدر من البطن المرار ولا كان منطلقا صرفا ولا كان البول كثيرا جدا وفيه ثفل راسب كثير وكانت سائر الدلائل كلها تدل على السلامة فقد ينبغى ان يتوقع لاصحاب هذه الحل حدوث مثل هذه الخراجات٭

وما يحدث من هذه الخراجات فى المواضع السفلية انما يحدث بمن يكون به فيما دون الشراسيف شىء من الالتهاب. وما يحدث منها فوق دون الشراسيف شىء من الالتهاب. وما يحدث منها فوق انما يحدث بمن كان ما دون الشراسيف منه خاليا من الغلظ والالم دائما ثم يعرض له سوء تنفس فلبث مدة ما ثم يسكن من غير سبب ظاهر٭ واما الخراجات التى تحدث فى الرجلين فى علل ذات الرئة القوية العظيمة الخطر فكلها نافعة. وافضلها ما كان حدوثه وما ينفث بالبصاق قد بان فيه التغير. وذلك انه متى كان حدوث الورم والالم بعد ان يكون ما ينفث بالبصاق قد تغير عن الحمرة الى حال التقيح وانبعث الى خارج كانت سلامة ذلك الانسان على غاية الثقة وكان الخراج يسكن حتى يذهب المه فى اسرع الاوقات٭