Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Alexander of Aphrodisias: Quaestio I 5: De Auctu (Problems and Solutions I 5: On Growth)

〈بسم الله الرحمن الرحيم، وهـ〉ـو حسبنا، ونعم الوكيل

مقالة الاسكندر الأفروديسى فى أن النشوء والنماء يكونان فى الصورة، لا فى الهيولى. اخراج أبى عثمان الدمشقى، رحمه الله بمنه.

قال الاسكندر ان أرسطوطاليس ذكر فى كتاب الكون والفساد ان النشوء والنماء يكونان فى الصورة، لا فى الهيولى. وقد أنكر ذلك قوم فقالوا ان الجرم وكل ما يقبل النشوء 〈انما ينشؤ〉 فى صورته وعنصره جميعاً. فقال الفيلسوف ان النشوء. يكون فى الصورة، لبس فى الهيولى.

قال الاسكندر فنريد أن نحل هذا الشك فنقول ان الهيولى تتبدل قليلا قليلا فى النشء، أعنى عنصر ذلك الشىء. وذلك أنه يبقى بعضه ويأتى آخر من خارج، من غير أن تذهب الهيولى كلها، لأنها لو ذهبت كلها، لم تكن الصورة لتبقى على حالها.

فنرجع الآن فنقول ان صورة الشىء وهيولاه تنشؤان جميعا وان الهيولى تشبه الكمية والصورة تشبه الكيفية. وكمية الشىء تنتقل وتتبدل ولا تثبت على حالها الأول، وأما كيفية 〈الشىء〉 التى هى صورته، 〈فهى〉 ثابتة باقية على حالها الأول.

فلما أن صارت كيفية الشىء، أعنى صورته، ثابتة وصارت كميته متبدلة غير ثابتة وعلة انتقالها تبدلها (؟) من سيلان الهيولى، قال لذلك الحكيم ان الأشياء │ الناشئة ليست تنشؤ فى الهيولى، لاكنها تنشؤ فى الصورة، لأن الصورة تبقى على حالها الأول من غير تبدل وتنقل والنشوء انما يكون على شىء قائم ثابت.

ونقول أيضا ان الناشئ، وان كان ينشؤ مع هبولاه وصورته، لاكنه بحال سيلان الهيولى، وهى عنصره، لا ينعت النشوء على │ العنصر، لأن العنصر، كما 〈قلنا، يتبدل ولا يثبت على حال واحدة. فان نعت〉 به، فانما ينعت 〈بتبدل〉 العنصر 〈وتغيره. وذلك أنا لا〉 نستطيع أن نجد العنصر فى الشىء الناشئ 〈ثابتا دائما غير متبدل، لاكنه يتبدل بالكمية، أعنى أن كل جزء من أجزاء العنصر الناشئ〉 يسيل ويتبدل حتى لا يبقى شىء منه على حاله الأول. فأما صورة الناشئ فتبقى دائمة، ما كان الناشئ قائما غير واقع تحت الفساد.

ونقول أيضا ان النشوء حركة من الحركات وان الحركة لا تكون الا على شىء ساكن. وقد قلنا ان الصورة باقية وان العنصر منتقل، والنشوء اذن لا يكون الا فى صورة الشىء فقط. 〈فقد استبان و〉اتضح قول الفيلسوف ان النشوء يكون فى الصورة، لا فى العنصر.

تمت المقالة بحمد الله وحسن عونه وتأييده ومنه ورضوانه على كافة أنبيائه.