Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Topica (Topics)

〈مواضع أخرى〉

وأيضا ما كان من أشياء تحت نوع واحد له الفضيلة التى تخص النوع، هو آثر مما ليست له تلك الفضيلة؛ وإذا كانت الفضيلة لكليهما فآثرهما الذى له أكثر.

وأيضا إن كان شىء يفعل خيرا بمن يحضره وآخر لا يفعل، فإن الذى يفعل آثر، كما أن المسخن أسخن مما لا يسخن. وإن كانا كلاهما يفعلان ذلك، فأكثرهما فعلا آثر أو الذى يجعل الشىء الأفضل والأخص خيرا — بمنزلة ما إن كان أحدهما يجعل النفس كذلك، والآخر يجعل البدن.

وأيضا ينبغى أن ننظر فيما كان من التصاريف والاستعمالات والأفعال والأعمال، وننظر فى هذه أيضا من تلك لأن بعضها يتبع بعضا — مثال ذلك أنه إن كان ما يجرى على جهة العدل آثر مما يجرى على جهة الشجاعة فإن العدالة آثر من الشجاعة. وإن كانت العدالة آثر من الشجاعة، فإن ما يجرى على جهة العدل آثر مما يجرى على جهة الشجاعة، وكذلك الأمر فى الأشياء الأخر.

وأيضا إذا كان لشىء واحد بعينه يوجد شىء هو أجود منه وآخر دونه فى الجودة، فإن الأجود آثر؛ وإن كان أحد الاثنين أجود بكثير. — وأيضا ما كانت زيادته آثر من زيادة غيره فهو أيضا آثر — مثال ذلك أن المحبة آثر من المال، وذلك أن زيادة إفراط المحبة آثر من زيادة المال. والشىء الذى هو أحب إلى الإنسان أن يكون هو شبيها لنفسه آثر عنده مما يكون شبيه غيره، مثل ما أن الأصدقاء آثر من الأموال.

وأيضا ما يكون من الزيادة وهو أن ننظر إن كان إذا زيد على شىء واحد بعينه جعل الجملة آثر. وينبغى أن نتوقى أن نقدم الأشياء التى أحد المزيدين فيهما يستعمله الأمر العام، أو هو يعين له بضرب من الضروب، والآخر لا يستعمله ولا هو معين، بمنزلة المنشار والمنجل مع النجارة، وذلك أن المنشار إذا قرن بالنجارة كان آثر؛ فأما على الإطلاق فليس هو آثر. وأيضا إذا زيد على الأقل فجعل الجملة أعظم. — وكذلك من النقصان، فإن الذى إذا نقص من شىء واحد بعينه فجعل الباقى أقل، هو أعظم.

وينبغى أن ننظر إن كان الواحد مأثوراً من أجل نفسه، والآخر من أجل الظن، بمنزلة ما إن الصحة أفضل من الجمال. وحد الشىء الذى هو عند الظن هو ما إذا لم يكن أحد يعلمه لم يحرص إنسان على أن يكون له. — وإن كان أحدهما من أجل نفسه ومن أجل الظن مأثوراً، والآخر من أجل أحدهما فقط، فأيهما كان أكرم من أجل نفسه هو أفضل وآثر. والذى هو أكرم بذاته هو الذى يؤثره من أجل نفسه أكثر، من غير أن نكون مزمعين على أن نستفيد منه شيئا آخر.

وينبغى أيضا أن نميز على كم جهة يقال المأثور، ومن أجل أى الأشياء: بمنزلة النافع أو الجميل أو اللذيذ. وذلك أن الذى هو نافع عند جميع الأشياء أو عند أكثرها هو الآثر متى كان يجرى أمره على المشابهة. وإذا كانت أشياء بأعيانها موجودة لكليها، فينبغى أن ننظر لأيهما يوجد أكثر وألذ وأجمل وأنفع. وأيضا ما كان من أجل الأفضل هو آثر بمنزلة أن ما هو من أجل الفضيلة أفضل مما هو من أجل اللذة. — وكذلك الأمر فى الأشياء التى تتجنب، وذلك أن الذى يعوق عن الأمور المأثورة أكثر هو يتجنب أكثر، بمنزلة ما يتجنب المرض أكثر من القبح، إذ كان المرض مانعاً من اللذة ومن أن يكون الإنسان فاضلا.— وأيضا الموضع المأخوذ من التبين بأن الموضع متجنب ومأثور على مثال واحد. وذلك أن ما يختاره الإنسان ويتجنبه على مثال واحد يؤثر أقل من المأثور فقط.

