Data Entry
قال على ابن رضوان كتاب قاطيطريون له ترتيبان أحدهما يوافق المتعلمين وهو أن يبتدئ بقراءته ويفهم معانيه والتدرب بها فى أعمال صناعة الطب والآخر يوافق الحذاق بصناعة الطب وهو أن يتذكر بقراءته جميع ما يحتاج إليه من أعمال الطب التى تختص بعمل اليدين دون غيرها من الربط والشد والخياطة والجبر ورد الخلع والتنطيل والتكميد وجميع ما يحتاج إليه فتفهم ذلك
بسم الله الرحمان الرحيم
تعاليق من كتاب قاطيطريون لابقراط تفسير جالينوسقال جالينوس ابقراط بنى أمره على أنه أول كتاب يقرأ من كتبه وكذلك ظن جميع المفسرين وأنا واحد منه وسماه الحانوت الذى يجلس فيه الطبيب لعلاج المرضى والأجود أن تحول ترجمته كتاب الأشياء التى تعمل فى حانوت الطب
أول شىء ينبغى أن يتعلمه المتعلمون لصناعة الطب الرباط وينبغى أن يتعلم على خشب منحوت مفصل مصور بصورة الإنسان فإن لم يتهيأ ذلك فعلى أبدان الصبيان
قال جالينوس ابقراط وضع هذا الكتاب بمنزلة المدخل ثم قرن به ذكر الأشياء التى ينبغى أن تعمل فى حانوت الطب مما هو أنفع شىء ينبغى أن يبتدئ بتعليمه
إذا سويت العضو المكسور أو المخلوع أو غير ذلك فينبغى أن تقيسه بنظيره من بدن المريض لا من بدن غيره وكذلك قس الجانب الأيمن بالجانب الأيسر
الدليل على خلع العضد هو أن يكون فى لإبط نتوء مدور صلب الانخفاض والغور الذى يكون فى قلة العاتق علامة تعم خلع العضد وإفلات العظم الصغير المسمى رأس الكتف
قد ينبغى أن تتثبت أولا فى رأس الكتف السليم الباقى على حاله الطبيعية كم مقدار ارتفاعه ثم تقيس إليه الكتف المريض فإذا خالفه فاعلم أنه مخلوع
متى كان رأس الكتف ليس بزائل عن موضعه فقد توجد علامة من الحركات وذلك أن الإنسان يعرض له ألا يقدر أن يشيل عضده إلى فوق عند ما يصيب عضد الكتف فسخ أو تمدد وعندما يتورم أو انهتك وانقطع شىء من أقسام العصب المبثوث فيه
أول شىء ينبغى للطبيب أن يتعرفه هى علامة عامة فى جميع الأمراض وسائر العلامات إنما تتبعها وتضاف إليها وهذه العلامة هى النظر فى الشبيه وغير الشبيه فإن هذه العلامة متقدمة على جميع العلامات والدلائل فى باب سابق العلم وفى باب المداواة ولذلك يحتاج أن تعرف المريض قبل مرضه فإن كان دخولك إليه قبل معرفته فينبغى أن تسئل عن صورته وصورة أعضائه فى حال صحته فإن بذلك تثق وتصح قضاياك عليه
التعرف والعلامات ينبغى أن تكون بالأشياء التى هى عظيمة جدا فى القوة سهلة التعرف وهذه الأشياء هى التى تدرك بالبصر وباللمس وبالسمع وبالشم وبالذوق وبالعقل
فإن هذه إذا أدركت على حقائقها دلت على حقيقة المرض وذلك أن الطبيعة أعطتنا هذه القوى لنتعرف بها حقائق الأمور ولهذه القوة آلات جعلت للناس فى طبيعتهم ليمتحنوا بها الأمور
وعدد ابقراط الأشياء التى بها قوام صناعة الطب فقال هى المريض والطبيب والخدم والآلات والأدوية والضوء وأين وكيف وكم وفى أى الأشياء وبأى حال ومتى والجسم والآنية والوقت والجهة والموضع
آلات الطبيب السكاكين والمثاقب والصنانير والآلات المعروفة بحافظة أغشية الدماغ والمباضع ونحو ذلك مما يحتاج إليه
وآلات المريض هى الطسوس والأبزنات ونحو ذلك
