Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Alexander of Aphrodisias: Quaestio III 3: De Sensu (Problems and Solutions III 3: On Sense Perception)

الحس، أعنى أنه متهيئ للحس، فاذا ما كان المحسوس ظاهرا، أحس به مكانه شبه العالم المتهيئ للعلم (فانه اذا ما أراد، علم) كذلك الشىء، اذا كان متهيئا للحس وكان المحسوس حاضرا، أحس به مكانه.

فلما فرغ الحكيم من صفة الحس الكائن بالقوتين وكيف يكون كل واحد منهما، ذكر بعد ذلك أيضا كيف يكون الحس بالفعل فقال ان الحس بالفعل يكون كالعلم سواءً. غير أنه يفترق (؟) الفعلان، أعنى فعل الحس وفعل العلم، بخلة واحدة فقط. وذلك أن علة الحس تكون من خارج، لا فى الحاس، أعنى أن المبصر لا يكون فى داخل بصر المبصر ولا المسموع يكون فى داخل سمع السامع، لاكنه يكون خارجا منه. فأما الشىء الذى يقال بالعقل والعلم، فعلته من داخل، لا من خارج.

ولخص الحكيم ذلك وبينه، وذلك أنه قال ان الحس ينال الأشياء الجزئية التى لا يمكن أن تكون فى داخل الحاس، فان لها أشخاصا ثابتة قائمة. فأما العقل 〈والعلم〉 فيعرفان، الأشياء الكلية التى ليست لها أشخاص ثابتة قائمة، لاكن يكون قوامها وثباتها فى داخل الفكرة والذهن.

وبين الحكيم وأوضح كيف يكون ذلك بأن قال ان قوام الأشياء الكلية وعلة | كونها هى الأشياء الجزئية وفيها ثباتها. وأما [قوام] الكلية (فانها كلية عامية) فقوامها فى الفكرة. فلذلك صار قوام الكلية فى فكر المفكر وصارت استطاعة الفكر فيها اليه، لأن الأشياء الواقعة تحت الفكر هى فينا والينا، أعنى أنا اذا أردنا، 〈كانت〉 الينا، الكلية (؟)، فصارت لذلك علة [حس] الفكر فينا من باطن. وليست استطاعة حس المحسوسات الينا، أقول أنا اذا شئنا، كانت عندنا فنحسها.

ونقول 〈انه〉 كما أن الحس لا يقدر أن يحس محسوسه الا بحضوره، كذلك الصناعات أيضا لا تقدر أن تفعل شيئا ما الا بحضور المصنوع، أقول أن الصانع لا يسطيع أن يصوغ الأشياء الا بحضور نحاس وحديد أو شىء من العناصر التى يمكنه أن يفعل فيها.

وقد لخص الحكيم فى كتابه، أعنى كتاب النفس، وبين فيه لم صارت استطاعة الفكر فينا ولم تكن استطاعة الحس فينا تلخيصا مستقصى.

فأما نحن فترجع 〈الآن〉 الى ما كنا فيه فنقول بقول جامع ان الحكيم حد الحس فقال انه هو الكائن بالقوة من النوع الثانى، الكائن كالمحسوس بالفعل. فانه الذى ينفعل ويقبل أثر المحسوس ما كان لا يشبهه، فلما انفعل وقبل الأثر، فشبه به وصار مثله.

وانما عنى الحكيم بالانفعال الاستحالة، وليس هذا النوع من أنواع الاستحالة الصادقة، لاكن لما لم نقدر أن نسمى الأشياء كلها على حقائق اسمائها، سمينا هذا النوع استحالة