Quaestio I 2: De Colore (Problems and Solutions I 2: On Colour)
المستشف الذى بالقوة هو هيولى قابل للألوان المتضادة والمختلفة التى بينها.
والقول أيضا إن طبيعة المستشف هى لكل جرم ذى لون أو قابل للون، فأما الأجرام المستشفة 〈أو اللاتى فيها شىء مستشف〉 فأفقها ظاهر شىء محدود، فهى الأجرام الجاسئة الصلبة.
وذلك أن اللون بين ظاهر فى الأجرام الجاسئة المستشفة أعنى أن لكل جرم جاسئ يابس مستشف لونا ذاتيا وهو اللون الحق أعنى اللون الكائن فى الجرم الجاسئ اليابس.
فأما المستشف غير المحدود فليس له لون ذاتى ولا محدود وهو الكائن فى الأجرام المتخلخلة لا تقوى على لزوم شىء من الألوان وضبطه، لكنها تكون قابلة للألوان 〈الغريبة〉 تؤديها الى الحواس من غير أن تقبل منها شيئا قبولا مؤثرا فيها، فان الألوان تحركها إذا قربت منها وماستها.
أقول إن الأجرام ذوات اللون إذا ما قربت من الجرم المستشف وماسته حركته، فإذا تحرك من ألوانها قبل بعضها وأداة إلى بصر الحيوان، فيكون الحيوان حينئذ ينال الألوان بذلك الجرم المستشف.
وإنما يفعل هذا الجرم المستشف من قبل الأشياء المضيئة وظهورها عليه، وذلك أن المضىء يفعل فيه أعنى فى الجرم المستشف فيقبل لونه قبولا كأنه خاص له، وليس له بخاص ولا بذات لكنه هو له ما دام فيه الشىء المضىء، فإذا فارقه وتحول عنه ذهب عنه ذلك اللون أيضا.
وأما ما دام الجرم المستشف مضيئا فهو قابل لجميع الألوان كقبول الضوء سواء يؤديها إلى حس البصر بالألوان من قبل الأثر المؤثر فيه من الجسم المستشف الخارج إذا ما حرك من الألوان على الجهة التى وصفنا آنفا.
فقد استبان الآن كيف يكون المستشف المحدود وفى أى الأجرام يكون ذلك وكيف يؤدى إلى ابصار الحيوان وكيف يحس به الابصار.
ونقول أيضا أن المستشف غير المحدود هو الذى لا يقبل من الألوان شيئا قبولا مؤثرا فيه لحال سخافته وتخلخله، فإذا ما قرب إليه الشىء المضىء كان ذلك علة ضوء به، فإذا فارقه وتحول عنه كان ذلك علة ظلمة، وهذا يكون فى الأجرام المحدودة المشكلة.
أقول إنه إذا كان فى الجرم المشكل خليط من الجرم المستشف الغالب أكثر كان منه لون البياض، فان │ البياض هو اللون الحق وهو أفضل الألوان، فصار لذلك واقعا تحت البصر أكثر من سائر الألوان.
فإذا فارق هذا اللون أعنى البياض فراقا تاما كان ذلك علة سواد الجرم، والسواد ليس لونا لكنه عدم اللون للعلة التى ذكرنا آنفا، فأما الألوان التى من البياض والسواد فيكون كونها واختلافها من قبل اختلاط الأجرام المستشفة واللاتى ليس لها مستشف.
ونقول أيضا إن النار واقعة تحت البصر من بين الأجرام المبسوطة وهى فى طبيعتها مستشفة جدا فلذلك تقوى على إضاءة الهواء فتصيره