أراد ابقراط بقوله والجسم العضو العليل وذلك أنه يحتاج فى علاجه إلى أن يعلم كم مقدار ما أتى عليه من الزمان وكم مقدار ما يحتاج أن يعالج فيه من الزمان من ذلك أن ابقراط نفسه أمر ألا يمدد ما يحتاج إلى التمديد من اليدين والرجلين ولا يرد المفصل المخلوع إلى موضعه فى اليوم الثالث والرابع
من الأعضاء ما ينبغى أن يفرغ من علاجه أسرع ما يمكن متى كانت أعضاء يخاف عليها أن ينالها البرد فيتبع ذلك خطر عظيم بمنزلة ما يعرض لمن يثقب عظم رأسه وكان المريض لا يحتمل ولا يصبر على ما يمر به من شدة الألم ومنها أعضاء ينبغى أن يبطأ فى علاجها بمنزلة العين التى يقدح منها الماء فإن الماء من بعد ما ينزل ويحط عن وجه الناظر ينبغى أن يمسك بالمقدح مدة طويلة فى المواضع التى يراد أن يستفرغ فيها ويتثبت بها تثبتا وثيقا
ليس يمكن استقصاء ما يحدث فى نفس العين والمريض مواجه للضوء ولا استقصاء علاجها وذلك أنه ينبغى لنا أن نهرب فى علاج العين وفى توق ما بها من العلة من مواجهة الضوء
يمكن علاج ما فى الأجفان من العلل والعليل مواجه الضوء
ينبغى فى علل العين أن يكون العليل دائما غير مواجه الضوء خلا الوقت الذى يبث الطبيب فى عينيه دواءه فإنه ينبغى أن يكون مواجها للضوء ليرى الطبيب العين جيدا
من يكون فى عينيه قرحة أو مدة كامنة أو نتوء العنبية أو ورم حار أو تنصب إليها مادة حادة قد يناله من الضوء اليسير فضلا على الكثير إيذاء شديد حتى يؤلمه ذلك ويجلب إلى عينيه مادة على المكان
الطبيب يحتاج إلى الضوء لينظر فيه نظرا شافيا وعلل العين تحتاج إلى أن تكون فى غير مواجه الضوء فلذلك ينبغى للطبيب أن يتوسط فى علاجها بين الحالين حتى ينظر فلا يضر بالعين بالضوء
ينبغى أن يختار فى جميع العلل الظاهرة خلا علل العين النور الأضوأ وهى المواضع المكشوفة تحت الشمس التى يقع فيها ضوء الشمس لينظر علة العضو نظرا شافيا
قد ينبغى أن تهرب من المواضع التى تهب فيها الرياح والبرد لئلا ينال العصب آفة ومن المواضع الحارة لئلا تضر ومن الشمس خاصة فى من يتعفن من بدنه شىء أو يكون مستعدا لانبعاث دم
ينبغى للطبيب أن يستر علاجه لأسباب ثلثة منها ستره عن أبصار النظارة إذا كان موضع النظر قبيحا ومنها إذا كان يروم قطع شىء يموت فلا يشق ذلك على أهل المريض أو من يخدمه أن يرى ذلك ومنها إذا كان المريض جبانا خوارا فإنه ينبغى له أن يمين ويقول فى غد أبطك وأما الآن فإنى أكمد الموضع أو أنطله بماء حار أو باسفنجة بزفت حار ويوهمه أنه يفعل ذلك ويبطه من حيث لا يشعر وما سوى ذلك فليس ينبغى أن يستره
ينبغى أن يكون جلوس الطبيب المعالج باليد هكذا تكون قدماه مستقربتين على الأرض محاذيتين للركبتين على استقامة ويكون بينهما فسحة باعتدال وتكون ركبته أرفع قليلا من حالبيه ليمكنه أن يضع مرفقيه على فخذيه ليتولى بهما عليهما فإن هذه الجلسة أمكن له فى العمل
ينبغى أن يكون الطبيب حسن الثوب حسن الزى من غير مباهاة ولا مفاخرة إذا احتاج الطبيب أن يعالج وهو قائم فينبغى له أن يرفع رجله الواحدة ويجعلها على شىء يوطأ تحتها حتى تصير ركبته مرتفعة قليلا على حالبه وينبغى أن تكون الرجل التى يرفعها هى غير المحاذية لليد التى يعمل بها