〈مواضع أخرى〉

وأيضا ما كان من أشياء تحت نوع واحد له الفضيلة التى تخص النوع، هو آثر مما ليست له تلك الفضيلة؛ وإذا كانت الفضيلة لكليهما فآثرهما الذى له أكثر.

وأيضا إن كان شىء يفعل خيرا بمن يحضره وآخر لا يفعل، فإن الذى يفعل آثر، كما أن المسخن أسخن مما لا يسخن. وإن كانا كلاهما يفعلان ذلك، فأكثرهما فعلا آثر أو الذى يجعل الشىء الأفضل والأخص خيرا — بمنزلة ما إن كان أحدهما يجعل النفس كذلك، والآخر يجعل البدن.

وأيضا ينبغى أن ننظر فيما كان من التصاريف والاستعمالات والأفعال والأعمال، وننظر فى هذه أيضا من تلك لأن بعضها يتبع بعضا — مثال ذلك أنه إن كان ما يجرى على جهة العدل آثر مما يجرى على جهة الشجاعة فإن العدالة آثر من الشجاعة. وإن كانت العدالة آثر من الشجاعة، فإن ما يجرى على جهة العدل آثر مما يجرى على جهة الشجاعة، وكذلك الأمر فى الأشياء الأخر.

وأيضا إذا كان لشىء واحد بعينه يوجد شىء هو أجود منه وآخر دونه فى الجودة، فإن الأجود آثر؛ وإن كان أحد الاثنين أجود بكثير. — وأيضا ما كانت زيادته آثر من زيادة غيره فهو أيضا آثر — مثال ذلك أن المحبة آثر من المال، وذلك أن زيادة إفراط المحبة آثر من زيادة المال. والشىء الذى هو أحب إلى الإنسان أن يكون هو شبيها لنفسه آثر عنده مما يكون شبيه غيره، مثل ما أن الأصدقاء آثر من الأموال.

وأيضا ما يكون من الزيادة وهو أن ننظر إن كان إذا زيد على شىء واحد بعينه جعل الجملة آثر. وينبغى أن نتوقى أن نقدم الأشياء التى أحد المزيدين فيهما يستعمله الأمر العام، أو هو يعين له بضرب من الضروب، والآخر لا يستعمله ولا هو معين، بمنزلة المنشار والمنجل مع النجارة، وذلك أن المنشار إذا قرن بالنجارة كان آثر؛ فأما على الإطلاق فليس هو آثر. وأيضا إذا زيد على الأقل فجعل الجملة أعظم. — وكذلك من النقصان، فإن الذى إذا نقص من شىء واحد بعينه فجعل الباقى أقل، هو أعظم.

وينبغى أن ننظر إن كان الواحد مأثوراً من أجل نفسه، والآخر من أجل الظن، بمنزلة ما إن الصحة أفضل من الجمال. وحد الشىء الذى هو عند الظن هو ما إذا لم يكن أحد يعلمه لم يحرص إنسان على أن يكون له. — وإن كان أحدهما من أجل نفسه ومن أجل الظن مأثوراً، والآخر من أجل أحدهما فقط، فأيهما كان أكرم من أجل نفسه هو أفضل وآثر. والذى هو أكرم بذاته هو الذى يؤثره من أجل نفسه أكثر، من غير أن نكون مزمعين على أن نستفيد منه شيئا آخر.

وينبغى أيضا أن نميز على كم جهة يقال المأثور، ومن أجل أى الأشياء: بمنزلة النافع أو الجميل أو اللذيذ. وذلك أن الذى هو نافع عند جميع الأشياء أو عند أكثرها هو الآثر متى كان يجرى أمره على المشابهة. وإذا كانت أشياء بأعيانها موجودة لكليها، فينبغى أن ننظر لأيهما يوجد أكثر وألذ وأجمل وأنفع. وأيضا ما كان من أجل الأفضل هو آثر بمنزلة أن ما هو من أجل الفضيلة أفضل مما هو من أجل اللذة. — وكذلك الأمر فى الأشياء التى تتجنب، وذلك أن الذى يعوق عن الأمور المأثورة أكثر هو يتجنب أكثر، بمنزلة ما يتجنب المرض أكثر من القبح، إذ كان المرض مانعاً من اللذة ومن أن يكون الإنسان فاضلا.— وأيضا الموضع المأخوذ من التبين بأن الموضع متجنب ومأثور على مثال واحد. وذلك أن ما يختاره الإنسان ويتجنبه على مثال واحد يؤثر أقل من المأثور فقط.