علاج الكسر يمدد العضو من جهتين متضادتين ويقوم ويجبر ويصلح حتى يرجع
على ما ينبغى ثم يربط على ما ينبغى علاج الخلع يمدد العضو إلى خلاف الناحية التى
خرج منها ويدخل برأس العظم المنخلع إلى موضعه من المفصل ويشد الموضع برباط
ليس ينبغى أن يبقى ويثبت فى داخل البدن شىء ردىء
ينبغى للطبيب أن يتدرب حتى يعمل بكل واحدة من يديه ما يعمله بالأخرى فإنه إذا صار كذلك أمكنه أن يسرع عمله بلا مشقة وينبغى أن يكون عملها حسن الوزن ويكون الطبيب لطيف الحيلة
وينبغى أن يكون من يحضر علاجه لازما للصمت سامعا مطيعا لما يأمره به الطبيب سيما إن كان من خدم الطبيب
تمت تعاليق المقالة الأولى
ينبغى أن يكون الرباط بسرعة ولا يؤلم العضو ويكون وجوده حسنا أن يكون لف الخرق والذهاب بها موافقا وهذا يحتاج إلى دربة وينبغى أن يكون وزنه حسنا ليلتذ به العليل وذلك أنه ينبغى ألا يكون شىء من الخرق منثنيا ولا منطويا ولا فيه تشنج بل تكون الخرقة ممدودة على جميع أجزاء العضو بالسواء وينبغى أن يكون الثانى والثالث والرابع يقع كل واحد منها فوق الذى قبله على المشاكلة أى تكون اللفة الثانية فى بعض الأعضاء مساوية لللفة الأولى لا تعاودها وفى بعض الأعضاء تميل عنها ميلا قليلا وكذلك اللفة الثالثة والرابعة
إذا وقع فى الساعد أو فى العضد أو فى الفخذ كسر فينبغى أن تكون اللفة الأولى من الرباط ذاهبة إلى فوق والثانية ذاهبة إلى أسفل والثالثة ذاهبة إلى فوق وعلى هذا المثال فى الباقى وينبغى أن يكون عرض الخرق متساوية
ينبغى أن يكون لف الخرق متناسبة وينبغى أن يكون على مشابهة للعضـو فى شكله وعلى مشاكلة العلة
ينبغى أن تكون قوة الرباط وشدته باعتدال فإنه إن زاد ألم العضو لأنه يناله منه ضغط وإن نقص كان الرباط رخوا
فى الرباط غرضان أحدهما حفظ للعضو العليل على ما أصلح وخير ومنعه من الحركة والآخر حفظه من الورم
ينبغى أن تكون الخرق التى يربط بها نظيفة خفيفة لينة رقيقة أما النظيفة فلئلا يلدغ وسخها العضو أو يمنع الوسخ قوة النطول من الوصول إلى اللحم وأما الخفيفة فكيما لا تثقل على موضع العلة وأما الرقيقة فلأن الرقاق من الخرق أخف وألين وينفذ فيها النطول بسهولة وأما اللينة فلئلا تضغط الموضع
وينبغى أن تكون الخرق أيضا مع لطافتها وخفتها ولينها ورقتها مع ذلك عراضا ولا يكون فيها دروز ولا خمل ويكون لها صلابة وجلد لم تتمزق وينبغى أن تكون صحيحة قوية [ و] لتضبط ضبطا وثيقا وذلك أن الدروز الخمل لا يكون معها لقاء الخرقة للعضو لقاء مستويا لكن مختلفا
ينبغى أن تكون الخرق مبلولة منداة بقيروطى يقع فيه الزفت أو فى شراب أسود عفص
الخرق اليابسة تسخن العضو سخونة نارية فتزيد فى حرارته وتشعلها فتصير سببا لجلب الرطوبة وانجذابها إلى العضو وهذا أعون شىء على حدوث الورم
ليس ينتفع بخروج شىء من الخلط الذى يريد أن يصير مدة لأن تثبته داخلا إلى أن يتغير معه سائر ما هناك أجود وأسرع للتغير معا
الرباط يستعمل لأمرين أحدهما أن يكون خادما للأشياء التى تشفى وهى الأدوية التى يحتاج إلى مسكها على العضو حتى لا تتبرأ وتسقط والآخر أن يكون نفس الرباط هو الشافى بضبطه للعضو وحفظه إياه على الشكل الموافق
تمت تعاليق المقالة الثانية
الحواس الخمس والعقل هى الآلات الطبيعية التى بها نمتحن الأمور ونحكم عليها وهى التى يستعملها جميع الناس فى تدبيرهم للأشياء التى يعالجونها فى جميع الصناعات ولسيرتهم كلها وما يتصرفون فيه لمعائشهم
يستعمل فى جبر الترقوة رفائد ثلاثة كل واحد منها ثلاثة أو أربع طبقات فتضع رفادتين وهما الأوليتين تتقاطعان مثل الخاء باليونانية وهذه صورته X حتى يقع وسط كل واحدة [من الرفادتين] منهما على موضع الكسر حيث يلتقيان ثم تضع فوقها رفادة ثالثة ذاهبة فى طول البدن لتمسك وتشد الرفادتين اللتين تحتها وتدعم موضع الكسر
منافع الرفائد فى الكسور منتفعتان إحداهما ضبط الرباط الذى يقع تحته والثانية تتميم النقصان الذى فى الأعضاء وذلك أنه ينبغى أن تجعل الرفائد فى الموضع الأرق من العضو حتى يعتدل مع الغليظ وتشده بالرباط فيقع الشد مستويا فإنه إن اختلف استرخى وينبغى أن يكون عرض الرفادة بمقدار عرض العصابة التى تشد بها وأكثر ما ينبغى بمقدار ثلاث أو أربع أصابع من أصابع المريض
منفعة الرباط فى الكسر هو ضغط العضو المجبور حتى لا يلتوى ولا ينعرج
الرباط ينبغى أن يكون فى الكسور اثنين أحدهما تحت الرفائد ليمنع من أن ينصب إلى العضو شىء من الرطوبات وليدفع بعض ما قد حصل فى العضو إلى الموضع الذى فوقه والثانى فوق الرفائد ليعصر الدم العفن من العضو العليل إلى الطرف وينبغى أن يكون الرباط الذى أسفل يبتدئ من موضع العلة وينتهى إلى الموضع الأعلى والذى (أعلى) يبتدئ من موضع العلة وينتهى إلى أسفل ثم يعود من أسفل إلى فوق
ينبغى أن يكون غمز الرباط وضغطه فى موضع الكسر أشد ما يكون ليعصر ما فيه من الرطوبة وفى الطرفين أقل ما يكون ليقبل اللحم الذى تحته ما يجرى وينصب إليه مما انعصر
إنما يكون ضبط الرباط للعضو أوثق وأحرز وانعصار الرطوبة من العضو إلى ما حوله أكثر وانقطاع وامتناع ما يتحلل من فوق بأن يكون الرباط يأخذ زيادة من الموضع الصحيح شيئا كثيرا
ينبغى ألا يكون طول الرباط فى جميع الناس بالسواء لكن بحسب مقدار الكسر وبحسب مقدار ذلك الإنسان والدستور فيه طول العضو وثخنه وعرضه
ينبغى أن تكون الجبائر ملساء متساوية الأجزاء مقعرة الأطراف ناقصة من الجانبين عن الرباط وأغلظ ما تكون حيث الكسر مائلا وذلك أنها للرباط بمنزلة الدعائم والسند
الرفائد تسند وتدعم الرباط (الذى) من أسفل العضو والجبائر تدعم وتسند كل ما هو من وراءها
جميع ما يحيط بالعضو أربعة أشياء لكل واحد منفعة يقوم بها خاصة أمـا من داخل ا فالرباط الذى من أسفل وهو أول شىء يلقى العضو ومنفعته أن يضبط العضو المجبور ويمنع العضو العليل من أن يتورم ب وأما من بعد هذا الرباط الأسفل فالرفائد وهى تدعم ذلك الرباط وتثبته من خارج ج والرباط الخارج وهو الذى يضبط الرفائد حتى لا تضطرب وتتشوش ثم من بعد هذا الرباط الجبائر وهى التى تسند تلك كلها وتدعمها
اطل على العضو قيروط مؤلف من زفت وشمع وكلما لففت عليه لفة اطلها أيضا بهذا القيروط إلى أن تفرغ من الرباط
إذا حللت العضو بعد الشدة الأولى فنطله بماء حار وينبغى أن تكون حرارته بحسب ما يلتذه المريض وكميته باعتدال أعنى لا تنطل وقتا طويلا ولا وقتا قصيرا
إذا كان البدن نقيا فالماء الحار يحلل من العضو الذى يصب عليه أكثر مما يجذب إليه وإن كان البدن ممتلئا فالماء الحار يجتذب إليه أكثر مما يحلل منه وإذا كان مدة صبه يسيرة كان أحرى أن يملأ العضو من أن يحلل منه وإذا كانت طويلة كان أحرى أن يحلل منه أكثر مما يملأه
ينبغى أن يكون الدم الذى يجرى إلى العضو صحيح فى كيفيته معتدل فى كميته
والصب المعتدل يجذب به الماء الحار إلى العضو دما معتدلا فزاد فى لحم العضو وجعله أرخص وإن اللحم القريب العهد بالجمود هو رخص من طريق أن حدوثه وكونه إنما هو دم قد جمد قريبا بمنزلة الجبن الطرى القريب العهد بالجمود
صب الماء الحار يزيد فى اللحم ويلينه فيشرف ويرتفع ويزداد غلظا وثخنا على ما كان فى طبعه لأن الدم الحاصل فيه ينحل وينتشر ولذلك ينبغى أن يقطع انصبابه عند هذه الحال قبل أن يضمر وينقبض العضو
الأعضاء الناشزة الناتئة من البدن متى وضعت أرفع مما ينبغى عرض للعضو أن يتعقف إلى فوق ومتى كان أخفض مما ينبغى عرض له أن ينثنى ويتعقف إلى أسفل ومتى كان على شىء أصلب مما ينبغى عرض له أن ينكسر
قال قوم إن كسور الرجل تحتاج إلى القالب قال جالينوس ذلك لينتفع به المريض فى الأوقات التى يقوم فيها عن فراشه وهذه الأوقات وقتان أحدهما وقت الحاجة إلى الغائط والآخر الوقت الذى يمتل فيه المريض من فراشه ولا يحتمل صلابته فيحتاج أن يدعه ويتحول منه إلى فراش آخر قد فرش له فيحمل إليه
قال ابقراط وينبغى أن يكون يبلغ إلى الركبة فقط لئلا يمنع الرجل من الحركة
ينبغى أن تنعم النظر فى المرض الذى لمكانه يستعمل القالب فإن كان المضار التى تجذب عن القالب أكثر من منافعه امتنعت من استعماله وإن كانت المنافع أكثر استعملته
جميع أفاضل الأطباء يسمون العادة طبيعة مستفادة وابقراط يعطيها قوة ثانية بعد القوة الأولى المأخوذة مما هو فى الطبع فينبغى لك أن ترد العضو إلى شكله الطبيعى وإلى ما جرت به عادته فتجعله مزوى على ما جرت به عادته فتجعل الرجل فيمن قد اعتاد أن يكون جسده فى أكثر زمانه منبسطا بشكل يكون معه فضل بسط للرجل وتجعلها قليلة الانبساط فيمن لا يزال النهار كله قابضا لها وكذلك تجعل اليد مزواة الشكل
من شأن العضل أن يتقلص وينجذب إلى ناحية أصوله سيما فى الفخذ وبعده العضد والساق وبعد الساق الساعد ثم الكتف ثم القدم ولذلك ينبغى أن يمدد تمديدا جيدا باعتدال
أبدان الصبيان والخصيان والنساء ومن هو فى طبيعته رطب أعضاؤهم تجيب إلى التمديد بسهولة ومن غير مضرة والأبدان اليابسة لا تجيب إلى التمديد ولا تطاوع إلا بعسر وكد وكثيرا ما يعرض معها مضرة
ينبغى أن يكون المريض يجد مس الضغط فى موضع العلة أكثر وفى الطرفين أقل
كل جسم بطال يضعف وتصير قوته خاملة وكل عضو يستعمل يصح ويقوى
ينبغى أن يتحرك العضو ويدوم فعله أما أولا فعند تنطيله بالماء الحار ثم يراح ويدوم ذلك فى الحمام ثم يراح ويدوم فعله بلا ماء حار ولا حمام ويكون ذلك على تدريج
الأعضاء الوارمة تداوى بالأضمدة ومواصلة صب الماء الحار عليها وبالأدوية الرطبة التى تنفع الأورام
الغرض والقصد فى رد الأعضاء التى قد زالت عن مفاصلها أمران أحدهما أن يقرب العضو المتنحى عن موضعه إلى موضعه ويزحم إليه بالرباط والآخر أن يترك الموضع الذى زال عنه رخو الرباط ليقبل ما يزحم ويدفع إليه الرباط وبين أن الرباط يكون فيه مسترخى وفى العضو الذى زال مشدود وهذا إنما يكون فى الأعضاء التى انخلعت
الأعضاء التى قد هزلت وضعفت تحتاج إلى ما يقوى قواها ويهيئ لها دما كثيرا جيدا معتدلا وقوة العضو تقوى بالدلك المعتدل فى الكمية والكيفية وبالحركة الموافقة والدم يحتاج إلى صب الماء الحار على العضو بمقدار معتدل وإلى تحريك العضو ودلكه وإلى رباط جاذب للدم
حد تنطيل العضو بالماء الحار وصبه عليه هو أن يرتفع العضو ويحمار وينبغى أن يقطع التنطيل قبل أن يبتدئ العضو يضمر وينخفض
إذا لم ينتفخ العضو ويحمار بصب الماء الحار فينبغى أن يدلك ببعض الأدوية المسخنة السيالة وخاصة ما وقع فيه ثافسيا أو زفت رطب
فإن رأيته فى أول مرة تستعمله قد صار به العضو حسن الانتفاخ أحمر اللون فينبغى أن تقطعه على المكان وإن لم تره فعل ذلك فينبغى أن تطليه مرة ثانية وثالثة وفى بعض الناس ينبغى أن تطلى فى كل يوم وفى بعضهم يوما ويوما لا أو يوما (ويومين لا) وذلك بحسب ما ترى الموضع العليل يحتاج إليه
الرباط الذى يبعث إلى العضو المهزول الدم خلاف الرباط الذى يربط به الكسر
والقروح وذلك أن رباط الكسور والقروح والخبل وغير ذلك يكون أشد لزومه
وضغطه فى موضع العلة ورباط المهزول يكون أرخى ما يكون على العضو وأشد ما
إنما يصح رباط العضو المهزول فى الشتاء يرخى الرباط ويسخن
إذا رأيت العضو المهزول قد برد بردا كثيرا فالطخه بدواء مؤلف من قفر اليهود وشىء من كبريت لم يقرب النار وعاقر قرح
إنما يهزل العضو لقلة غذائه فينبغى أن يعاد إليه غذاؤه
قد عرض لقوم غثيان فبرؤوا بأدوية تقيىء ولآخرين إسهال فبرؤوا بأدوية مسهلة ولآخرين سعال فبرؤوا بأدوية تهيج السعال أكثر وذلك أن الأدوية التى تقيىء تخرج عن المعدة فى دفعة واحدة جميع الرطوبة التى عنها يحدث ذلك الغثيان والتهوع ومعلوم أن هذه الرطوبة متشبثة بجرم المعدة تشبثا يعسر تخليصها منه وكذلك متى كان ينحلب وينصب إلى المعدة رطوبات حادة تجرى إليها أولا فأولا فتزعجها وتحركت إلى دفع ما فيها وعلى هذا المثال يحدث سعال كثير وتخرج رطوبات التى فى الصدر
الاستحمام بالماء البارد يفعل فى الأبدان الضعيفة تبريدا أكثر ويفعل فى الأبدان القوية إسخانا وذلك أن البدن إن كان كثير الحرارة عرض له عند صب الماء البارد عليه أن يستحصف ويتكاثف الجلد منه فيحتقن ما كان يتحلل منه فتزيد الحرارة وينبغى أن يكون هذا البدن القوى أعنى شابا خصيب البدن
إختل الرأس أو الصدر أو غيرهما فإننا نسندها وندعمها من أن تستضر بحركة عطاس أو سعال أو غير ذلك فيمنع جبر عظامها
والرأس يسند بالوسائد والمرافق والمخدات الصغار التى توضع تحت العنق أو بالصوف والخرق اللينة وينبغى أن تجعل تحت الإبط صوفا مدورا بعد رد خلع الكتف ليصير دعامة وسندا لهذا المفصل
ربما وضعنا تحت العنق أكياسا خفيفة الوزن فيها جاورس قد أسخن متى أردنا تكميدها وسندها معا
الذى تضمنه الكتاب الذى لقاطيطريون جميع ما يحتاج إليه المتعلمون فى أول تعليمهم
تمت تعاليق المقالة الثالثة من كتاب جالينوس فى تفسير كتاب قاطيطريون لابقراط وهو آخر الكتاب